الدولار يشهد موجة بيع كبيرة
أقر قادة الدول الأوروبية خطّة من خلالها تم توسعة صندوق حفظ الاستقرار المالي الأوروبي، كذلك تم وضع خطوط عريضة لعدّة نقاط أهمها شطب 50% من الديون اليونانية و غيرها من القرارات التي اعتبرت هامة و قادرة على تخفيف مشاكل أزمة الديون السيادية الأوروبية بشكلها الحالي. رغم أن الاتحاد الأوروبي لم يتخلّص تماماً من أزمة الديون السيادية، و أن الأزمة لو ظهرت في دولة أخرى كما حصل مع اليونان قد يكون أمراً مدمّراً لكل خطط الإنقاذ، إلا أن المتداولين الآن يشعرون بالتفاؤل الكبير جراء اتجاه القادة الأوروبيين لحل الأزمة بأسلوب يبدو بأنه قادر على تخفيف وطأتها الآن و حماية القطاع المصرفي و البنوك في نفس الوقت مع منع إعلان اليونان إفلاسها.
أن الثقة الكبيرة التي حصلت في الأسواق اليوم دعمها بيانات أمريكية يوم أمس أظهرت تحسّنا واضحاً في قطاع المنازل و البضائع المعمّرة. كذلك، قيام بنك اليابان هذا اليوم بزيادة برنامج شراء الأصول بمقدار 5 تريليون ين، كان له تأثير واضح على الثقة في الأسواق المالية من الناحية الإيجابية.
كل هذا سبب اتجاه المتداولين إلى الأصول المرتفعة العائد مما أضر في الدولار الأمريكي الذي شهد موجات بيع كبيرة في ظل اتجاه المتداولين للأصول الأكثر خطورة و تركهم للدولار الأمريكي. الثقة في الأسواق المالية الآسيوية اليوم كانت ملحوظة على شكل ارتفاع في معظم المؤشرات الرئيسية، و خلال الجلسة الأوروبية أيضاً، نرى مؤشرات الأسهم و هي تتداول في ميل صاعد قوي في أغلبها، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ارتفاع مؤشر داكس الألماني بمقدار 4.50% و ارتفاع مؤشر كاك الفرنسي 5.16% و تداول مؤشر فوتسي بمكاسب وصلت إلى ما يزيد عن 2.60%.
حركة مؤشر الدولار الأمريكي و توقعات قيام الفيدرالي بإقرار سياسة تخفيف كمي
انخفض مؤشر الدولار الأمريكي هذا اليوم بعد ملامسته للأعلى عند 76.31 نقطة ليحقق الأدنى حول مستوى 75.63 نقطة، و المؤشر حالياً يتداول قريباً من أدنى مستوياته منذ الثامن من شهر أيلول الماضي. مع الثقة التي اجتاحت الأسواق، بدأت الأنظار تتجه نحو الولايات المتحدة الآن، و أصبحنا نرى بعض التحليلات و الإشارات تظهر احتمال أن يقوم الفيدرالي الأمريكي بإقرار خطّة تخفيف كمي ثالثة لدعم الاقتصاد.
بيانات هذا اليوم المنتظرة من الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر احد أعمدة توقعات إقرار الفيدرالي لسياسة تخفيف كمي. حيث أننا اليوم في انتظار بيانات الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة الأمريكية، و التي تشير التوقعات حولها بأن الناتج المحلي الإجمالي ربما يكون قد حقق نمواً مقداره 2.5% بارتفاع من مستوى 1.3% كمقارنة الربع الثالث مع الربع الثاني من هذه السنة.
البيانات الاقتصادية الأوروبية
لحسن الحظ، أظهرت البيانات الاقتصادية الأوروبية هذا اليوم ميلاً للإيجابية. حيث أن بيانات مؤشر الثقة في قطاع الخدمات ارتفع إلى 0.2 نقطة، فيما مؤشر الثقة في الصناعة أظهر انخفاضاً في الثقة، لكن انخفاض الثقة كان أقل مما أظهرت توقعات البيانات. بالنسبة لمؤشر الثقة في الاقتصاد، فقد شهد أيضاً انخفاضاً من مستوى 95.0، لكن هذا الانخفاض أيضاً كان أقل مما أشارت التوقعات مسبقاً، حيث أن التوقعات أظهرت احتمال انخفاض إلى 93.8، لكن جاءت النتيجة بقيمة 94.8. بالنسبة لبيانات مؤشر مناخ الأعمال، فقد انخفضت أيضاً قيمة المؤشر، لكن جاء الانخفاض بأقل من التوقعات.
نلاحظ بأن البيانات الاقتصادية الأوروبية سلبية في الواقع، لكن سلبيتها أقل مما كان متوقعا، و مع الثقة التي اجتاحت الأسواق المالية بسبب قرار قادة الدول الأوروبية، استطاعت هذا البيانات أن تضع نفسها ضمن الإيجابية العامة التي تداولت فيها الأسواق المالية عموماً هذا اليوم.
اليورو ما زال يرتفع دون توقّف
ارتفع سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي هذا اليوم بعد ملامسته للأدنى عند 1.3862، حيث أن الضغوط السلبية التي تعرّض لها اليورو مقابل الدولار الأمريكي يوم أمس تلاشت مع إعلان القادة الأوروبيين لخطّة الإنقاذ، و ارتفع إثر ذلك هذا اليوم ليلامس الأعلى له عند سعر 1.4038 دولار لليورو الواحد، و ما زال الزوج حالياً يتداول قريباً من أعلى مستويات له هذا اليوم، و التي هي أيضاً أعلى مستويات للزوج منذ أكثر من شهر و نصف.
إن التحليل الفني يظهر أهمية مراقبة الزوج في هذه المستويات، فبين 1.4010 و 1.4075 نرى بأن التداولات قد تكون حرجة جداً، فثبات الزوج فوق 1.4075 قد يشير إلى أن الموجة الصاعدة قد تمتد أكثر، لكن الفشل في ذلك و العودة للتداول تحت 1.4010 باستقرار قد يشير إلى بداية موجة تصحيحية مؤقتة.
الجنيه الإسترليني يعوّض خسائر أمس مقابل الدولار
لم يشهد سعر صرف الجنيه الإسترليني الدعم الكبير الذي شهده سعر صرف اليورو هذا اليوم، لكن انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل سلّة العملات الأجنبية ساعد الجنيه الإسترليني على تعويض كل خسائر يوم أمس. حيث نرى بأن الجنيه بعد أن انخفض اليوم إلى مستوى 1.5952، عاد ليرتفع ملامساً الأعلى عند 1.6034 دولار للجنيه الإسترليني الواحد.
إن الجنيه الإسترليني حالياً يتداول فوق مستوى 1.5960، و الثبات فوق هذا المستوى يعتبر سبب لأن يحاول الزوج محاولة اختراق سعر 1.6075، و في حال حقق الاختراق المشار له، قد نشهد مزيداً من الاندفاع الصاعد هذا اليوم.
اليورو مقابل الجنيه الإسترليني
لم تكن هنالك مستجدات هامة أو بيانات اقتصادية مؤثرة من المملكة المتحدة هذا اليوم، فيما من أوروبا شهدنا ميلاً للإيجابية مع ارتفاع الثقة في الأسواق المالية. كذلك، نرى بأن مؤشرات الأسهم في الدول الأوروبية ضمن منطقة الاتحاد الأوروبي تتداول في إيجابية تقارب ضعف الإيجابية التي تتداول فيها مؤشرات الأسهم البريطانية الرئيسية عموماً. بذلك، التدفقات النقدية اتجهت نحو المنطقة الأوروبية بأكثر مما شهدت بريطانيا، و هذا ما وفّر لليورو طلباً جيداً ليرتفع مقابل الجنيه الإسترليني أيضاً.
ارتفع سعر صرف اليورو مقابل الجنيه الإسترليني هذا اليوم من الأدنى 0.8687 ملامساً الأعلى عند 0.8772 جنيه لليورو الواحد، و بذلك عوّض الزوج كل خسائره مقابل الجنيه للموجة الهابطة التي بدأت في منتصف هذا الشهر الميلادي.
الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني
قام بنك اليابان هذا اليوم بزيادة المبالغ المخصصة لخطّة شراء الأصول بمقدار 5 تريليون ين ياباني في سبيل مساعدة الاقتصاد، كذلك محاولاً إضعاف الين الياباني لتقليل ارتفاع سعر الين الذي يؤثر على الصادرات اليابانية. لكن مع ذلك، نرى بأن الين الياباني يتداول قريباً من أعلى مستوى قاسي له مقابل الدولار الأمريكي، حيث انخفض الدولار هذا اليوم مقابل الين الياباني من مستوى 76.28 إلى مستوى 75.72 ين للدولار الأمريكي الواحد.
إن ضعف الدولار الأمريكي هو السبب الرئيسي لارتفاع سعر صرف الين الياباني مقابله هذا اليوم، فعمليات البيع الكبيرة على الدولار الأمريكي تضعفه مقابل معظم العملات الأجنبية في الأسواق المالية.