خفّضت مؤسسة ستادندرد آند بور تصنيف لخمس عشر مؤسسة مصرفية و بنكاً معظمها في أوروبا و الولايات المتحدة، و ذلك جراء تعديل كامل قواعد و معايير التصنيف الائتماني، و من بين البنوك شهدنا تخفيض تصنيف بنك جي بي بورجان و بنك أوف أميركا و سيتي جروب و ويلز فارجو و جولدمان ساكس، و هذا ما سبب موجة من القلق في الأسواق المالية. من جهة أخرى، نرى بعض التفاؤل الممزوج في القلق جراء شائعات تظهر بأن صندوق النقد الدولي أجرى محادثات و استطلاع من أجل إقرار دعم مالي لإيطاليا، رغم أن الصندوق أنكر ذلك سابقاً، و تشير الشائعات بأن حزمة تمويل و إنقاذ طارئة تبلغ في قيمتها 400 مليون يورو قد تقدّم لإيطالي رغم أن هذا تم نفيه من قبل المتحدّث باسم صندوق النقد الدولي.
وافقت مجموعة اليورو على تقديم دفعة سادسة من المساعدات لليونان، حيث أن هذه الدفعة يبلغ قيمتها 8 مليار يورو و هي في الأصل تابعة لحزم الإنقاذ الذي يبلغ قيمتها 110 مليار يورو و تم الاتفاق عليها العام الماضي، و هذا الأمر أخذه بعض المتداولون بإيجابية، لكن البعض الآخر ارتأى بأن ذلك يعتبر سبباً للقلق من حقيقة تعمّق أزمة الديون السيادية الأوروبية و امتدادها.
في وقت طالب فيه وزير الداخلية اليونانية بأن لا يتم تهميش اليونان من منطقة اليورو، إذ أن ذلك قد يكون خطأ تاريخي، أشارت أيضاً وزيرة المالية الفنلندية بأن الأسابيع المقبلة قد تكون حاسمة و حساسة جداً في مصير منطقة اليورو و اليورو نفسه، و هذا سبب تناقضاً كبيراً بين المتداولين لفهم الأمور، حيث أنه من الممكن أن يتم فهم مستجدات أزمة الديون السيادية الأوروبية بإيجابية، لكن البعض الآخر يتجّه لأن يشير إلى أن كل ما يحصل إنما هو إثبات لتعمّق الأزمة و امتدادها.
بذلك، شهدنا يوم أمس جلسة متضاربة في أسواق المعادن الثمينة، لكن من الواضح بأننا شهدنا طلب ملاذ آمن على الذهب، حيث رغم انخفاض كل من سعر الفضة و البلاتين بمقدار 0.44% و 0.26% على التوالي، إلا أن سعر الذهب ارتفع أمس بمقدار 0.32% في جلسة نيويورك. أغلق سعر الذهب تداولات نيويورك أمس عند مستوى 1715.40 دولار للأونصة، فيما أغلق سعر الفضة عند سعر 31.92 و البلاتين عند مستوى 1535.00 دولار للأونصة الواحدة.
هذا اليوم أيضاً، شهدنا أداء إيجابي خلال الجلسة الآسيوية للذهب، لكن مع اقتراب افتتاح تداولات البورصات الأوروبية، شهدنا الذهب يعود للانخفاض مجدداً، لكن لو تم مقارنة الانخفاض الذي يتداول فيه سعر الذهب الآن مع كل من البلاتين و الفضة، سوف نكتشف بأن الانخفاض قليل جداً مما يدل على وجود بعض الطلب. ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي مجدداً مقابل سلّة العملات الأجنبية كان دافعاً لأن نرى المعادن الثمينة تواجه ضغوطاً سلبية، لكن الذهب ما زال يحاول التماسك حتى هذه اللحظة رغم خسائره القليلة نسبياً.
يتداول سعر الذهب اليوم حول مستوى 1711.70 دولار للأونصة في خسائر تقدّر بحوالي 0.22%، فيما نرى بأن سعر الفضة يتداول الآن بانخفاض يقارب 1.07% حول مستوى 31.58 دولار للأونصة. بالنسبة للبلاتين، فسعره الآن يتداول عند 1521.00 دولار للأونصة بانخفاض مقداره 0.91%. إن هذه الأسعار كما هي حوالي الساعة 02:27 صباحاً بتوقيت نيويورك ( 07:27 بتوقيت غرينتش ).
الدولار الأمريكي يبدو حازماً هذا اليوم، حيث أن القلق الكبير الذي اجتاح الأسواق المالية دفع المتداولين بعيداً عن الأصول المرتفعة العائد و سبب اتجاهاً نحو طلب الأصول المنخفضة العائد و بعض الطلب على الأصول الآمنة كملاذ آمن. لكن، ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي قد يسبب مزيداً من الضغوط السلبية في أسواق المعادن الثمينة، و استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار، قد يكون دافعاً لأن يفقد طالبي الملاذ الآمن ثقتهم في الذهب، و يقومون بجني الأرباح و التخلي عن الذهب مما قد يسبب موجة من الانخفاض في سعره . لكن في المقابل، يجب متابعة تطورات أزمة الديون السيادية، فأي سبب قد يدفع المتداولين نحو البحث عن ملاذ آمن، فقد نرى الذهب ثابتاً حتى لو ارتفع سعر صرف الدولار الأمريكي.