قد نشهد يوم متذبذب اليوم حتي صدور أخبار معدلات البطالة البريطاني و بيع السندات الأوربية
ستستمر موجة التذبذب بالسيطرة على الأسواق اليوم و ذلك وسط شح البيانات الاقتصادية الهامة من أكبر الاقتصاديات العالمية
إلا أن بريطانيا ستقوم بالافصاح عن معدل البطالة و الذي من المتوقع أن يبقى عند مستوياته المرتفعة وسط ضعف الأنشطة الاقتصادية
و تبقى الأنظار مسلطة على أي تعقيبات من القادة الأوروبيين حول تطبيق الاجراءات التي أتخذت أو التلميح عن أمور جديدة
و بانتظار مزادات بيع السندات من ايطاليا و ألمانيا.
شهدنا أمس شدة حالة التذبذب في الأسواق وسط تضارب البيانات الاقتصادية و العوامل المؤثرة، حيث شهدنا تراجع تكاليف الاقتراض بشكل مفاجئ أمس، و هو أحد العوامل القليلة التي قدمت بعض الدعم للأسواق في بداية التعاملات، خاصة بعد أن لم تقدم القمة الأوروبية كما أشارت وكالات التصنيف تلك الحلول الجذرية و الشاملة التي كانت تتوقعها الأسواق.
تراجعت تكاليف الاقتراض في القارة الأوروبية على خلفية الخطط المستقبلية للقارة الأوروبية و التي على الرغم من عدم كفايتها، إلا أنها قد يكون لها أثر قوي في المستقبل، فقد عقدت كل من اسبانيا و بلجيكا و اليونان مزادات لبيع سنداتها قصيرة الأمد،
و قد لاقت طلب قوي على الرغم من تراجع العائد بشكل عام إلا أنه بقي عند مستويات مرتفعة نسبياً.
قامت الحكومة الأسبانية ببيع ما قيمته 4.9 مليار يورو من السندات ذات أمد استحقاق 12 و 18 شهرا بأعلى من المستويات المستهدفة من الحكومة و بعائد أقل 1% من المزاد الماضي، و على الرغم من هذا، كانت مستويات الطلب على السندات الاسبانية مرتفعة جداً، و كما هو الحال على سندات البلجيكية عند بيع الحكومة أمس أيضاً ما قيمته 1.1 مليار يورو من سنداتها ذات أمد ثلاثة أشهر، و لكن العائد ارتفع على اليونان عند بيعها ما قيمته 1.625 مليار يورو من سندات ذات أمد ستة أشهر.
هذا و لقد قام صندوق الاستقرار المالي الأوروبي أمس أيضاً ببيع سندات قصيرة الأمد، و قد لاقت نسبة طلب مرتفعة مشيرة إلى أن المستثمرين واثقين بالصندوق بالرغم من التشاؤم و الضغوطات السلبية على مستقبل تصنيف الصندوق طويل الأمد، حيث قام الصندوق ببيع ما قيمته 1.972 مليار يورو من سنداته ذات أمد استحقاق ثلاثة شهور، و شهد المزاد الذي عقده الصندوق اليوم نسبة طلب قوية وصلت إلى 3.2 مرة، و وصل العائد إلى 0.2222%.
عكست المزادات تحسن مستويات الثقة بالنسبة للخطة الداعمة الأوروبية، حيث أنه على الرغم من قيام وكالة ستاندرد أند بورز بتهديد التصنيف الائتماني لدول منطقة اليورو كاملة، و تهديد التصنيف الائتماني للصندوق نفسه نظراً لأنه بضمان هذه الدول، و أن أي تخفيض لأي تصنيف ائتماني لهذه الدول سينعكس على تصنيف الصندوق، وفقاً لوكالة ستاندرد أند بورز.
نأمل أن نشهد نفس مستويات الطلب المرتفعة هذه على المزادات التي ستعقدها كل من ألمانيا و ايطاليا على سنداتها الحكومية، كما نأمل أن تشهد هذه السندات أيضاً تراجع في نسب العائد التي تدفعها الدولة عليها، و ليس من المحبذ أن لا تشهد السندات الألمانية نسبة طلب مرتفعة كما حصل سابقاً نظراً لتراجع نسب العائد على هذه السندات مقابل نظرائها من دول المنطقة.
من المفترض أن تعقد ايطاليا اليوم مزاد لبيع سنداتها الحكومية ذات أمد استحقاق خمس سنوات بما قيمته 3 مليارات يورو، في حين ستقوم ألمانيا ببيع ما قيمته 5 مليارات يورو من سنداتها الحكومية ذات أمد استحقاق عامين، و نأمل أن نشهد تراجع في تكاليف الاقتراض على هذه الدول كما شهدت دول أعضاء منطقة اليورو أمس.
و اليوم، سيصدر عن منطقة اليورو بيانات قطاعها الصناعي خلال شهر أكتوبر حيث سيصدر بيانات الانتاج الصناعي و الذي من المتوقع أن يظهر بعض التراجع وسط تفاقم أزمة الديون السيادية و تراجع الأداء الاقتصادي في المنطقة نظراً لشديد السياسات التقفشية من الدول المتعثرة بالأخص.
و انتقالاً لبريطانيا، فبعد أن أظهرت البيانات أمس تراجع مستويات التضخم فيها خلال شهر نوفمبر كما كان متوقعاً لتصل إلى 4.8% الأمر الذي قد يفسح المجال للبنك المركزي لأخذ المزيد من الاجراءات التحفيزية لدعم الاقتصاد الملكي الذي ينمو بشكل متواضع متأثراً بشكل كبير من أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو.
نحن على موعد اليوم مع بيانات سوق العمل البريطاني، حيث سيصدر عن المملكة بيانات معدل البطالة الذي ارتفع سابقاً لمستويات عالية نسبياً عند 8.3% و من المتوقع أن يبقى عند هذه المستويات خلال الثلاثة أشهر المنتهية في تشرين الأول وسط سياسة التقشف الصارمة التي تتبعها الحكومية لتخفيض نسبة العجز في الميزانية، و التراجع الشديد التي تشهده الصادرات البريطانية خلال الآونة الأخيرة وسط تباطؤ أكبر الاقتصاديات العالمية.