تعتزم منطقة اليورو التصدي لأزمة الديون هذا الأسبوع عن طريق تقديم مزيد من الأموال لصندوق النقد الدولي وسيولة طويلة الأجل للبنوك بينما تتحرك باتجاه قواعد أكثر صرامة لضبط الميزانيات وذلك بعد أن شككت مؤسسة فيتش للتصنيف الائتماني في قدرتها على أخذ إجراء حاسم.
وقال فيتوريو جريللي نائب وزير الاقتصاد الايطالي في مقابلة نشرتها صحيفة ال سولي 24 أوري الأحد «كلنا نعلم أن أوروبا لم تتمكن من إقناع الأسواق بأن نظام الحوكمة وإجراءاتها لمواجهة الأزمة كافية.»
وأضاف «هناك حاجة لمزيد من التكامل ومزيد من الأدوات الفعالة. ولم نصل إلى ذلك حتى الآن.»
وفي سنغافورة هبط سعر الفضة في السوق الفورية اثنين بالمئة إلى 29.08 دولار للأوقية (الأونصة) في المعاملات المبكرة أمس الإثنين ضمن تراجع واسع النطاق في أسعار السلع الأولية والأسهم بعد تحذير مؤسسة فيتش من أنها قد تخفض تصنيف فرنسا وست دول أخرى في منطقة اليورو.
وهبط اليورو أيضا في التعاملات الآسيوية وسط قلق بشأن التقدم نحو حل أزمة ديون منطقة اليورو. وخسرت العملة الموحدة 0.3 بالمئة لتصل إلى 1.3004 دولار.
واتفق زعماء منطقة اليورو في التاسع من كانون الأول الجاري على إدراج قاعدة في دساتيرهم تنص على أن تكون ميزانيات دولهم متعادلة أو تتضمن فائضا وإلا فإنها ستواجه تلقائيا إجراءات عقابية.
وقال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي إن وزراء مالية منطقة اليورو سيناقشون في مؤتمر بالهاتف امس الإثنين مسودة الاتفاقية المالية الجديدة لمنطقة اليورو حتى يتسنى وضع اللمسات النهائية بنهاية يناير كانون الثاني.
وحذرت فيتش من أنها قد تخفض التصنيفات الائتماني لستة اقتصادات في منطقة اليورو منها ايطاليا واسبانيا في المستقبل القريب. وهذه هي المرة الثانية في أسبوعين التي تواجه فيها منطقة اليورو تهديدا من هذا النوع بعد بيان مماثل من ستاندرد اند بورز.
وقالت فيتش أيضا إنها قد تخفض التصنيف الائتماني الممتاز لفرنسا ?AAA? في غضون عامين.
وشارك المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس-كان امس في بكين في منتدى اقتصادي مكرسا بذلك عودته الى الحياة العامة حيث وصف منطقة اليورو بانها «عوامة على وشك الغرق» ورفض التعليق على مشاكله الخاصة.
وبعد اكثر من سبعة اشهر من المشاكل الشخصية عبر ستروس-كان عن امله في ان يستعيد في العاصمة الصينية وضعه كاخصائي في الاقتصاد الشمولي والذي تعززه خبرته كمدير عام سابق لصندوق النقد الدولي.
وردا على اسئلة الصحافيين الاجانب الذين حاولوا الاستفسار عن وضعه القانوني حاليا او اختياره الصين للعودة الى الحياة العامة، رفض دومينيك ستروس كان التحدث قائلا «ليس لدي اي تعليق».
وكان المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي اضطر للتخلي عن منصبه بعدما اتهم بمحاولة اغتصاب نافيساتو ديالو عاملة التنظيف في فندق سوفيتل في مانهاتن.
واسقطت عنه الملاحقات الجنائية بخصوص هذه الافعال المفترضة لكنه لا يزال ملاحقا بموجب الحق العام كما تم التداول منذ ذلك الحين باسمه في قضية دعارة في فرنسا حين كان يتولى منصبه في صندوق النقد الدولي. وهذه القضايا ادت الى ابعاده عن الحياة العامة حتى اليوم الاثنين.
وبدعوة من مجموعة نيت-ايز، احد عمالقة الانترنت في الصين، القى دومينيك ستروس-كان خطابا بالانكليزية استمر 45 دقيقة.
ويبدو انه كان لدومينيك ستروس-كان والمجموعة الصينية مصالح مشتركة في هذا اللقاء، حيث ان المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي اراد الظهور في بلد نادرا ما تطرح فيه القضايا المزعجة فيما اختارت المجموعة الصينية لمنتداها السنوي شخصية معروفة عالميا.