قبل ثلاثة عقود، واجهت رئيسة وزراء المملكة المتحدة مارغريت تاتشر دولة مقبلة على كارثة، واقتصاداً راكداً ومجموعة من المعتقدات القديمة الراسخة حول العلاقة بين الحكومة والشعب.
وواجهت تاتشر عمال مناجم الفحم المضربين وأجبرتهم من خلال سلسلة من إصلاحات السوق الحرة التي فكت قيود الاقتصاد البريطاني وجعلته نابضاً بالحياة مرة أخرى، وأجابت رداً على اتهامات الجوقة بأنها كانت تقتل الاقتصاد بالقول، «ليس هناك بديل».
وكانت على حق، فالألم على المدى القصير، في هذه الحالة الركود والارتفاع الحاد في معدلات البطالة، مقابل المكاسب على المدى الطويل يعتبر استراتيجية ناجحة. ويمكن أن نستخدم جرعة من وصفة السيدة تاتشر اليوم، وبدلاً من ذلك، تقمصت المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل دور السيدة الحديدية، واتهمت بالوقوف ضد الوصفات السياسة التي تتعارض مع منهجها المالي المفضل لمنطقة اليورو، ومؤخراً، كتب لورنس سامرز من جامعة «هارفارد»، وبول كروغمان من «برينستون»، وجوزيف ستيغليتز من «كولومبيا»، ورومر كريستينا من «بيركلي» مقالات صحافية زاعمين أن التقشف غير ناجح، وينبغي التركيز على النمو.
وهذا انقسام زائف، فمن الذي لا يفضل النمو على التقشف؟
ووفقاً لجيم غلاسمان، كبير الاقتصاديين الأمريكيين في «جي بي مورغان تشيس»، لا يختلف خيار أوروبا الحقيقي عن الموقف الذي تواجهه الولايات المتحدة، فالخيار خيار حلقي مقابل خيار هيكلي.