تفسير ظاهرة ندم المستثمرين فى البورصة
السلام عليكم ورحمة الله
اليوم أحببت أن أضع بين أيديكم تفسير ظاهرة ندم المستثمرين
وتقول هذه الظاهرة أن السهم عندما يخترق نقطة مقاومة مثلا فإنه يرجع إليها مرة أخرى بعد فترة قد تكون أيام أو شهور ليختبرها ويتأكد من أنه اختراق قوي وعند عودة هذا السهم إلى هذه النقطة يكون هناك عدد كبير من المستثمرين لم يلحق بالسهم أثناء صعوده المرة الأولى ولم يشتروا فيه فيقولوا لو عاد السهم مره أخرى سوف نشتريه وفعلا إذا عاد وكانت ظروفه لم تتغير ولم يطرأ عليه أي أخبار أخرى تقلل من قيمته فأن هؤلاء المستثمرين يشترون فيه بقوة فيصعد السهم مرة أخرى إلى أعلى ويكون نقطة مقاومة جديدة وتتحول نقطة المقاومة التي كسرها إلى نقطة دعم جديدة.
ولكن إذا عاد السهم إلى نقطة المقاومة هذه التي كسرها ولكن الظروف تغيرت وثقة المستثمرين في السهم تغيرت فأن المشترين لن يشتروا والذين اشتروا في الصعود الأول سوف يبيعون ولذلك ينهار السهم ويعود إلى مستواه تحت الترند الذي كسره.
العكس عندما يكسر السهم نقطة الدعم إلى أسفل فأن عدد كبير لم يتمكن من البيع عند هذا الهبوط فيقولون لو صعد السهم مرة أخرى إلى هذه النقطة سوف نبيع ما لدينا وفعلا يجاهد السهم حتى يرتفع ويرجع إلى مستواه ولكن أخوانا هؤلاء منتظرين له بالمرصاد وبمجرد وصوله يبيعون كل ما لديهم فيهبط السهم مرة أخرى وهو يدعوا عليهم ويقول حسبي الله ونعم الوكيل.
كما أنها تظهر بشكل آخر وذلك عندما يصل السهم إلى نقطة معينة حيث يشكل High جديد ومن ثم يهبط , الكثير من المستثمرين هنا لم يبيعوا السهم في هذه النقطة أملا بمتابعة صعودة ولكنه بعد أن يهبط يبدأ الندم ويفكر المستثمرون بأنه لو عاد إلى هذه النقطة سيقومون ببيعه وعندما يعود مجددا إلى تلك النقطة وليس هناك أخبار جديدة مشجعة للشراء يبيع هؤلاء المستثمرين السهم توقعا منهم بأن السهم سيهبط كما حدث في المرة الأولى ونتيجة عمليات البيع هذه يعود السهم للهبوط ويتشكل نموذج الدبل توب الذي كثيرا ما نراه وقد تتكرر الحالة مرة أخرى حيث نرى نموذج التربل توب.
وبشكل معاكس تماما تحدث هذه الظاهرة عند نقطة Low سابقة حيث تتشكل منطقة دعم ويظهر نموذج دبل بوتم أو تربل بوتم.
قد يجد البعض أن هناك تناقض في الحالتين الأولى والثانية , حيث في الحالة الأولى تم اختراق السهم وفي الحالة الثانية ارتد السهم. لكننا إذا تعمقنا في المفهومين سنجد أن ليس من تناقض بينهما بل على العكس يعبران عن الفكرة ذاتها وهي أن الحالة النفسية للمتداول عند نقاط المقاومة والدعم لها الأثر الأكبر في حركة السعر مالم تظهر مستجدات في هذه اللحظة وتقلب موازين السوق.