على الرغم من ان كندا تعتبر ثاني اكبر دولة في العالم من حيث المساحة إلا ان عدد سكانها لا يتجاوز 33.4 مليون نسمة. وبرغم قلة عدد السكان والظروف الجوية القاسية التي تتميز بها هذه المنطقة الملاصقة للقطب الشمالي, إلا ان كندا لا تزال تصنف ضمن أفضل البلدان التي يمكن العيش بها من حيث جودة الحياة وإمكانات الدخل وفرص العمل.
يفضل الكنديون عادة اتخاذ نهج استثماري يستند إلى المدى الطويل فيما تحظى مرحلة التقاعد بالقدر الأكبر من اهتمام المستثمرين الأفراد. وفقا للمسح الذي أجرته Gandalf Group, فان أكثر الأشخاص الراغبين في الاستثمار يكونون عادة في سن التقاعد, وحتى هؤلاء الذين لا يزالون في سن العمل يضعون مسألة الادخار لتأمين فترة تقاعدهم على رأس أولوياتهم وهو الأمر الذي كان ملحوظا في قيام العديد منهم بإعادة تشكيل استثماراته خلال الآونة الأخيرة كي تركز بصورة اكبر على اعتبارات التقاعد.
قراءة ما يفكر فيه اغلب المستثمرون الأفراد عندما ممارسة عملية التداول يظهر ان اغلبهم يتجاهل الأمور المتعلقة بالجوانب الحكومية والأخلاقية وقضايا مواطنة الشركات أو الملكية الأجنبية طالما ظل بإمكانهم تحقيق الأرباح. تحقيق أرباح مستمرة على مدى يزيد عن خمس سنوات يبدوا دائما كالهدف الأكثر أهمية بالنسبة للمستثمرين الأفراد.
تورونتو، أونتاريو ثالث أكبر مركز مالي في أمريكا الشمالية
تورونتو، أونتاريو
ثالث أكبر مركز مالي في أمريكا الشمالية
البنية التحتية المالية
تبعد تورنتو نحو 550 كيلومتر فقط عن مدينة نيويورك, وتمكنت العاصمة الكندية من تطوير البنية التحتية لأسواقها المالية, وهو الأمر الذي أدى إلى تركز الغالبية العظمي من المتداولين الكنديين للعيش والعمل في هذه المدينة.
تأسست بورصة تورنتو للأوراق المالية (TSX) في 25 أكتوبر تشرين أول 1861 في القاعة الماسونية. ونتيجة للنهج المحافظ الذي يشتهر به الكنديون, فقد كان تركيزهم منصبا بصفة رئيسية على التجارة التقليدية في أسواق الأسهم.
البنية التنظيمية
بدأت سلطات التنظيم الكندية منذ العام 2011 تقريبا في إجراء مراجعة شاملة وتقييم الطرق التي تتبعها لتنظيم صناعة الفوركس المحلية. الجدير بالذكر ان الشئون الرقابية والتنظيمية يتم إداراتها على مستوى المحافظات وهو ما أدى وجود إلى اثنتين من هيئات التنظيم شبه المستقلة في كندا: هما هيئة أونتاريو للأوراق المالية (OSC) ولجنة المؤسسات المالية (FICOM) في برتش كولومبيا.
في الوقت الحالي فان كلا من أونتاريو وألبرتا وبرتش كولومبيا هي الولايات الثلاثة الوحيدة التي تتولى تنظيم التجارة عبر الانترنيت, ولكن يتبع كلا منها معايير مختلفة إلى حدا ما. على سبيل المثال, فانه من غير القانوني ان تقوم بممارسة أي أعمال متعلقة بالتداول في برتش كولومبيا دون الحصول على ترخيص من FICOM. لهذا فان أي شركة فوركس أو ممثل عنها يسعى إلى اجتذاب الزبائن في هذه الولاية دون الحصول على ترخيص العمل من FICOM يعرض نفسه للملاحقة القضائية.
ليس هذا فقط, بل في بعض الحالات قد يداهم رجال الشرطة أحد الأماكن لمجرد عقد مناسبة للتدريب على الفوركس من قبل مدرب مستقل, بل وإلقاء القبض عليه, طالما لم يكن مرخصا من قبل FICOM.
على الجانب الأخر, فان OCS تتبع نهج اقل تشددا حيث تسمح للشركات الحاصلة على ترخيص العمل من الولايات القضائية الأخرى بالسعي إلى اجتذاب الزبائن في أونتاريو, ولكنها تصر على ان تحصل شركات الفوركس على ترخيص من لجنة الأوراق المالية في أونتاريو.
هذا مقتطف من البحث الكامل الذي قامت به فوركس ماجنتيس حول صناعة الفوركس في كندا والذي جرى نشره في تقريرها الفصلي عن الصناعة خلال الربع الثاني من هذا العام, والذي يتضمن بدوره معلومات تفصيلية حول شركات الوساطة المالية ومزودي التكنولوجيا فضلا عن نظرة عامة موجزة تتعلق بالعوامل التي يجب ان تؤخذ في الاعتبار عند ممارسة الأعمال التجارية في كندا.