تدخل روسيا وأمريكا فى الحرب الاقتصادية بسبب ما يحدث فى أوكرانيا، والتهديدات الروسية بالصراع المسلح فى كييف، بعد أن أعلن الرئيس الروسى "فلاديمير بوتين" نيته لإدخال القوات المسلحة الروسية إلى أوكرانيا للدفاع عن المصالح الروسية.
ويتبادل الرئيس الروسى والأمريكى "باراك أوباما" التهديدات بفرض العقوبات، ويعبر كل منهما عن الحق فى الدفاع عن مصالحه ويسعى كل منهما لإظهار قوته، فأمريكا تدعو لفرض العقوبات وروسيا تدعو للمقاطعة.
ومن جانبه، قال مستشار الرئيس الروسى سيرجى جلازييف إن روسيا ستضطر إلى التخلى عن الدولار الأمريكى فى حالة فرض عقوبات من قبل مجلس الشيوخ الأمريكى ضدها، وستذهب إلى عملات أخرى، وخلق نظام الدفع النقدى.
وأضاف المستشار فى مقابلة مع وكالة "ريا نوفستى" الروسية للأنباء، أن روسيا سيجب عليها الذهاب إلى عملات أخرى، وخلق نظام الدفع النقدى ولدينا علاقات تجارية ممتازة مع شركائنا فى الشرق والجنوب، وسنجد طريقة لعدم تركيز الاعتماد المالى لدينا على الولايات المتحدة، ولكن سنخرج من هذه العقوبات مع ميزة كبيرة.
وأوضح المستشار أن محاولة أمريكا لإعلان فرض عقوبات ضد روسيا ستتحول هذه العقوبات إلى انهيار النظام المالى فى الولايات المتحدة، والذى سيؤدى إلى إنهاء هيمنة الولايات المتحدة فى النظام المالى العالمى إذا تم تطبيق عقوبات على هياكل الدولة، سنكون مضطرين للاعتراف باستحالة عودة تلك القروض التى أعطيت للهياكل الروسية من قبل البنوك الأمريكية، والواقع هو أن العقوبات سلاح ذو حدين، وإذا جمدت الولايات المتحدة الأصول وفقا لذلك، سيتم تجميد المطلوبات من منظماتنا فى الولايات المتحدة وهذا يعنى أن البنوك والشركات الروسية لن تعود إلى الولايات المتحدة.
وأشار مستشار الرئيس الروسى إلى أن الأمريكيين يهددون روسيا بفرض عقوبات وإشراك الاتحاد الأوروبى فى الحرب الاقتصادية والتجارية مع روسيا فيما يتعلق بالآثار المحتملة لهذه العقوبات، يمكن قول ما يلى أن معظم العقوبات ضد روسيا ستعانى منها الولايات المتحدة نفسها، لأنه إذا كنا نتحدث عن العلاقات التجارية مع أمريكا، لأننا لا نعتمد عليهم وإذا كانت الولايات المتحدة تجرؤ على تطبيق العقوبات ضددنا وتجميد حسابات الشركات الروسية والمواطنين، لم يكن بإمكاننا اتخاذ أمريكا كشريك موثوق بها، ونحن نشجع الجميع على تفريغ سندات الخزانة الأمريكية، وتفريغ الدولار.
ومن جانبها أعلنت الحكومة الأمريكية تعليق المفاوضات الجارية مع روسيا بشأن توسيع العلاقات بين الطرفين فى مجالى التجارة والاستثمار، وذلك بعد أن تعهد الرئيس الأمريكى باراك أوباما بزيادة الضغط على موسكو، ردا على نشاطها العسكرى فى أراضى أوكرانيا.
وقال الممثل التجارى الأمريكى مايكل فرومان أمس الاثنين، إنه نظرا للأحداث الأخيرة فى أوكرانيا، علقنا العمل على إعداد اتفاقية ثنائية فى مجال التجارة والاستثمار مع الحكومة الروسية، علما بأنها كانت جزءا من التحرك نحو علاقات تجارية أعمق.
يذكر أن مسئولين أمريكيين بدأوا منذ أشهر مفاوضات غير رسمية مع نظرائهم الروس فى محاولة لتوسيع العلاقات التجارية بين البلدين، علما بأن الصادرات الأمريكية إلى روسيا لا تتجاوز 1% من مجمل صادراتها إلى الخارج.
وكان البنتاجون أيضا قد أعلن الاثنين عن تجميد التعاون العسكرى مع موسكو ردا على ما اعتبرته واشنطن انتهاكا لالتزامات روسيا الدولية بشأن سيادة أوكرانيا.