يعتبر الحدث الإقتصادي الأبرز لهذا اليوم هو إجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برئاسة جانت يلين، يلي الإجتماع المؤتمر الصحفي الأوّل لها، خلال هذا الإجتماع ستعلن يلين عن التوقعات الاقتصادية الرسمية التي تصدرعن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي. يعود أخر إجتماع للمجلس الى 29 يناير 2014 اثر هذا الإجتماع خفض الرئيس السابق بن بيرنانكي برنامج التسير الكمي من 75 مليار دولار أمريكي الى 65 مليار دولار أمريكي.
رغم الأرقام الإقتصادية الأمريكية الضعيفة في الأونة الأخير صرح بعض أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي وعلى رأسهم جانت يلين أنهم ماضيين في تخفيف برنامج التيسير الكمي وإعتبروا أن الأرقام الأمريكية الضعيفة هي مؤقتة وأنها لا تدعو الى لإدخال أي تعديدلات على سياسة الاحتياطي الفدرالي.
من المحتمل أن تبقي يلين معدل قيمة الفائدة عند 0.25 % وان تلجأ الى تخفيف برنامج التيسير الكمي من 65 مليار الى 55 مليار دولار أمريكي شهرياً بينهم 30 مليار شراء سندات و 25 مليار دولار لشراء أوراق مالية مدعومة بالمرهونات. عند تخفيف التيسير الكمي أي تخفيف شراء الأوصل سوف يخف ضخ الأموال في الإقتصاد الأميركي وبالتالي سوف تتدنى السيولة في الأسواق المالية، ذلك من شأنه دعم سعر الدولار الأمريكي وإرتفاع الطلب على شرائه. لاشك أنه سوف يحدث تقلبات مهمة في أسعار العملات وخصوصاً خلال تصريح يلين.
في حال كان تصريح يلين حذر، ولم تعطي أي وتيرة أو أجندة لتخفيف برنامج شراء الأصول، ذلك يمكن أن يؤدي إضعاف الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات.
وليس من المتوقع ان يتم إدخال أي تغييرات جذرية على السياسة النقدية يوم 19 مارس، اذ يتوقع ان تسير على خطى الرئيس السابق بن برنانكي.
في شهادتها أمام لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب في وقت لاحق و اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ في فبراير، أشارت يلين إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيواصل التخفيض من برنامج شراء السندات على فترات منتظمة، بشرط تحسن سوق العمل في الولايات المتحدة و دون الحديث عتبة محددة لرفع أسعار الفائدة.
خبراء السوق الذين شاركوا في تقرير توقعات اجتماع اللجنة الفيدرالية لمارس، يتفقون على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يستمر في سحب برنامج التيسير الكمي بنسبة 10 مليار دولار شهريا.
" معدل البطالة في انخفاض مستمر، (و ربما بسرعة كبيرة، والتي لم يتوقعا الاحتياطي الاتحادي)، وكانت هذه واحدة من العوامل التي جعلت الاحتياطي الفيدرالي يقوم بالمراقبة"، كما يقول محللون.
و يقول محللون اخرون " بعد صدور تقرير العمالة ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز ل 15 دقيقة فقط ليتراجع بعد ذلك، وهذا يعني انه بالرغم من ان الرقم كان افضل من المتوقع الا انه لم يعوض عن الارقام السابقة المخيبة."
مع ذلك، يجمع الخبراء على تخفيض اخر بنسبة10 مليارات دولار في مارس (من 35 مليار إلى 30 مليار دولار شهريا من سندات الخزانة الأطول أمدا ومن 30 مليار دولار إلى 25 دولار شهريا من السندات المدعومة بالرهون العقارية" يقول اخرون، ويرجع ذلك إلى حقيقة أن هذه الخطوة قد تم بالفعل تسعيرها في الأسواق، و لذلك لا ينبغي أن تحدث اي تأثير. ما يمكن أن يسبب تقلبا في السوق هو "خطاب يلين وأي لمحة على التحركات المستقبلية"