!~¤§¦ *مؤشر الفلافل*¦§¤~!
إن مؤشر البيغ ماك والذي بات يعتبر الآن معياراً ذهبياً لقياس القوة الشرائية (وهو ما تحدثنا عنه في مقال سابق) لا يأخذ الحالة الاقتصادية لدول هذه المنطقة بعين الاعتبار.
حيث يحدد هذا المؤشر القوة الشرائية للعملات المختلفة من خلال مقارنة أسعار وجبة البيغ ماك بين البلدان. ولكن في منطقة كالشرق الأوسط غالباً ما يعتبر تناول الطعام بسلسلة مطاعم عالمية كمطاعم ماكدونالدز أمراً أكثر تكلفة مما هو عليه الحال في المطاعم المحلية. وهذا يعني أن مؤشر البيغ ماك لا يمثل ما يمكن لعامة الناس أن تتحمله من تكاليف.
إضافةً إلى أن البيغ ماك ليست مشهورةً في الشرق الأوسط، فهي إذاً لا تدخل ضمن ما يسميه الاقتصاديون ب "سلّة السوق من السلع" وهي السلع والخدمات التي يشتريها المستهلك العادي شهرياً. البيغ ماك، كسلعة متماثلة بين دول العالم، هو المرشح الأكثر ملائمة لتوحيد هذه السلَّة عبر 120 دولة. ولكن هذا الكلام لا ينطبق على دول الشرق الأوسط حيث يتم استهلاك وجبة البيغ ماك من قبل الأجانب (المقيمين في تلك الدول) أو الأغنياء أو السكان المحليين الذي يتوقون لتجربة الوجبات الغربية، وبالتالي يفشل المؤشر هنا كأساس للمقارنة.
انطلاقاً من ذلك ومن أجل إيجاد مقياس أكثر ملائمة طُرِح "مؤشر الفلافل" لأول مرة في سنة 2011 من قبل "المجلة" وهي مجلة عربية، وذلك باعتبارها وجبة غذائية رئيسية عبر بلدان الشرق الأوسط. سندويشة الفلافل (والتي هي عبارة عن كرات ذهبية من الحمص المطحون المقلي) هي أكثر ملائمةً لهذه المنطقة وبالتالي توفر أساساً أكثر دقةً لتشكيل مؤشر. مؤشر الفلافل إذاً يعد مؤشراً ملائماً لثقافة هذه المنطقة، ويعتمد على التفضيلات الشرائية الفعلية للمواطن العادي.
هنالك نقاش آخر يُطرح حول اقتصاديات الفلافل Falafelnomics: ويتمثل بأنه لا يمكن مقارنة التكاليف التشغيلية التي تتطلبها دكاكين بيع الفلافل (أو البسطات والكولبات) مع نظيراتها من تلك التكاليف في وكالات الماكدونالدز عبر دول المنطقة.
محلات بيع الفلافل عادةً ما تكون دكاكين متواضعة تقدم طعاماً محلي المصدر، وهذا ما يخفف أثر تكاليف النقل بالإضافة إلى تفضيلات المستهلكين باعتبارها أكلة شعبية، فضلاً عن عوامل أخرى، كل ذلك يجعل تكلفة البيغ ماك في بلد ما أكثر تكلفة منها في بلد آخر مقارنة مع ما هو عليه الحال بالنسبة للتكاليف المرتبطة ببيع الفلافل. لا تختلف مكونات سندويشة الفلافل غالباً على امتداد دول الشرق الأوسط. (ويلي الكل بيعرفها الخبز، والبندورة والخيار والطحينة والمخللات الحلوة والحامضة والحدة .. والذي منو )
قد تكون الفلافل عنصر القياس الأهم عندما نريد تشكيل مؤشر عن اقتصادات دول الشرق الأوسط.
إليكم لائحة لما يمكن أن نشتريه ب 10$ من سندويشات الفلافل في دول الشرق الأوسط:
قد يتوقع البعض أن أسعار سندويشة الفلافل ستكون أرخص في البلدان الشرق أوسطية الأكثر فقراً باعتبار أن القوى العاملة والعقارات تكون أرخص.
إليكم مؤشر الفلافل "المعدل" -متل ماحكينا عن مؤشر البيغ المعدل، هون نفس الفكرة- يقيس العلاقة بين سعر سندويشة الفلافل وال GDP للفرد الواحد، وهذا يسمح لنا بتقدير القيمة السوقية العادلة للعملة. يمثل الفرق بين سعر سندويشة الفلافل المتوقع لكل دولة- مع أخذ ال GDP للفرد في كل منها بعين الاعتبار- وبين السعر الفعلي مقياساً جيداً للعملات من أجل تحديد ما إذا كانت مقيمة بأقل أو أكثر مما تستحق.