!~¤§¦ *آلية عمل البنوك المركزيّة*¦§¤~!
كيف تقوم البنوك المركزية بضخ المليارات في الاقتصاد؟ وهل من المفروض أن يعاد دفع تلك الأموال؟
تقوم البنوك المركزية بالإشراف على السياسات المالية للبلدان التي توجد فيها. عندما يكون اقتصاد بلد ما في خطر، البنك المركزي هو الذي يقوم بإنقاذ الموقف، ولكن كيف تقوم البنوك بذلك هو السؤال الذي يقدر بتريليونات الدولارات.
ماهو البنك المركزي؟
البنوك المركزية مسؤولة عن التحكم بالسياسات المالية للبلدان التي توجد فيها.
مما يعني بشكل أساسي أن إحدى مهامها الرئيسية هي التحكم بالعرض النقدي في البلد بما يقابل أهداف السوق (كنمو السوق مثلاً).
في الولايات المتحدة الأمريكية, البنك المركزي هو الاحتياطي الفيدرالي. ومن البنوك المركزية الأخرى المهمة في العالم, البنك الأوروبي المركزي، بنك انكلترا، وبنك الشعب في الصين.
ويتساءل الكثيرون حول سبب متابعة الجميع لمستويات الإحتياطي الفيدرالي. وذلك لأن العرض النقدي هو أمر هام جداً وهذا السبب.
النقود لا تنمو على الأشجار
أغلب الناس سيوافقون الرأي بأن المال هو مصدر محدود. فعلى الرغم من أن سيارة لامبرغيني ستشكل إضافة مميزة لكراج منزلي، فأنا لا أستطيع دفع سعرها البالغ 311000$ دولار. نفس الشيء ينطبق على الاقتصاد، فمن منظور كلي، يعتبر المال شحيح
ولكن من وجهة نظر اقتصادية، فإن شحّ المال لا يؤثّر على ما يمكننا (أو لا يمكننا) شراؤه. فعوامل مثل معدّلات التّوظيف ونمو السّوق هي التي تؤثّر على الوضع الحالي للعرض النقدي.
عندما لا يكون الاقتصاد في وضعه الأفضل، يعود ذلك في الغالب لانخفاض العرض النّقدي.
إحدى الطرق لإصلاح ذلك هي ببساطة زيادة كمية النقد، أو السيولة، الموجودة حالياً في الاقتصاد.وبشكل عكسي، إذا كان الاقتصاد ينمو بسرعة كبيرة جداً ( ما يعد إشارة لتضخم سيء قادم) فإن تخفيض العرض النقدي هو الوسيلة المتبعة غالباً من قبل البنوك المركزية.
يشير الاقتصاديون إلى زيادة العرض الاقتصادي بالسياسة التوسعية، أما تخفيض العرض النقدي فيطلق عليه السياسة الانكماشية.
وقد كان البنك الفيديرالي ناجح جداً وفقاً ل تيم غيندلينج، البروفيسور في علوم الاقتصاد في جامعة بالتيمور، حيث قال " منذ الكساد الكبير، الاحتياطي الفيدرالي قام بعمل جيد من حيث استخدام سلطته للتحكم بعرض النقود لضمان توازن الاقتصاد. وأوضح دليل على ذلك هو عدم مواجهة حالة كساد منذ ثلاثينات القرن الماضي.
صدق أو لا تصدق, فإن عملية التحكم بالعرض النقدي تتطلب أكثر بكثير من مجرد ضغط زر تشغيل آلة طبع العملة.
حيث تتم العملية كما يلي:
كيف تتحكم البنوك المركزية بعرض النقد
تختلف الطرق المتبعة للتحكم بالعرض النقدي من بلد إلى آخر، بحسب السلطات الموكلة للبنوك المركزية فيها. ففي الولايات المتحدة الأمريكية هناك ثلاث طرق أساسية يستخدمها الاحتياطي الفيدرالي للتأثير على عرض النقود:
• متطلبات الاحتياطي
• معدلات الفائدة
• عمليات السوق المفتوحة
متطلبات الاحتياطي:
كقاعدة عامّة، يفرض على البنوك الإحتفاظ بنسبة معيّنة من الإيداعات الموجودة لديها عند البنك المركزي. وهذا ما يطلق عليه الاحتياطي الإلزامي ويتم تحديده من قبل البنك المركزي.
عبر تخفيض معدل الاحتياطي الإلزامي، يتوافر المزيد من النقود لدى المصارف لتقوم بتقديمها على شكل قروض، وبالتالي يزداد العرض النقدي.
معدّلات الفائدة:
السلطة التي يملكها البنك المركزي بما يتعلق بمعدّلات الفائدة تختلف بشكلٍ واضح من بلد إلى آخر. فعلى عكس ما يعتقده الكثيرون، لا يحدد المصرف المركزي الفوائد التي تدفعها على رهنك العقاري (لأن ذلك ليس من سلطاته). ولكن هذا لا يعني أن معدلات الفائدة التي يتحكم بها البنك المركزي ليست بتلك الأهمية، فإن تلك الفوائد تتدرج إلى مستوى المستهلكين.
محلياً في الولايات المتحدة الأمريكية، البنك الفيدرالي لديه سلطة مباشرة على "سعر الخصم"، وهو السعر الذي يفرضه المركزي على البنك الذي يقترض منه.
كذلك للبنك الفيدرالي مستوى معين من السلطة الغير مباشرة على "معدلات التمويل الفيدرالية" ، وهو السعر الذي يتقاضاه البنك المركزي على القروض اليومية للبنوك المختلفة.
مؤخراً،قام المصرف الفيدرالي بتخفيض سعر الخصم من 6.25% إلى 5.75% ، وهي خطوة مصممة لزيادة عرض النقود وزيادة السيولة في الاقتصاد.
كيف يساعد تعديل معدلات الفائدة في ذلك؟
من وجهة نظر اقتصادية, تعتبر معدلات الفائدة "تكلفة المال". لذلك تقليل معدلات الفائدة يقلل من تكلفة المال يزيد من عرض المال.
وعلى الرغم من أن تعديل معدلات الاحتياطي المطلوب ومعدلات الفائدة تعد طرق فعالة للتحكم بعرض النقود، إلا أن نتائجهم لا تظهر بالسرعة المطلوبة أحياناً.
سياسات السوق المفتوح:
سياسات السوق المفتوحة تعد طريقة للتأثير على عرض النقود عن طريق شراء أو بيع السندات الحكومية عادة.
أساسياً، إذا أراد المصرف المركزي زيادة عرض النقود ، تقوم بالتدخل في السوق وشراء سندات الخزينة . عندما تقوم بشراء تلك السندات، تزداد كمية النقود لدى من قام ببيعها، وبالتالي تزداد كمية النقد المتوافر في الاقتصاد.
عندما يريد المصرف المركزي التقليل من عرض النقود، يقوم بطرح سندات الخزينة للبيع والحصول على المال في المقابل. يقوم المركزي بهذه المبادلات عن طريق استخدامه لما لديه من احتياطي نقدي. ولأن المصرف المركزي لا يقوم بإصدار السندات التي يتاجر بها للتحكم بعرض النقود، فالوفاء بسندات الخزينة تلك هي مسؤولية وزارة المالية، لا المصرف المركزي.
بما أن الاقتصاد الأمريكي ليس في حالة صعبة بشكل يومي، أكثر العمليات المعتادة التي يقوم بها الفيدرالي الأمريكي هي اتفاقيات إعادة الشراء الليلية. تلك العملية تعدل عرض النقود لوقت قصير عن طريق شراء أو بيع سندات حكومية بشكل مؤقت.
من الجدير ملاحظته أن عمليات السوق المفتوح التي يقوم بها الاحتياطي الفيدرالي ليست بمعزل عن السندات الحكومية. فعلى الرغم أن السندات الحكومية كانت تاريخياً الأداة المفضلة لدى البنوك المركزية لتعديل عرض النقود، إلا أنه تم "إنقاذ" الوضع باستخدام أدوات أخرى أيضاً.
مثلاً، قام الفيدرالي مؤخراً بشراء 38 مليار دولار على شكل رهونات عقارية وسندات أخرى، وقد أدى ذلك إلى زيادة عرض المال وأضاف السيولة إلى سوق القروض السكنية ذات الحالة السيئة.
فكر بهذا
في وقت قد يكون أغلب الناس لا يعيرون انتباهاً لصفقات الفدرالي الليلية، الحقيقة هي أن تلك الإجراءات لها أثر كبير على أموال المستثمرين والشركات.
وبالطبع هناك طرق صحيحة وخاطئة لزيادة كمية المال في الاقتصاد. الطريقة الخاطئة تتضمن عادةً طباعة كميات هائلة من المال والتي تقود إلى تضخم هائل. الكثير من البلدان قد وقعت ضحية للسياسات المالية السيئة كنتيجة للسياسة أو الاقتراض غير المدروس. وهذا ما واجهته زمبابوي مؤخراً، ذلك البلد الذي تجاوز معد التضخم السنوي لديه ال 3700%
بالمقارنة، معدل التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية في العام 2006 بلغ 2,5%. قيام زيمبابوي بطباعة النقد كوسيلة لرفع سقف الدين أثبتت أنها مساهم كبير في معدل تضخمها الهائل.
عبر استخدام استراتيجيات كعمليات السوق المفتوح والتلاعب بمعدل الفائدة، تعمل البنوك المركزية بقوة للتأكد بأن اقتصاد بلدها يعمل بطريقة صحية وذات استمرارية.