أسوأ ستة أخطاء ماليّة قد تقع فيها
نعلم جميعاً أن الوضع المالي لكل فرد منا ما هو إلا محصلة للقرارات والتصرفات المالية التي يقوم بها، ونتيجة لافتقار معظم الأفراد للخبرة والمعرفة، فإن أي شخص منا هو عرضة لأن يكون ضحية قراراته المالية الخاطئة رغم أنها كثيراً ما تكون صادرة عن حسن نية، سنتعرف في هذا المقال المبسط أسوأ الأخطاء المالية لكي نعمل على تداركها وتجنب الوقوع في آثارها السيئة.
1- سحب الأموال من حساب بنكي عوضاً عن أخذ قرض:
ما كنت تفكر به: يكلف الحصول على قرضٍ فائدة 19%، وحساب التقاعد الخاص بك في البنك يعطي 4%، فمن خلال الاستعاضة عن هذا القرض بسحب الأموال من حساب التقاعد ستكون تكلفة ذلك أقل.
الخطأ: سحب الأموال أمر سهل، إلا أنه من الصعب جداً إعادة دفع أموال التقاعد هذه، الاستدانة من حساب تقاعدك قد يكون خياراً مناسباً، لكن حتى أكثر الناس انضباطاً في التخطيط المالي سيجدون صعوبة في الوقت الذي يمضونه لوضع المال جانباً وإعادة بناء هذه الحسابات. أما إن كان لا بد من ذلك، فعليك أن تتعامل مع الأمر وكأن قرضاً في ذمتك عليك سداده، ولا تنس أن تضع لنفسك خطة لإعادة دفع الأموال.
2- عدم تخصيص رصيد احتياطي للأوقات الصعبة:
ما كنت تفكر به: لن تحدث لك حالات طارئة، وفي حال حدث ذلك، تستطيع مواجهة أي طارئ من خلال رصيدك الجاري في المصرف أو من خلال بطاقات الائتمان غير المستعملة.
الخطأ: إن معظم الأسر اليوم تعيش باستخدام إيرادها الشهري، وأية مشكلة غير متوقعة من الممكن أن تتحول إلى كارثة حقيقة إذا لم يتم الإعداد لها مسبقاً. كثير من المحللين الماليين ينصحون بالاحتفاظ بقيمة مصروفات ثلاثة أشهر للأمام وإيداعها في مكان يمكن الوصول إليه بسهولة، فقدان الوظيفة أو حصول تغيرات في الوضع الاقتصادي العام يمكن أن يستنزف مدخراتك ويضطرك إلى اللجوء إلى الاستدانة، وقد يكون هذا المبلغ المدخر يوماً حبل النجاة بين الاحتفاظ بمنزلك وفقدانه.
3- لا تخطيط بدون ميزانية:
ما كنت تفكر به: إعداد الميزانية أمر ممل ويأخذ وقتاً طويلاً، ولا أجد تلك الحاجة التي تدفعني إلى إعدادها.
الخطأ: مستقبلك المالي يعتمد على ما يجري اليوم، قد يقضي الناس أكثر من عشرين ساعة أسبوعياً أمام التلفاز أو على الحاسوب، لكن تخصيص ساعتين فقط في الأسبوع للتخطيط المالي أمر لا يقدّرون أهميته، ينبغي عليك أن تعلم أين أنت الآن لكي تحدد أين ستكون في الأيام المقبلة، وهذا ما يجعل من إعداد ميزانيتك ضرورة حتمية.
4- لا حاجة للتأمين:
ما كنت تفكر به: لن يحدث لي ما يضطرني إلى التأمين ولا أود أن أكون ملزماً بشراء شيء لا أحتاجه.
الخطأ: من المهم أن تعلم أن التحسب للمستقبل أمر يحتاجه كل فرد حريص على حياته المالية، والتأمين أحد أهم الوسائل التي تساعدك على تجنب المخاطر والاحتياط للأيام القادمة، لا سيما إذا كانت لديك أسرة تعتمد على دخلك حيث تزداد حينها الحاجة إلى التأمين.
5- الابتعاد عن الاستثمار:
ما كنت تفكر به: تجد صعوبة كبيرة في الثقة بالآخرين، وترى أن الأسواق محفوفة دوماً بالمخاطر.
الخطأ: إذا كنت لا تستعين بالأسواق أو مصادر الاستثمار الأخرى (مثل مشاركة قريب أو صديق في عمل، إدارة مشروع مع أحد المعارف ..الخ) لتحصل على أموالك، فأنت لا تستطيع التوقف عن عملك أبداً. حاول أن تعرف الوقت الذي تحتاجه استثماراتك لتنمو والمخاطر التي تستطيع تحملها، ولا بأس بالاستعانة بخبراء ماليين للدخول في عالم الاستثمار.
6- تجاهل فرص الدخل الإضافي:
ما كنت تفكر به: الدخل الذي أحصل عليه كاف لسداد النفقات والفواتير، ولا أريد أن أشغل وقتي بشيء آخر.
الخطأ: في الحقيقة لا شيء مضمون وكل شيء يصل إلى نهايته، لم الانتظار حتى فوات الأوان ؟ الأوقات الصعبة ستجيء في نهاية الأمر، لا ضير في أن تعمل قدر الإمكان على الاستفادة من مهاراتك وخبراتك الإضافية لتكسب شيئاً تستطيع ادخاره إلى وقت الحاجة، على ألا يزيد ذلك عن القدر المطلوب فيؤدي بك إلى أن تفقد القدرة على التحكم بوقتك وخدمة أعمالك بالقدر المطلوب من الوقت والجهد، مما ينعكس سلباً عليك وعلى تخطيطك المالي.
يقضي الناس سنوات كثيرة وهم يجمعون ثرواتهم، لكن قد يخسرون أموالهم بأسهل مما يتوقعون، ولا ينتج هذا الأمر عن قرار وحيد خاطئ ، وإنما نتيجة عدم تخطيطهم للمستقبل و إهمال الاعتماد على الأساليب العلمية لتخطيط الأعمال فيرتكبون أخطاء مالية تؤدي بهم إلى خسارة ما تعبوا في الحصول عليه كثيراً. حتى تبتعد عن الوقوع في مثل هذه المآزق، احرص دائماً على التفكير والتخطيط السليمين وحسن التدبير، وكن مستعداً للأوقات الصعبة والأزمات التي قد تمر بها، حاول أن تجني أكثر وتنفق أقل، والأمر الأهم أن تعزم على ذلك وتبدأ منذ الآن وتبتعد عن التسويف وتأجيل العمل.