عادة مع يواجه معظم المستثمرين صعوبات في البقاء والتركيز على طريقة واحدة للتداول لفترات طويلة وكافية للوصول إلى حد إتقان هذه الطريقة. واستنادا إلى تجربتي الشخصية من مراقبة الآف المستثمرين، فإن المستثمرين الذين يركزون على تعلم استراتيجية تداول واحدة طوال الوقت هم عادة الذين ينجحون في التداول. وأنا شخصيا دائما ما أدعو إلى ضرورة التركيز خلال التداول على استراتيجية حركة السعر، وذلك حتى يشعر المستثمر أنه أتقن هذه الاستراتيجية تماما، وعندها يمكنة أن ينتقل إلى إضافة المزيد من أساليب وطرق التداول إلى قائمته الخاصة. وذلك لأنه عند إتقان استراتيجية تداول واحدة طوال الوقت فإن هذا يساعد على خلق التركيز والوضوح في ذهن المستثمر من خلال إزالة الفوضى وتقليل القرارات الغير مرغوب فيها.
لماذا يجب عليك أن تتقن استراتيجية التداول الخاصة بك؟
أنا أعرف أن هذا الأمر قد يبدو واضحا، وأنه من الضروري لأي شخص أن يتقن الشيء الذي يقوم به، ولكنني أريد هنا أن أركز على ضرورة إتقان استراتيجية التداول الخاصة بك وذلك قبل بدء التداول باستخدام أموالك الحقيقية. وقد يرى البعض أن هذا شيء بديهي، وأنه لابد من إتقان استراتيجية التداول قبل التسرع واستخدام الأموال الحقيقية في التداول، ولكن في الواقع فإنه يوجد العديد من المستثمرين الذين يتسرعون ويقومون بالتداول باستخدام حساب حي وأموال حقيقية وذلك دون وجود استراتيجية تداول واضحة خاصة بهم من الأساس. وذلك يرجع إلى أن العديد من المستثمرين يعتقدون أو يشعرون بأنهم يعرفون ما هي استراتيجية التداول وكيفية القيام بالتداول، ولكنهم في واقع الأمر لم يتقنوا هذه الاستراتيجية بعد.
ولكي تعرف ما إذا كنت تتقن استراتيجية التداول الخاصة بك أم لا، اسأل نفسك هذين السؤالين: هل أنا أعرف استراتيجية التداول الخاصة بي من الداخل والخارج؟ هل أنا أستطيع أن أتعرف من خلال الرسوم البيانية ومخططات التداول ما إذا كان هناك نقاط ذات قيمة للتداول أم لا؟ إذا كنت لا تستطيع أن تجاوب على هذه الأسئلة بـ "نعم"، إذن فأنت لست على استعداد للقيام بالتداول الحي باستخدام أموالك الحقيقية وذلك لأنك لم تتقن استراتيجية التداول الخاصة بك بعد.
هذا ولقد تحدثت من قبل من خلال العديد من المقالات الخاصة بي عن التداول مثل القناص، وأيضا عن ما يمكن تعلمه من التماسيح بشأن التداول. والنقطة الأساسية والهامة التي أريد دائما أن أركز عليها هي ضرورة القيام بالتداول المصحوب بالثقة والراحة. ولكن، كيف يمكن الوصول إلى تلك المرحلة التي يكون فيها التداول أمرا مريحا ومع قدر كبير من الثقة؟ والإجابة هي أنه لابد من إتقان استراتيجية التداول الخاصة بك أولا، ومن ثم سيكون لديك القدرة على فهم الرسوم البيانية ومخططات التداول للأسواق بشكل سريع واتخاذ قرار واثق للتداول أو عدم التداول. أما إذا كنت تجلس طويلا أمام الرسوم البيانية والمخططات باحثا عن إشارات مناسبة للتداول، وفي النهاية لا تستطيع أن تدرك حقا النقاط التي يجب أن يتم عندها التداول، فهذا لأنك لم تتقن استراتيجية التداول الخاصة بك بعد، وفيما يلي سأقول لك كيف يمكنك إتقان استراتيجية التداول الخاصة بك....
التركيز
معظم المستثمرين يجدون صعوبة في الحفاظ على تركيزهم أثناء التداول. وهذا ليس من المستغرب حقا. فكيف يمكنهم التركيز بسهولة في ظل وجود الكثير من الطرق والأساليب المختلفة للتداول التي يستخدمونها، وذلك بالإضافة إلى الأحداث والأخبار الاقتصادية والمتغيرات المتعددة الموجودة في السوق كل يوم؟
كيف يمكن أن يعرف المستثمرين حقا ما عليهم فعله، وما هو الصواب وما هو الخطأ إذا كانوا لا يستطيعون التركيز بما فيه الكفاية نظرا لوجود العديد من أنظمة التداول والاستراتيجيات المختلفة؟ والجواب على هذا السؤال هو أنك لا تستطيع أبدا التركيز في القيام بالتداول الناجح في ظل وجود العديد من المتغيرات والاستراتيجيات وأساليب التداول المختلفة. ولهذا فيجب عليك أن تحدد أولا أي استراتيجية تداول تعمل جيدا معك وذلك من خلال مراقبة سلسلة من صفقات التداول بدقة.
معظم المستثمرون يجدون صعوبة دائما في مراقبة استراتيجية تداول واحدة لوقت كافي. لماذا؟ لأنهم يرهقوا أنفسهم ويشتتوا تركيزهم مع وجود العديد من المؤشرات الاقتصادية على الرسم البياني الخاص بهم، بالإضافة إلى محاولتهم لتداول 30 سوقا مختلفا في وقت واحد، وهذا يؤدي بالضرورة إلى الإفراط في تعقيد التداول بشكل كبير.
إذا، كيف يمكنك خلق التركيز الذي تحتاج إليه من أجل إتقان استراتيجية التداول الخاصة بك؟ في الواقع هذا الأمر بسيط للغاية. عليك القيام بتفكيك استراتيجية التداول الخاصة بك إلى أجزاء أصغر، والابتعاد عن تعقيد الأمور. وفي الواقع هذا هو السر وراء إتقان أي شيء في الحياة، سواء إن كان قراءة كتاب مثلا، أو المذاكرة من أجل اختبار أو أي شيء آخر في عملك، الخ... عندما تقوم بتفكيك الأشياء التي تريد إتقانها إلى أجزاء أصغر، فإنك بذلك ستكون قادر على التركيز بالشكل الكافي على كل جزء، بدلا من محاولة بذل الكثير من الجهد في وقت واحد. وهذا بدوره سوف يساعدك على تحقيق هدفك الأكبر في النهاية بشكل أسرع وأكثر فعالية مما لو حاولت القيام بالكثير من الأشياء في نفس الوقت مع عدم وجود خطة عمل.