°¨¨™¤¦أهم نظريات علم الإقتصاد التى تشكّـــل عالمنـا الآن¦¤™¨¨°
أغلب النظريات الإقتصادية يتم طرحها بأرقام ومنحنيات، قد لايفهمها الجميع -وحتى طلاب الإقتصاد- ولجعل الأمر أسوء، غالباً مايختلف الإقتصاديون حول الحل الأمثل لكل نظرية وتصبح هذه المنحنيات والأرقام بلا معنى، في هذه المقالة سأطرح بعض أساسيات علم الإقتصاد، من اليد الخفية لآدم سميث إلى تدخل الحكومة في الإقتصاد.. وفقاً للنموذج الكنزي.
اليد الخفية The Invisible Hand
لطالما كان الإقتصاد شيء مضلل ومخادع للحكومات، حيث تحاول الأخيرة دائماً السيطرة عليه..
إذا عدنا بالزمن إلى الوراء .. عام 1776 حين صدم الإقتصادي آدم سميث الجميع حين قال بأنّ ماعلى الحكومة أن تفعله هو ترك الناس وشأنهم ليبيعوا ويشتروا بين بعضهم البعض، حيث اقترح بأنّه إذا تركت الحكومات التجار يهتموا بشأنهم أثناء منافسة بعضهم البعض، فإنّ ذلك سيقود السوق إلى نتائج إيجابية(وكأنَّ هناك يد خفية تدير السوق)..
حيث إذا باع أحدهم المنتج أو الخدمة التي تقدمها بسعر أقل منك فإنّ الزبائن ستشتري منه بدلاً من أن يشتروا منك وسيتوجب عليك هنا إما أن تخفّض أسعارك أو أن تعرض منتجاً آخر(عليه طلب في السوق)
على سبيل المثال:
إذا كان هناك تاجري خبز(ويبيعان نفس المنتج بنفس الجودة) الأول يبيع الخبز ب 1 دولار، والثاني ب 50 سنت، فإنّ الزبون سيتوجه في هذه الحالة إلى التاجر ذي السعر الأقل، وهنا التاجر الأول عليه أن يخفّض السعر(يبيع الخبز ب 50 سنت) أو يعرض شيء أفضل وهنا سيتوازن السوق
أي خدمة أو سلعة جديدة يطلبها الناس (في اقتصاد السوق الحرة) سيقوم السوق بتوفيرها لهم، وكأنّهم أطفالهم المدللين والجميع سعداء
في وقت لاحق، رأى اقتصاديو السوق الحرة –الإقتصادي النمساوي فريدريك هايك- أنّ هذه الطريقة –اليد الخفية- تعمل أفضل من أية خطة مركزية –تقوم بها الحكومة- ولكن المشكلة تكمن في أنَّ الإقتصادات قد تستغرق وقتاً طويلاً لتصل –وحدها- إلى حالة التوازن Equilibrium وحتى أنها قد تتعثر وهي في طريقها إلى التوازن ويحدث ركود أو كساد مما يجعل الإحباط يسود بين الناس مما يدفع الحكومات إلى أن تدخل وتدير الأمور بيدها بدلاً من أن تترك الأمر لليد الخفية.
مفارقة (تناقض) الإدخار The Paradox Of Thrift
أحد أهم التساؤلات في علم الإقتصاد: أيهما أفضل الإنفاق أم الإدخار؟! –حيث يكون الإقتصادات هنا هنا في حيرة من أمرها، كالأطفال عندما يحصلون على نقود ويحتارون أين يذهبون بها
يقول اقتصاديو السوق الحرة كحايك وميلتون فريد مان بأنّه حتى في الأوقات العصيبة (كأوقات الكساد والركود الإقتصادي) يجب علينا أن ندّخر أموالنا، حيث تقوم البنوك بإقراض هذه المدخرات إلى من يحتاجها وهنا تتحول هذه المدخرات إلى استثمارات مما يؤدي إلى ظهور مشاريع وتقنيات جديدة من شأنها أن تنتج أكثر..
وحتى لو فرضاً قامت هذه التقنيات الجديدة (كالآلات الصناعية) بتقليل الوظائف وهنا ترتفع معدلات البطالة، ولكن على المدى الطويل ستنخفض الأجور وستقوم الشركات بتوظيف أشخاص أكثر وبرواتب أقل وستنخفض معدلات البطالة من جديد ببساطة!
ولكن كما يقول الإقتصادي جون مينارد كينز –على المدى الطويل سنكون جميعاً في عداد الموتى- لذا لتجنّب تعاسة البطالة فإنّه يجب على الحكومة أن تقوم بالإنفاق لتخلق فرص عمل جديدة (كإقامة المشاريع مثلا حيث تحتاج هذه المشاريع إلى موظفين والموظفين يحتاجون لراتب فتنخفض معدلات البطالة) لأنّه إذا تقشّفت الحكومة فإن كلا من الأشخاص والشركات سيفعلون الشيء نفسه وينفقون بشكل أقل..
مما يؤدي إلى ازدياد معدلات البطالة سوءاً وهنا تظهر مفارقة الإدخار، لذا فيجب على الحكومة أن تقوم بالإنفاق الآن وجباية الضرائب فيما بعد، عندما يملك الجميع نقود حيث يستطيع تحمّل نفقة الضرائب مما يجعل الجميع سعداء بدفع الضريبة وهذا شيء حتى كينز لم يقدم له حلّاً!
منحنى فيليبس The Phillips Curve
كان بيل فيليبس صياد تماسيح واقتصادي من نيوزيلندا والذي رصد بأنه عند ارتفاع العمالة (أي معدلات بطالة منخفضة) فإنَّ الأجور ترتفع بشكل أسرع ويكون لدى الناس نقوداً أكثر للإنفاق، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وبالتالي حدوث التضخم وبالمثل عندما ترتفع معدلات البطالة، ستكون النقود الموجودة أقل وبالتالي تنفق الناس بشكل أقل مما يعني انخفاض في مستويات التضخم وهذا ما أصبح يعرف بمنحنى فيليبس.
حتى أنّه قامت الحكومات بوضع سياسات بموجب هذا المنحنى -متجاهلةً أثر التضخم- حيث تمَّ إنفاق أموال إضافية لخلق فرص عمل ولكنّهم نسوا أن العمال أيضاً يتأثرون بهذا المنحنى، حيث أنّه عندما تنخفض البطالة، يتوقعون حدوث التضخم ويطالبون برفع الأجور مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة مرة أخرى في حين مازالت معدلات التضخم مرتفعة وهذا ماحدث في الولايات المتحدة عام 1970 عندما ارتفعت معدلات كل من البطالة والتضخم معاً!
وفي التسعينات انخفضت البطالة، ولكن معدّل التضخم بقي مرتفعاً مما يعني أننا ابتعدنا عن منحنى فيليبس ولكن على الأقل جزء من تحليلات فيليبس تركت انطباعاً هاماً بأنّه عندما يزداد النمو وتعود نسب العمالة إلى الإرتفاع، فإنّ التضخم سيفسد كل شيء!