ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ ﺍﻟﺪّﺍﻋﻲ ﺍﻟﺪّﺍﻋﻲ ﺍﻷﻭّﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﺪّﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷﻭّﻝ ﺇﻟﻰ ﻳﻌﺪّ ﺭﺳﻮﻟﻨﺎ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻣﺤﻤّﺪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: "ﻳﺎ ﺃﻳّﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲّ ﺇﻧّﺎ ﺃﺭﺳﻠﻨﺎﻙ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺇﻟﻰ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺈﺫﻧﻪ ﻭﺳﺮﺍﺟﺎً ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﻴﺮﺍ" ﺷﺎﻫﺪﺍً ﻭﻣﺒﺸّﺮﺍً ﻭﻧﺬﻳﺮﺍً ﻭﺩﺍﻋﻴﺎً ﺇﻟﻰ ( ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ) ﻛﺮّﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻗﺪ ﺍﻟﺘﺤﻮّﻝ ﻋﻨﻬﺎ، ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ؛ ﺣﻴﺚ ﻳﺄﻣﺮﻩ ﺑﻻﺪّﻋﻮﺓ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ: ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻋﺪﻡ ﻗﻮﻟﻪ ( ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ﻭﺃﺩﻉ ﺇﻟﻰ ﺭﺑّﻚ ﺇﻧّﻚ ﻟﻌﻠﻰ ﻫﺪﻯ ) ( ﺍﻟﺤﺞ، 67 ) ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: . ( ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﻭﺍﺩﻉ ﺇﻟﻰ ﺭﺑّﻚ ﻭﻻ ﺗﻜﻮﻧّﻦ ﻣﻦ ) ( ، 87 ﺍﻟﻘﺼﺺ ) ﺇﻧّﻤﺎ ﺃﻣﺮﺕ ﺃﻥ ﺃﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺃﺷﺮﻙ . ﺑﻪ، ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺩﻋﻮ ﻭﺇﻟﻴﻪ ﻣﺂﺏ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: "ﻗﻞ ) ( ﺍﻟﺮﻋﺪ، 36 ) . ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻤﺮّ ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻻﺪّﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺭﺑّﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﺧﻴﺮ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﺘّﻰ ﺃﺗﺎﻩ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﻣﻦ ﺭﺑّﻪ، ﻭﺻﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺟﻮﺍﺭﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ. ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺭﺍﺿﻴﺎً ﻣﺮﺿﻴّﺎً، ﻓﺠﺰﺍﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻟﻨﺎ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻣﺤﻤّﺪ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺮّﺳﻞ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻇﻴﻔﺔً ﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﻟﻢ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﺍﻟﺪّﻋﻮﺓ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺮّﺳﻞ؛ ﺣﻴﺚ ﺩﻋﺎ ﺍﻟﺮّﺳﻞ ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺩﻋﻮﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﺮﻋﻪ ﻟﻬﻢ. ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻭﺇﻓﺮﺍﺩﻩ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﻮﺍﻩ، ﻗﺎﻝ ﻭﻣﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻳﺘﺒﻴّﻦ ﻟﻨﺎ ﺑﺄﻥّ ﺟﻤﻴﻊ ﺭﺳﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﺜﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﻞّ ﺃﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ﻭﺣﺪﻩ، ﻭﺍﻟﺘﺒﺮّﺅ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻭﺍﺟﺘﻨﺒﻮﺍ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﺃﻥ ﺍﻋﺒﺪﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺳﻮﻻً ﺗﻌﺎﻟﻰ: "ﻭﻟﻘﺪ ) ( ﺍﻟﻨﺤﻞ، 36 ) ﺩﻋﻮﺗﻪ ﻭﺗﺒﻠﻴﻐﻬﺎ ﺇﻟﻰ . ﻓﺮﺳﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻢ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﻟﻺﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ([1]) ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺘﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺤﻤﻞ ﺍﻟﺴﻼﻡ: "ﻟﻘﺪ ﺃﺭﺳﻠﻨﺎ ﻧﻮﺣﺎً ﺃﺩﻟّﺔ ﻗﺮﺁﻧﻴّﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺮّﺳﻞ ﻳﺎ ﻗﻮﻡ ﺍﻋﺒﺪﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺇﻟﻪ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﻧﻮﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﻏﻴﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻣﻪ ﻓﻘﺎﻝ ) ( ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ، 59 ) ﻋﺎﺩ ﺃﺧﺎﻫﻢ . ﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺇﻟﻪ ﻏﻴﺮﻩ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﻫﻮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ: "ﻭﺇﻟﻰ ﻫﻮﺩﺍً ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﻗﻮﻡ ﺍﻋﺒﺪﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ) ( ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ، 65 ) ﺻﺎﻟﺤﺎً . ﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺇﻟﻪ ﻏﻴﺮﻩ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﺻﺎﻟﺢ: "ﻭﺇﻟﻰ ﺛﻤﻮﺩ ﺃﺧﺎﻫﻢ ﻗﺎﻝ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻋﺒﺪﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ) ( ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ، 73 ) ﻣﺪﻳﻦ . ﻣﺎ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺇﻟﻪ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﺷﻌﻴﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ: "ﻭﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ ﺃﺧﺎﻫﻢ ﺷﻌﻴﺒﺎً ﻗﺎﻝ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻋﺒﺪﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ) ( ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ، 85 ) ﻭﻣﺴﻠﻤﺔ؛ ﺩﻭﺭ ﺍﻷﻣّﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴّﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪّﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ . ﻣﻦ ﻳﻌﺪّ ﺍﻟﻤﻜﻠّﻒ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﻛﻞّ ﻣﺴﻠﻢ ﺃﻭ ﺃﻧﺜﻰ. ﻷﻥّ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴّﺔ ﺗﺘﻜﻮّﻥ ﻣﻨﻬﻢ، ﻓﻜﻞّ ﺑﺎﻟﻎٍ ﻋﺎﻗﻞ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻲ ﺍﻷﻣّﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴّﺔ ﻣﻜﻠّﻒ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ، ﺫﻛﺮﺍً ﻛﺎﻥ ﺃﻣﺮٌ ﺷﺮّﻑ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻭﺗﻌﺪّ ﺍﻷﻣّﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴّﺔ ﺷﺮﻳﻜﺔً ﻟﺮﺳﻮﻟﻬﺎ ﻻ ﻳُﺴﺘﻔﺎﺩ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﺪّﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻫﺬﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ، ﻭﺇﻧّﻤﺎ ﻋﺒﺎﺩﻩ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘّﺸﺮﻳﻒ ﻭﺍﻟﺘّﻜﺮﻳﻢ ﺁﻳﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄﺎﺑﺎﺕ ﺍﻹﻟﻬﻴّﺔ ﻟﺮﺳﻮﻟﻪ ﺑﻻﺪّﻋﻮﺓ ﻟﻠﻨّﺎﺱ ﺗﺄﻣﺮﻭﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﻮ ﺻﺮﻳﺢ ﺃﻳﻀﺎً ﻭﺫﻛﺮﺗﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ" ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ:"ﻛﻨﺘﻢ ﺧﻴﺮ ﺃﻣّﺔ ﺃﺧﺮﺟﺖ ﻭﺗﻨﻬﻮﻥ ( ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ، 110 ) ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺃﻓﺎﺩﺕ ﻣﻌﻨﻴﻴﻦ: . ﻭﺍﻟﻨّﻬﻲ ﻋﻦ ﺧﻴﺮﻳّﺔ ﺍﻷﻣّﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴّﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪّﻋﻮﺓ. ﻓﻬﺬﻩ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺃﺧﻴﺮ ﺍﻷﻣﻢ. ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻷﻣّﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴّﺔ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺿﻮﺣﺎً ﻗﻮﻝ ﺭﺑّﻨﺎ ﺟﻞّ ﺟﻼﻟﻪ:"ﻗﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻫﻮ ﺳﺒﺐ ﺃﺩﻋﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﺼﻴﺮﺓ ﺃﻧﺎ ﻭﻣﻦ ﺍﺗّﺒﻌﻨﻲ ﻭﻳﺰﻳﺪ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ" ﺳﺒﻴﻠﻲ ( ﻳﻮﺳﻒ، 108 ) ﻓﺎﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﻳﺘّﺒﻌﻮﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﺼﻴﺮﺓ ﺃﻱ: ﻋﻠﻢ . ﺩﻝّ ﻭﻳﻘﻴﻦ. ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻧّﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻮﺍﺯﻡ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳّﺔ ﻹﻳﻤﺎﻥ ﺧﻠﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ؛ ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺨﻠّﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺪّﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ. ﻳﺠﺐ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ﺗﺨﻠّﻔﻪ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﻧﻘﺺٍ ﺃﻭ ﺍﻵﻳﺔ: "ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺪﺍﺭﻛﻪ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ، ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺨﺒﺮ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ﻫﺬﻩ ﻭﻣﺴﻠﻜﻪ ﻭﺳﻨّﺘﻪ، ﻭﻫﻲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ، ﺃﻥّ ﻫﺬﻩ ﺳﺒﻴﻠﻪ، ﺃﻱ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﺼﻴﺮﺓ ﻭﻳﻘﻴﻦ ﻭﺑﺮﻫﺎﻥ ﻋﻘﻠﻲ ﺍﻟﺪّﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻳﺨﺎﻃﺐ ﻣﻦ ﻭﺷﺮﻋﻲ" ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﺠّﺔ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺭ ﺍﻷﻣّﺔ ﻭﻓﻲ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺮّﺳﻮﻝ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴّﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ؛ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ: ﺣﻀﺮ ﻋﺮﻓﺎﺕ ( ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ ﺃﻻ ﻓﻠﻴﺒﻠّﻎ ) . ﻭﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺸّﺎﻫﺪ ﻛﻞّ ﻭﺍﻟﻨّﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺷﻴﺌﺎً. ([3]) ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ، ﻭﺭﺳﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺃﻭّﻝ ﻣﺎ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻭﻫﻲ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ، ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻤﻴﻌﺎً، ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﺪّﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺫﻛﺮ ﺑﺄﻧﻮﺍﻋﻪ. ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻟّﺬﻳﻦ ﻳﺼﺪّﻭﻥ ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺪﻋﻮﻥ ﺃﻧّﻪ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ. ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ: ﺑﺨﻼﻑ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻗﺎﻝ ( ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﺎﺕ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﻳﺄﻣﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﻳﻨﻬﻮﻥ ) ( ، 67 ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ) ﺗﻌﺎﻟﻰ: . ﻗﺎﻝ ( ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺎﺕ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺑﻌﺾ ﻳﺄﻣﺮﻭﻥ ﻭﻳﻨﻬﻮﻥ ) ( ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ، 71 ) ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻟﻪ: . ﻗﺎﻝ ( ﺍﻟﻄﻴﺒﺎﺕ ﻭﻳﺤﺮﻡ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻳﺄﻣﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﻳﻨﻬﺎﻫﻢ ﺍﻟﺨﺒﺎﺋﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﻳﺤﻞ ﻟﻬﻢ ) ( ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ، 157 ) ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ . ﺑﺸﻜﻞٍ ﺟﻤﺎﻋﻲّ ﺍﻟﺪّﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺸﻜﻞٍ ﻓﺮﺩﻱّ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻣﻨﻜﻢ ﺃﻣّﺔ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﻭﺍﻟﺪّﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ: ﺍﻟﺪّﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﻨﻬﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ: "ﻭﻟﺘﻜﻦ ﻭﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ ﺍﻟﻤﻔﻠﺤﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﻳﺄﻣﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ) ( ﺳﻮﺭﺓ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ، 104 ) ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ: ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ([4]). ﻓﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣّﺔ ﻣﺘﻌﺪّﻳﺔ ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺟﺒﺎً ﻋﻠﻰ ﻛﻞّ ﻓﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﻣّﺔ. ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥّ ﻗﺎﻝ: ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻭﺇﻥ ﻛﻤﺎ ﺛﺒﺖ ( ﺭﺃﻯ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻨﻜﺮﺍً ﻓﻠﻴﻐﻴّﺮﻩ ﺑﻴﺪﻩ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﺒﻠﺴﺎﻧﻪ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﻓﺒﻘﻠﺒﻪ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﺿﻌﻒ ﻣﻦ ) ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:"ﻭﺗﻌﺎﻭﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺮّ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﻻ ([5]). ﺗﻌﺎﻭﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺛﻢ ﻭﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ" ( ، 2 ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ) ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ؟ . ﻳﺨﺘﺺّ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﻫﻞ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻘﺘﺼﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻳﺴﻤّﻴﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺑﻻﻄّﺒﻊ ﻳﻜﻮﻥ ﻻ، ﻓﻼ ﻭﺩﻭﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼّﻴﻦ ﺑﺄﺻﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ؛ ﻷﻥّ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ ﻭﺃﺣﻜﺎﻣﻪ ﻭﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ﻧﻈﺮﺍً ﺍﻟﺪّﻋﻮﺓ ﻭﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻋﻠﻤﻬﻢ ﺑﻪ ﻭﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ ﺑﺠﺰﺋﻴّﺎﺗﻪ. ﺑﺄﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪّﻳﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺘﺒﻠﻴﻎ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺃﻳﻀﺎً ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ: "ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﺴﻌﺔ ﻓﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣّﺔ ﻣﺘﺼﺪّﻳﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﺟﺒﺎً ﻋﻠﻰ ﻛﻞّ ﻓﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﻣّﺔ ﺑﺤﺴﺒﻪ". ﺇﺫ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻮﺟﻮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞّ ﻓﺮﺩ، ﻣﻊ ﻟﺰﻭﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﻓﺮﻗﺔ ﻣﺘﺼﺪّﻳﺔ ﻟﺸﺄﻥ ﻋﻠﻰ ﻛﻞّ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻘﺪﺭ ﺍﻟﺪّﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻴﺮ، ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻓﻻﺪّﻋﻮﺓ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ، ﻭﺃﻋﻼﻫﺎ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﻛﻞّ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻣﺴﻠﺔ ﺑﺈﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ؛ ﻷﻥّ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪّﻋﻮﺓ ﻭﺍﻟﺸﺄﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻭﺃﻣﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺸّﺮﻳﻒ ﻭﺍﻟﻨّﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﺩﻭﻥ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﻏﻴﺮﻩ ﺣﺴﺐ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ، ؟ ﻓﻘﺪ ﻻ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻓﻴﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻹﺛﻢ. ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻛُﻠّﻒ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﻻﺪّﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻢ ﻳﻜﺘﻒِ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺻﺎﻟﺤﺎً ﻭﻣﻬﺘﺪﻳﺎً ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺼﻠﺤﺎً ﻭﻫﺎﺩﻳﺎً ﻟﻐﻴﺮﻩ ﺣﺪﺓ. ﺃﻳﻀﺎً ﻭﻳﻌﻮﺩ ﺫﻟﻚ ﻟﻌﺪّﺓ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺳﻨﻔﺼّﻞ ﻛﻞّ ﺳﺒﺐٍ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻛﻤﺎﻝ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ﺟﻤﻴﻌﺎً: ﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻣﺤﻤّﺪﺍً ﺻﻠّﻰ ( ﺇﻟﻴﻜﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻗﻞ ﻳﺎ ﺃﻳّﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻧّﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ) ( ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ، 158 ) ﻫﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ . ﻭﺗﻌﺪّ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺭﻳﻦ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺎﻗﻴًﺔ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪّﻳﻦ، ﻭﻣﻘﺼﺪﻫﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: "ﻭﻣﺎ ﺃﺭﺳﻠﻨﺎﻙ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﻟﻴﻔﻮﺯﻭﺍ ﺑﻻﺴّﻌﺎﺩﺓ ﺇﻟّﺎ ﺭﺣﻤﺔً ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻦ" ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺭﺣﻤﺔً ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﻦ. ( ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ، 107 ) ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺭﺑّﻪ ﻭﻣﻀﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻗﺪ ﺑﻠّﻎ ﻋﻠﻴﻪ . ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺭﺍﺿﻴﺎً ﻣﺮﺿﻴّﺎً، ﻓﻜﺎﻥ ﻻ ﺑﺪّ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﻨّﻬﻮﺽ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﻭﺗﺒﻠﻴﻎ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ ﺟﻮﺍﺭﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻴﻬﺪﻭﻫﻢ ﺑﻬﺎ ﻭﻳﺨﺮﺟﻮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻈّﻠﻤﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻨﻮﺭ. ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ:"ﺃﻟﺮ ﻛﺘﺎﺏٌ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎﻩ ﺇﻟﻴﻚ ﻟﺘﺨﺮﺝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ" ﺍﻟﻈﻠﻤﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺑﺈﺫﻥ ﺭﺑﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺻﺮﺍﻁ ( ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، 1 ) ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﻧﺒﻴّﻬﻢ: ؛ ﻓﻬﻢ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻪ ﻭﻣﺒﻠّﻐﻮﺍ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ( ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺮّﺳﻮﻝ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺟﻌﻠﻨﺎﻛﻢ ﺃﻣّﺔ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺷﻬﻴﺪﺍً ﻭﺳﻄﺎً ﻟﺘﻜﻮﻧﻮﺍ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ) ( ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ، 143 ) ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﻻﺪّﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺆﺩّﻱ ﺃﻋﻈﻢ ﻧﻔﻊ . ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ؛ ﻷﻧّﻪ ﻳﻤﺪّ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻳﺪﺍً ﻛﺮﻳﻤﺔ ﺗﻨﻘﺬﻫﻢ ﻣﻤّﺎ ﻫﻢ ﻓﺈﻥّ ﻗﻴﺎﻡ ﻣﻦ ﺭﺟﺲ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻮﺛﻨﻴﺔ، ﻭﻳﻀﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺻﺮﺍﻁ ﻭﻋﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ؛ ﻓﻴﺆﺩّﻭﻥ ﺣﻖّ ﺭﺑّﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﻳﺤﻘّﻘﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟّﺘﻲ ﺧﻠﻘﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ. ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ( ﻭﻣﺎ ﺧﻠﻘﺖ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻹﻧﺲ ﺇﻻ ﻟﻴﻌﺒﺪﻭﻥ ) ( ﺍﻟﺬﺍﺭﻳﺎﺕ، 56 ) ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻳﺆﺛّﺮ ﻋﺎﺟﻼً ﺃﻭ ﺁﺟﻼً ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻓﻲ ﺃﻱّ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺇﻥّ ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺑﻬﺬﺍ ﻳﻤﻨﻊ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺩﻳﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﻭﻳﺄﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﺎﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﺌﻠّﺎ ﻳﻔﺘﺘﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ﺃﻭ ﻳﺤﺮّﺽ ﻗﻠﺒﻪ، ﺃﻭ ﻳﺴﻠﺐ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﺍﻟﻜﻔﺮ، ﺩﻳﻨﻪ، ( ﺗﻮﻓّﺎﻫﻢ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻇﺎﻟﻤﻲ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻓﻴﻢ ﻛﻨﺘﻢ ﺇﻥّ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻛﻨّﺎ ﻣﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺃﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺃﺭﺽ ﺍﻟّﺬﻳﻦ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻓﺘﻬﺎﺟﺮﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺄﻭﻟﺌﻚ ﻣﺄﻭﺍﻫﻢ ﺟﻬﻨّﻢ ﻭﺳﺎﺀﺕ ﻣﺼﻴﺮﺍً ﺍﻟﻠﻪ ) ( ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ، 97 ) ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘّﻔﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ: ﺇﻧّﻬﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻲ ﻛﻞّ ﻣﻦ ﺃﻗﺎﻡ ﺑﻴﻦ ﺩﻳﺎﺭ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ، ﻭﻫﻮ . ﻭﻗﺎﻝ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺘﻤﻜّﻨﺎً ﻣﻦ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺪّﻳﻦ ﻓﻴﻬﺎ. ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻬﻼﻙ ﻭﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ( ﻣﻨﻜﻢ ﺃﻥّ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭﺍﺗﻘﻮﺍ ﻓﺘﻨﺔ ﻻ ﺗﺼﻴﺒﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻇﻠﻤﻮﺍ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ) ( ﺍﻷﻧﻔﺎﻝ: 25 ) ﺑﻘﺪﺭ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺪّﺍﻋﻲ ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ . ﺳﺒﻖ ﺃﻥّ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞّ ﺍﻟﺪّﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻳﺘﺤﺪّﺩ ﺑﻘﺪﺭ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺪّﺍﻋﻲ ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ؛ ﺗﺒﻴّﻦ ﻣﻤّﺎ ﻫﻲ ﻣﻨﺎﻁ ﺍﻟﻮﺟﻮﺏ ﻭﻗﺪﺭﻩ، ﻓﻤﻦ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻻ ﻣﺴﻠﻢ، ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻣﻦ ﻳﻘﺪﺭ ﻓﺎﻟﻮﺟﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﺪﺭ ﻗﺪﺭﺗﻪ، ﻷﻥّ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻭﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ: ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ؛ ﻓﻴﺠﺐ ﻳﺠﺐ ﺫﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻫﻞ، ﻭﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺫﻱ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ. ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻫﻞ، ﻭﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺁﺣﺎﺩ ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺧﺺّ ﺑﺎﻹﻧﺬﺍﺭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ( ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺇﻥّ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻜﺘﻤﻮﻥ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﺎﺑﻮﺍ ﻭﺃﺻﻠﺤﻮﺍ ﺍﻟﺒﻴّﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﻬﺪﻱ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺑﻴﻨّﺎﻩ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺃﺗﻮﺏ ﻭﺑﻴّﻨﻮﺍ ﻓﺄﻭﻟﺌﻚ ﻳﻠﻌﻨﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﻠﻌﻨﻬﻢ ﺍﻟﻼﻋﻨﻮﻥ، ﺇﻟّﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﺘﻮّﺍﺏ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ) ( 159-160 ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ،