ما الذي يمكن أن يقدمه التسويق عبر الجوال لوسطاء الفوركس
حين نتحدث عن تحول العالم بصورة متزايدة نحو الاعتماد على الأجهزة المحمولة، فإن هذا ليس بالخبر الجديد. ففي كل شهر هناك المزيد والمزيد ممن يقررون الانتقال من استخدام الحاسبات المكتبية في تصفح الإنترنت إلى الهواتف الذكية. وبحسب آخر الإحصائيات، يفضل ثلث مستخدمي الإنترنت من البريطانيين التجول الشبكة العنكبوتية عبر هواتفهم النقالة.
وفي الصين أيضاً تفوقت الهواتف الذكية على الحاسبات المحمولة في نسبة استخدام الإنترنت. ومن شأن تلك الحقائق، بجانب الكم الهائل من البيانات المتداولة من خلال تلك الأجهزة، أن تحدث ثورة شاملة في مجال التسويق. خصوصا وان التسويق الرقمي قد اكتسب طابع شخصي بأكثر من أي وقت مضى.
كانت إعلانات الجوال قبل نحو ثلاثة سنوات مقتصرة في اغلبيتها على ناشري الألعاب. وفي وقت لاحق أدرك اللاعبين في قطاع التجارة الإلكترونية مدى أهمية الجوال وبدءوا في اكتشاف الفرص الكامنة في هذا القطاع. أحد المزايا الرئيسية التي تتفوق بها إعلانات الجوال عن نظيرتها من أشكال الاعلان التقليدية هو أنها أكثر قرباً من العميل النهائي.
حيث أصبح بإمكان المعلن أن يتصل بجمهوره المستهدف في أي وقت ومن أي مكان بعد أن بات من المعتاد في عصر التكنولوجيا الذي نحياه الآن أن نحمل هاتفنا الجوال في أي مكان نذهب إليه.
ولكن ليس هذا هو الدافع الوحيد الذي يقود النمو في إعلانات الجوال. حيث يمكنك أيضا زيادة نشاط المستخدمين عبر الجوال حتى إذا كنا نتحدث عن مجال حيوي مثل تداول الفوركس. وبحسب خبرتنا الخاصة، ينخرط مستخدمي الجوال بصورة أكبر في التداولات مقارنة بنظرائهم من مستخدمي الحاسبات المكتبية وبنسبة تصل الى 23%. اذا نظرنا الى السبب وراء التأثير الذي تحظى به ما يسمى بالإعلانات الأصلية على عقلية المستخدم، سنجد أن تلك النوعية من الإعلانات لا تسبب إزعاج للمستخدم وتبدو أقرب إلى التوصيات التي يعطيك إياها أصدقائك ولكن داخل خلاصات الأخبار.
هناك نوع آخر من إعلانات الجوال يطلق عليه الإعلانات داخل التطبيقات (In-app)، والتي أصبحت أحد مصادر الإيرادات الرئيسية بسبب فعالياتها الكبيرة. يمكن للإعلانات داخل التطبيقات، إذا أعدت بطريقة ملائمة، أن تمتزج مع مكونات التطبيق ذاته لأنها تحتوي معلومات ذات صلة وبالتالي لا تسبب خلل في تجربة المستخدم بشكل عام. كما تسمح للناشرين ليس فقط بزيادة انخراط مستخدميهم، بل أيضاً تحقيق دخل من منتجاتهم عن طريق وضع إعلانات داخل التطبيقات التي يقومون بإنشائها.
على سبيل المثال، يمكن الترويج لتداولات الفوركس من خلال تطبيقات القمار وتلك المرتبطة بالمصارف أو التأمين، وهو ما يسمح للناشرين باستهداف قطاع أوسع من الجمهور.
أحد المزايا الإضافية هي أن تداولات الجوال تقدم للمستخدم تجربة أكثر راحة مقارنة بالحاسبات المكتبية، حيث لا تسبب لك إزعاج أثناء القيام بالأنشطة اليومية الأخرى مثل مشاهدة التلفاز أو الدردشة أو حتى تناول الطعام. وعند مقارنة معدل التكلفة لكل نقرة (CPC)، تربح إعلانات الجوال حيث تنخفض أسعارها بنحو 20% عن نظيرتها على الحاسبات المكتبية.
سوق الجوال هو بالقطع مجال جديد ورائع للغاية لاستكشاف الفرص المتاحة في جميع أنواع الأعمال، ولهذا يتعين عليك البدء في التفكير بالاستثمار فيه.