النقود تختفي من السويد
أظهرت بيانات البنك المركزي السويدي" the Riksbank"، تراجع استخدام الأوراق النقدية في التعاملات اليومية للمواطنين، خلال السنوات الأخيرة.
ووفقا للمركزي، وصلت المعاملات النقدية إلى نحو 2%، من قيمة المعاملات التي تمت في السويد سنة 2015، وهو الرقم الذي يُتوقع أن يصل إلى 0.5% بحلول العام 2020.
وتشكل النقود 20% فقط من معاملات السويديين في المتاجر، وهذا نصف المعدل الذي تم إحصاؤه قبل خمسة أعوام، وهو أقل بكثير من المعدل العالمي البالغ 75%.
وأفاد تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية، أن 900 من الفروع الـ 1.600 للبنوك في السويد، لم تعد تعطي النقود باليد أو تقبل الودائع النقدية، وكثير منها وبالأخص في المناطق الريفية لم تعد تمتلك أجهزة صرافة آلية، كما انخفض معدل تداول عملة السويد krona"كرونا" من حوالي 106 مليارات في العام 2009 إلى 80 مليارا سنة 2015.
وقال نيكولاس أرفيدسون، الأستاذ المشارك والمتخصص في ابتكار أنظمة الدفع في المعهد الملكي للتكنولوجيا في ستوكهولم: "أعتقد أن السويد تتجه بشكل كبير لتصبح مجتمعا غير نقدي خلال خمسة أعوام".
وأضاف أرفيدسون: " إن بداية تحول البلاد نحو مجتمع غير نقدي، كانت في العام 1960، عندما أقنعت البنوك الموظفين والعاملين لديها باستخدام التحويلات المصرفية الرقمية لتلقي الأجور كجزء من هذا المسار. وأخذ التعامل ببطاقات الدفع والسحب الذكية، دفعة قوية سنة 1990، عندما بدأت البنوك تفرض رسوما على الشيكات.
وأصبحت البطاقات الذكية، الآن، هي وسيلة التعامل المالي الرئيسة، ويستخدمها السويديون أكثر بـ 3 مرات من المتوسط الأوروبي لاستخدام البطاقات، وبمعدل 207 عملية دفع لكل بطاقة في العام 2015.
وتابع أرفيدسون: "ساهمت شركة Swish في القضاء على التعاملات النقدية مع كثير من الناس، وبالأخص نقل الأموال من شخص لآخر، حيث تمتلك هذه الطريقة ميزات الدفع النقدي ذاتها، ويظهر ذلك على النظام في الحال، كما لو كنت تتسلَّم الأموال نقدا، وهي الآن تحقق نجاحات في مجال الدفع للشركات أيضا".
وبحسب تقرير الصحيفة البريطانية، فثمة مخاوف من الاعتماد الكامل على نظام الدفع الإلكتروني، وتتمثل في حالات الاحتيال الإلكتروني التي تضاعفت خلال السنوات الأخيرة، والانتقادات الكثيرة، بما فيها تلك التي أدلى بها جاكوب دي جير، مصمم نظام iZettle، ما يطرح تساؤلا عما إذا كان النظام الإلكتروني للدفع يشكل انتهاكا للخصوصية.
ووفقا للتقرير، فإن كبار السن مترددون حيال استخدام تكنولوجيا جديدة، ويرون أنه من الأسهل الدفع نقدا لتتبع خط سير الأموال، وثمة خشية من اتجاه الشباب لإنفاق أموال لا يمتلكونها.