كيف يربح الأثرياء فى الخليج من بريطانيا ؟
أظهرت استطلاعاتٍ للرأي قامت بها صحيفة الغارديان البريطانية، بين طبقة الأثرياء، عن نية واحد من بين كل أربعة مستثمرين خليجيين شراء ملكيات عقارية في لندن ثم تركها لفترة زمنية معينة، دون السكن بها، بغرض جني الأرباح الناتج عن الارتفاع فى الأسعار.
أرباح كبيرة
وقد أثيرت بعض المخاوف حول مسألة شراء العقارات بغرض جني الأرباح دون السكن بها، خصوصاً وأن ملكية تلك العقارات تعود فى أغلب الأحيان لبعض الأشخاص من خارج بريطانيا وهو ما يعني ضمنياً عدم استخدامهم لتلك العقارات إلا لفترات قليلة للغاية على مدار السنة الواحدة.
كما كشفت صحيفة الغارديان في مايو الماضي عن أن 184 شقة من أصل 214 في برج لندن الفاخر لم يسجل أصحابها أسماءهم للتصويت في استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأن ثلثي الأملاك العقارية مملوكة لأشخاص من خارج بريطانيا.
وقد تحدث صادق خان، عمدة لندن الجديد، عن هؤلاء المشترين الذين يستثمرون في العقارات الموجودة في العاصمة البريطانية لجني الأرباح الطائلة.
لندن وجهة الخليجيين
وأسفرت الدراسة التي قامت بها مؤسسة "Cluttons" العقارية وشركة يوجوف، والتي ركزت على سؤال شريحة صغيرة من بعض الأفراد من ذوي الثروات الطائلة الذين ينتمون لدول الخليج عن ممتلكاتهم العقارية، عن امتلاك ما نسبته 55% من مجموع من استجابوا لتلك الدراسة، والبالغ عددهم 127 شخصاً، لبعض الملكيات العقارية فى جميع أنحاء العالم. وأنه من بين كل 10 أفراد، هناك أكثر من فرد قد اختاروا مدينة لندن كي يستثمروا أموالهم بها.
تحدث المستثمرون عن البنية التحتية الخاصة بمدينة لندن، إلى جانب سهولة الوصول إلى المدينة، من الدول التي يقطنون بها، عبر الرحلات الجوية المباشرة المتوفرة بشكل مستمر، وتحدثوا أيضاً عن الاستقرار والأمن السياسي، والاقتصادي الذي تقدمه مدينة لندن.
وقد عبر ما يقارب عددهم على الربع، ممن كانوا يخططون لشراء الملكيات العقارية في لندن، عن أن شراءهم للملكيات العقارية فى العاصمة كان بهدف السكن أو جني الأرباح، فى حين أن ما تصل نسبته 22% من بين هؤلاء كانوا يخططون لشراء العقارات من أجل الاستثمار وجني الأرباح فقط.
يُظهر التقرير الخاص بمؤسسة The Middle East Private Capital، والذي سيُنشر خلال هذا الأسبوع، أن ثلثي المستثمرين يعتزمون شراء العقارات في مدنهم المفضلة خلال عام 2016.
ارتفاع أسعار العقارات
وبحسب التصريحات الصادرة عن مؤسسة Cluttons"" العقارية، فقد ازدادت قيمة العقارات الموجودة في الأحياء الأغلى بوسط مدينة لندن بنسبة 4.6% عن العام الماضي، فى حين أن متوسط معدلات العوائد الناتجة عن تأجير تلك العقارات لم يتعدَّ نسبة 3.72%.
وقد قال فيصل دوراني، رئيس قسم الأبحاث بمؤسسة "Cluttons"، إن استطلاعنا أكد ما كان يشعر به الكثيرون بأن العاصمة البريطانية لندن أصبحت مُنحازة للعوائد الضخمة التي تدرها الاستثمارات العقارية والتي تفوقت على عوائد السندات المتوسطة وسوق الأسهم خلال السنوات الأخيرة.
واستطرد قائلاً "إن النهج الذي اتبعه البعض فى غلق الملكيات العقارية وتركها بات مسألة سياسية شائكة، وكثيراً ما يُنظر له باعتباره المحرك الرئيسي وراء ارتفاع قيمة العقارات وتناقص المعروض من العقارات ذات الأسعار المعقولة".
ويضيف دوراني قائلاً "إن المستثمرين من الشرق الأوسط أقل اكتراثاً للمصير المجهول الذي ينتظر بريطانيا فى حال خروجها من الاتحاد الأوروبى من المستثمرين من باقي أنحاء العالم".
يقول دوراني أن ثلث من استجابوا لذلك الاستطلاع كانوا من الكويت، وقطر، والسعودية، وأن شعورهم بأن اقتصاد دولهم يمر بحالة من عدم الاستقرار وينحدر من سيئ إلى أسوأ الأمر هو ما يدفعهم لمحاولة اقتناص الفرص لاستثمار أموالهم في الخارج حيث يسعى 65% منهم لامتلاك أصول في دول غير دولهم.
يُنظر لبريطانيا باعتبارها أقل الدول خطراً فيما يتعلق بمسألة الاستثمار، كما أنها معروفة تاريخياً بإرثها الجيد فيما يتعلق بمسألة دعم الاستثمار.