السياحة البريطانية لدول الخليج إحدى ضحايا الانفصال الأوروبي.. وهذه بقية التداعيات على العرب
العرب سيكون لهم نصيب من شظايا الانفصال البريطاني عن الاتحاد الأوروبي، بعد الاستفتاء الذي أعلنت نتائجه رسميا اليوم الجمعة 24 يونيو/حزيران 2016، بتصويت أغلبية 52٪ للخروج من الاتحاد الأوروبي.
وطالت تبعات الاستفتاء البريطاني المنطقة العربية، وخاصة دول الخليج والدول العربية المنتجة للنفط، التي ترتبط بشكل أكبر بالاقتصاد العالمي من غيرها من الدول العربية المستهلكة له.
هبوط النفط
ووضع طارق قاقيش المدير التنفيذي لإدارة الأصول في شركة مال كابيتال (مقرها دبي)، ارتفاع الدولار الأميركي وتراجع أسعار النفط الخام اليوم الجمعة 24 يونيو/حزيران 2016، كأولى التبعات التي ألقت بظلالها منذ صباح الجمعة 24 يونيو/حزيران على المنطقة العربية.
وقال قاقيش، إن الدولار ارتفع أمام سلة العملات الرئيسة وأمام العملات العربية المربوطة بالدولار، ما سيزيد من تكلفة الواردات بالتحديد، "خاصة إن ازدادت حدة تبعات الخروج بقرارات بريطانية أو أوروبية أخرى".
وأضاف، "أيضاً رافق صعود الدولار تراجع أسعار النفط الخام إلى أقل من 50 دولاراً للبرميل اليوم الجمعة 24 يونيو/حزيران 2016، ما سيزيد من تكلفة شرائه بالنسبة للدول المستهلكة التي تشتريه بالعملة الأميركية".
وهبط خام القياس العالمي مزيج برنت تسليم أغسطس/آب بنسبة 5٪ اليوم الجمعة 24 يونيو/حزيران، إلى 48.36 دولاراً للبرميل عند الساعة (11:36 ت.غ)، نزولاً مع أسعار إغلاق الخميس 23 يونيو/حزيران البالغة 50.91 دولاراً.
أدنى مستوى للجنيه الإسترليني
وشهد سعر صرف الجنيه الإسترليني خلال وقت سابق اليوم، تراجعاً إلى أدنى مستوى في 31 عاماً، وخسر 11٪ من قيمة إلى 1.325 دولار أميركي/جنيه نزولاً من 1.5 دولار أميركي/جنيه، قبل أن يعاود الصعود قليلاً.
وقال العضو المنتدب لشركة أبو ظبي الوطني للأوراق المالية محمد علي ياسين، إن سعر الجنيه الأسترليني سيهبط مجدداً، "والتوقعات إلى 1.2 دولار أميركي خلال الفترة المقبلة، ما سيدفع باتجاه تذبذب في الأسواق بما فيها العربية".
وأضاف ياسين "الأسواق العربية ستشهد موجة بيع وشراء وتذبذب بهدف إعادة التوازن، والأمر ينسحب على المحافظ الاستثمارية المقومة بالجنيه الإسترليني".
وتوقع العضو المنتدب لشركة أبوظبي الوطني للأوراق المالية أن يواصل النفط هبوطه خلال الجلسات المقبلة (السبت والأحد عطلة)، إلى حدود 47 دولاراً للبرميل، مع استمرار تذبذب الأسواق العالمية والعربية" .
السياحة
على عكس ما يظن البعض فإن دول الخليج المنتجة للنفط تعد أهدافاً للسياحة البريطانية مثلما هي مصدر مهم للسياحة لبريطانيا.
ومن المتوقع أن تشهد السياحة البريطانية تراجعاً خلال الفترة المقبلة بسبب ارتفاع تكلفة السياحة على السائح مع هبوط الجنيه الإسترليني.
وأشار قاقيش إلى أن السياحة البريطانية في الخليج وبالتحديد في الإمارات مزدهرة والتوقعات تشير إلى تراجع قريب، "والأهم أن نسبة تملك العقارات للبريطانيين في الإمارات على سبيل المثال مرتفعة، وقد نشهد عمليات بيع مقبلة".
وقالت دائرة الأراضي والأملاك في دبي (حكومية)، مطلع العام الجاري أن البريطانيين استثمروا أكثر من 10 مليارات درهم (2.72 مليار دولار) في عام 2015 بإمارة دبي فقط.