"مطر صناعي" في مصر قبل ديسمبر
وزير الطيران: نسعى لتطبيق التجربة قبل ديسمبر
مسئول الشركة الألمانية: التجربة ملأت سدود الإمارات في وقت الشح
سكان الإمارات ظنوا أن يوم القيامة قد حل من ضخامة كمية المطر
التجربة ملأت أنهار أستراليا لأول مرة في 6 أشهر
اخترنا الساحل الشمالي في مصر لأسباب.. والقرار لهيئة الأرصاد
عملية الإمطار الصناعي تستغرق ساعة على الأقل ولا تتجاوز الساعات
رئيس الأرصاد: سيتم تشكيل لجنة فورًا لبحث جدوى التطبيق في مصر
أقامت الهيئة العامة للأرصاد الجوية اليوم، الأحد، وتحت رعاية وزير الطيران المدني شريف فتحي، وبالتعاون مع شركة "وذر تك" الألمانية مؤتمرًا وورشة عمل للبحث في تطبيق مشروع "حث الأمطار" في مصر.
وأشار وزير الطيران شريف فتحي، إلى أن مصر ستكون رائدة في تطبيق تقنية حث الأمطار في القارة والمنطقة ونسعى لإعلان تطبيق المشروع في مصر قبل نهاية العام الحالي.
وصرح الدكتور أحمد عبد العال، رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية، بأنه يجري هذا المؤتمر كمتابعة من هيئة الأرصاد والشركة خلال الزيارة الرسمية للوفد الألماني برئاسة السيد "سيجمر جبرايل" نائب رئيس الاتحاد الألماني في مارس 2016.
وأضاف أن السلطات المصرية مهتمة جدا بإيجاد حلول لمشكلة ندرة المياه ومحدودية مصادرها، وهي من أهم قضايا دعم الأمن الغذائي للبلاد.
وصرح الرئيس التنفيذي لشركة "ويزر تك" الدكتور هلموت فلورر، بأن تطبيق هذه التقنية في دول أخرى شبيهة بمصر تكللت بالنجاح، مما يبشر خيرا لمصر وأننا متشوقون لنبدأ التطبيق اعتبارا من فصل الشتاء لهذا العام.
وصرح عصمت سواقد، الرئيس التنفيذي لشركة القدرة للاستشارات البيئية التابعة لشركة "ويذر تك"، بأنه يجري حاليًا تطبيق هذه التقنية بنجاح في الأردن وسيجري العمل باستعمال بيانات تطبيق المشروع في دول أخرى من قبل الشركة بغرض التأكد من نجاح تطبيقها في جمهورية مصر العربية.
وحضر المؤتمر وورشة العمل ممثلون عن عدة وزارات وجهات رسمية متخصصة، بالإضافة إلى ممثلين عم مجلس العمل المصري الألماني والسفارة الألمانية.
"قبل ديسمبر"
وفي كلمة وزير الطيران التي ألقاها نيابة عنه الدكتور أحمد عبد العال، قال إن مشكلة المياه في مصر تتفاقم كل يوم و تتأثر بها مصر أكثر من غيرها وفقا للأبحاث العالمية، وإطلاق هذا المؤتمر يعني أن مصر لن تقف مكتوفية الأيدي أمام الأزمة، وترعى وزارة الطيران هيئة الأرصاد العامة لحث الغيوم على الاستمطار و تقييم جدوى تطبيق هذه التكنولوجيا من جميع النواحي وتهيئة المناخ المناسب لإنجاح المشروع.
أقامت الهيئة العامة للأرصاد الجوية اليوم، الأحد، وتحت رعاية وزير الطيران المدني شريف فتحي، وبالتعاون مع شركة "وذر تك" الألمانية، مؤتمرًا وورشة عمل؛ لبحث تطبيق مشروع "حث الأمطار" في مصر.
وأشار وزير الطيران شريف فتحي، إلى أن مصر ستكون رائدة في تطبيق تقنية حث الأمطار في القارة والمنطقة ونسعى لإعلان تطبيق المشروع في مصر قبل نهاية العام الحالي.
"كيف يتم الاستمطار"
وفي محاولة لشرح طريقة "الإمطار الصناعي" أو "حث الامطار"، قال رياض مبارك، أحد ممثلي شركة "ويذر تك" الألمانية" إن تقنية المطر الصناعي أو "حث الأمطار" باختصار تعتمد على تجميع أكبر قدر من الأيونات السالبة لتكوين السحاب، وقال إن ذلك يتم برش السحاب بالمواد الكيميائية من الأرض أو من خلال الطائرات لتساعد في تجميع الماء و تكاثف القطرات.
وأضاف مبارك، خلال المؤتمر الذي عقدته هيئة الأرصاد الجوية اليوم بالتعاون مع شركة "ويذر تك" الألمانية وتحت رعاية وزير الطيران المدني شريف فتحي، أن تكنولوجيا "التأيُّن" تعني توليد أيونات بكم هائل في الهواء، نحتاج لإتمام العملية مصدر طاقة متواضع جدا لا تتجاوز طاقته قدرة الجهاز الذي يعمل على "غلي الماء" – الغلاية- ، وفي محطات حث المطر التي عملنا بها كنا نلجأ لـ"الجنيريتور" لتأدية هذه المهمة.
وتابع: يتم استخدام "الجهد العالي" بأسلاك معدنية دقيقة، ملفوفة بصورة معينة تكون قادرة على عملية التأين، و هي حمل التيارات السالبة إلى الأعلى، وبذلك نكون قد عززنا المجال الكهربي أسفل الغيمة بتجميع الشحنات السالبة في الطبقات السفلى من الجو، هو ما يعزز عملية التكاثف وتجميع الماء في السحابة، ومن الضروري لإتمام هذه العملية أن يتوافر "رياح أفقية"، يتم ذلك صناعيا بتسخين الهواء أو التقابل الرياح، وهو ما يجب مراعاته جيدا في اختيار الأماكن التي تقام فيها محطات حث الأمطار أو الاستمطار أو "المطر الصناعي" .
وأكد "مبارك" أن التجارب التي أجريت من قبل في الإمارات وأستراليا والأردن "الأخيرة" نجحت نجاحا كبيرا، لافتا إلى أن الإمارات عندما نفذت المشروع في 2006 وحققت كمية مذهلة من الامطار في موعد شحيح من السنة، وامتلأت بعض السدود وشاع بين الناس أن يوم القيامة قد حل من شدة تساقط الأمطار وكمياتها غير المسبوقة.
وفي استراليا تمت العملية في 6 أسابيع وكثير من السدود التي كانت مهددة بالجفاف والانهار العذبة امتلأت بالمياه لأول مرة، حتى شعر السكان بالإبهار.
"لماذا مصر"
وعن سبب اختيار الشركة الالمانية لمصر، قال "مبارك" : زيادة عدد السكان وبقاء موارد المياه على ما هي عليه منذ 50 سنة وحتى الآن جعلنا نضع مصر على أولوياتنا في المنطقة العربية ويليها المغرب، والكويت، قطر وكثير من مناطق الشرق الأوسط المهددة بالجفاف.
وأضاف "مبارك"، في تصريحات خاص لـ"صدى البلد"، أن تحليل المعلومات المناخية المتوفرة لـ"الثلاثين سنة" الماضية يجعلنا نحدد أفضل الأماكن والظروف الصالحة لتطبيق مشروع "حث الأمطار" بالمطر الصناعي.
ووفقا للمعلومات المتاحة فأنسب الأماكن الساحل الشمالي لتوافر الغيوم في موسم المطر في الشتاء ولكن التحديد النهائي يحتاج للتعاون مع هيئة الأرصاد الجوية.
أما عن عملية رفع الأيونات السالبة للسحب لتتكون ثم تسقط أمطارًا قال إن عدة عوامل تحكم مدة الانتهاء من عملية الحث والإسقاط، أقلها ساعة، وأقصاها ساعات وفقا للظروف المحيطة، الأمر لا يصل لأيام.
أما عن الاستفادة بالماء ما بعد الاستمطار، أكد "مبارك" أن هذا الأمر يرجع تماما للدولة التي تطبق فيها التجربة، بينما يتوقف دور الشركة عند اسقاط المطر.
وعن التكلفة المادية للمحطة الواحدة قال إن فريق الباحثين لا تتوافر لديه معلومات من هذا النوع.
"الكلمة الأخيرة"
أكد الدكتور أحمد عبد العال، رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية، أنه عقب المؤتمر الذي عرضت فيه شركة "ويذر تك" الألمانية فكرتها عن "حث الأمطار" تحت رعاية وزارة الطيران المدني، تأتي المرحلة الأهم وهي "دراسة الجدوى".
وقال عبد العال، في تصريح خاص لـ"صدى البلد"، إنه سيتم تشكيل لجنة كبيرة ممثلة من كل الوزارات المعنية، وأبرزها الري والزراعة والبيئة، والدفاع؛ لعمل دراسة جدوى كبيرة لتقييم الفكرة، وإمكانية تطبيقها في مصر.
وقال إن مناطق كبيرة في مصر مرشحة لإقامة المشروع خاصة في المناطق الجنوبية والمناطق التي تزداد بها نسبة الرطوبة، وأكد أن المناطق التي رشحتها شركة "ويذر تك" الألمانية لتطبيق المشروع لن تكون ملزمة للجنة دراسة الجدوى، فأمور كثيرة تتحكم في الأمر أهمها سلامة البنية التحتية في المنطقة التي سيقام فيها المشروع، فالشركة رشحت منطقة دلتا وادي النيل والساحل الشمالي، إلا أن القرارات النهائية وتحديد المواقع تتم وفقًا لاعتبارات كثيرة تحددها لجنة الدراسة.