هل يهدد ارتفاع منسوب مياه نهر السين العاصمة الفرنسية؟
مائة عام بعد الفيضانات التي شلت باريس أكثر من شهر في العام 1910، يخيم اليوم من جديد شبح الخوف من كارثة مماثلة تضرب العاصمة الفرنسية، خصوصا مع مواصلة منسوب نهر السين في الارتفاع.مقابلة مع الخبيرة في الشؤون المائية إيزابيل لولى.
فرانس 24: هل باريس معرضة لفيضان شبيه بالذي شلها في العام 1910؟
نعم المسألة مطروحة، فهذه الظاهرة يمكن أن تحدث من وقت لآخر. فكل المدن المشيدة على ضفاف الأنهر معرضة لخطر الفيضانات المدمرة وباريس لا تشذ عن القاعدة. ولكن لا يمكننا مقارنة الوضع اليوم بما حصل في العام 1910. فالطرقات الموازية للسين تغرقها المياه بشكل سنوي تقريبا، والأمر يشل حركة السير على هذه الطرقات فقط ولا يؤثر على المنازل المجاورة.
في العام 1910 قيل عن الفيضان الذي شل العاصمة أنه من النوع النادر الذي لا يحصل إلا مرة واحدة كل مائة سنة.ولكننا لا نملك أي معطيات تسمح لنا بتأكيد هذه الفرضية. والمعلومات القليلة التي نملكها تجعلنا نقول إن هذه الفيضانات النادرة الحدوث تحصل مرة كل 200 أو 500سنة.
ما هي الإجراءات المتخذة لمواجهة فيضان كهذا؟
- يوجد نظام وقاية قائم على مجموعة من البرك الكبيرة – نسميها بحيرات السين الكبرى- شيدت في مناطق مختلفة يعبرها النهر، وتلعب هذه البحيرات دورا في تعديل منسوب المياه في النهر ففي مطلع فصل الشتاء تكون هذه البرك فارغة وتبدأ بالامتلاء تبعا لارتفاع منسوب السين. في نهاية الشتاء تمتلئ هذه البحيرات بالمياه وتتحول إلى احتياطي مائي في الصيف يعاد تفريغها في النهر إذ انخفض منسوبه وشكل تهديدا لحركة الملاحة النهرية.
طبعا هناك حدود لفاعلية هذا النظام الوقائي، فهو عاجز عن منع الفيضانات في باريس في حال تدفقت كميات كبيرة من المياه من مصادر متنوعة في نفس الوقت. ولكن من المؤكد أن نفس كمية المياه التي فاضت في العام 1910 لن يكون تأثيرها اليوم على العاصمة مشابها لما حصل قبل نحو مائة سنة.
ما هي التدابير المتخذة في باريس في حال وقوع فيضان؟
توجد مجموعة من الخطط الكبيرة الجاهزة لمواجهة فيضانات في العاصمة،أبرزها خطط حماية خطوط السكة الحديد المبنية تحت الأرض من خطر الغرق ،وتقوم الخطة على تحريك 1500 موظف من شركة مترو الأنفاق في باريس لغلق كل المنافذ المؤدية إلى المترو.فعلى سبيل المثال، في حال حدوث فيضان ستقام جدران حول محطة ليون الشهيرة بطول ثلاثة أمتار لمنع المياه من إغراق المحطة. وتحتفظ السلطات العامة بمخزون كبير من الاسمنت لمواجهة فيضان بحجم فيضان 1910 الذي ضرب العاصمة.
كما تقوم الخطة على تفريغ المستشفيات من المرضى خوفا من تلوث مصادر مياه الشرب وانقطاع التيار الكهربائي.
وسيؤثر فيضان كبير على 12 مليون شخص يعيشون في باريس وضواحيها وسيؤدي إلى شل النشاط الاقتصادي في قسم من البلاد ومن الأفضل إذا حصلت كارثة كهذه ترك العاصمة والانتقال إلى مكان آخر