2017-11-02
انقسم الكثير من المحللين والخبراء حول العالم بشأن العملة الرقمية "بتكوين"، فالبعض يراها احتيالا والبعض الآخر يراها ثورة تكنولوجية ومالية، وجذب استخدامها قراصنة الإنترنت وعمليات غسل الأموال والشركات العادية أيضاً، ولكن الصين حظرت التعامل بها.
وارتفعت "البتكوين" مواصلة تسجيل مستويات قياسية وقفزت قيمتها بأكثر من 500% هذا العام فقط رغم تحذيرات بأنها "فقاعة على وشك الانفجار"، وهناك أمور تؤرق الكثيرين بشأن العملة الرقمية مثل كونها خارج سيطرة البنوك المركزية والجهات التنظيمية.
يأتي ذلك مع ظهور تكنولوجيا "بلوك تشين" التي يتم التداول على العملات الرقمية من خلالها، وهي منصة آمنة يتوقع خبراء أن تحدث ثورة رقمية في التعاملات، ونشرت "كريستيان ساينس مونيتور" تقريرا عن "البتكوين" وما يحيط بها من مخاوف احتيال وآمال استثمارية.
"بلوك تشين"
- تتسارع عمليات التداول على العملات الرقمية بشكل يثير المخاوف، كما دخلت منصة "بلوك تشين" في العديد من المجالات لعل أبرزها ما دشنته شركة "Viuly" السويسرية لموقع مشابه لـ"يوتيوب" باستخدام هذه التكنولوجيا مع حصول ناشري الفيديوهات على 65% من الإيرادات وسيحصل المشاهدون على 25% من تلك الإيرادات لمجرد المشاهدة.
- اقترح مسؤولون من الأمم المتحدة استغلال منصة "بلوك تشين" في مكافحة الاحتباس الحراري عن طريق حث الشركات على حساب معدلات الكربون بشكل أكثر كفاءة.
- يبحث تحالف من وكالات تابعة للأمم المتحدة وشركات ومنظمات غير ربحية وحكومات كيفية استغلال "بلوك تشين" لتدشين نظام هوية آمن لمليار شخص حول العالم غير معترف بهم من جانب حكومات.
تحذيرات من الخبراء
- قال الملياردير والمستثمر الأمريكي الشهير "وارن بافيت" إن "البتكوين" عبارة عن "فقاعة حقيقية، بينما صرح المدير التنفيذي لبنك "جي بي مورجان" "جيمي ديمون": "لو أنت غبيا بما فيه الكفاية، اشتر البتكوين، وسوف تدفع الثمن يوما ما".
- كان "ديمون" قد حذر في وقت سابق هذا العام من "البتكوين" ووصفها بالاحتيال وهدد بفصل أي موظفين متعاملين في البنك يشترون العملة الرقمية.
- رغم تلك التحذيرات، واصلت "البتكوين" ارتفاعاتها القياسية وسط توقعات إيجابية باستمرار المكاسب، واعتبر البعض هذه العملة الرقمية مخزنا للقيمة مثل الذهب أو الأسهم، وليست مجرد أداة للمبادلات.
- أفاد الأستاذ بجامعة نيويورك "ديفيد يرماك" بأن "البتكوين" تعد ضمانة استثمارية أكثر من كونها مجرد عملة نظرا لأنها تدخل في إطار تعاملات بين المستثمرين وليست وسيلة دفع لسلع أو خدمات.
- أوضح مستثمرون أنه حال اعتبار "البتكوين" فقاعة وانفجرت بالفعل، فسوف تصبح هي وبعض العملات الرقمية الأخرى أكثر استقرارا وأقل تذبذبا.
- في غضون ذلك، تعكف بنوك ومؤسسات مالية مثل "رويال بنك أوف كندا" و"جولدمان ساكس" وحتى "جي بي مورجان" على تجربة تكنولوجيا "بلوك تشين" – التي يتم تداول العملات الرقمية عن طريقها – من أجل خفض تكاليف المعاملات المالية.
الإيجابيات
- يتم تسجيل كل المعاملات على العملات الرقمية عبر "بلوك تشين"، وهو ما يجعل هذه المنصة آمنة، وأكد محللون أنه من أجل إجراء عملية تزوير أو احتيال، يلزم تغيير كافة التعاملات بـ"البتكوين" منذ ظهورها، وهو أمر مستحيل من الناحية الرياضية.
- توقع أحد الخبراء أن تتمكن البنوك الكبرى من توفير 30% من تكاليف معاملاتها المالية إذا تحولت نحو استخدام منصة "بلوك تشين".
- أصبحت "بلوك تشين" أشبه بشبكة اجتماعية يلتقي فيها أناس يحصلون على أموال بالعملات الرقمية نظير الرد على بريد إلكتروني أو إتمام مهام محددة.
خصوصية واستخدامات شائنة
- جذبت تكنولوجيا "بلوك تشين" والعملات الرقمية الكثير من التعاملات غير القانونية بسبب الخصوصية والبعد عن سيطرة الحكومات والبنوك المركزية والجهات التنظيمية.
- جرت مؤخرا عمليات اختراق إلكترونية واستيلاء على بيانات وحسابات وهدد القراصنة بمحو هذه البيانات إذا لم يتم دفع فدية لهم بـ"العملات الرقمية".
- أكد أحد المحللين لدى "أوتونوماس ريسيرش" أن الأمر لا يزال في البداية فيما يتعلق بتكنولوجيا "بلوك تشين" والعملات الرقمية، ومن الطبيعي ظهور عمليات غير قانونية مصاحبة لهذه التقنيات الجديدة، وبمرور الوقت سيتغير العالم بسببها.