ما جرى قد جرى. الصينيون قرروا ما قرروا. السوق فعل ما فعل. الامور عادت الآن الى ما كانت عليه. وكأن شيئا لم يكن. الواقعية عادت الى الواجهة.
الآن بات كل واحد يعلم ان الخطوة الصينية سياسية أكثر منها مالية او اقتصادية . مفاعيلها على الاقتصاد الصيني تكاد تكون معدومة سلبا. مفاعيلها على الاقتصاد العالمي- وبالاخص الاميركي - تكاد ان تكون معدومة ايجابا، او هي كذلك.
ما بدر من البنك المركزي الصيني اليوم الثلاثاء اوضح ما كان مخفيا بالامس على الجميع ومشكوكا به من قِبل البعض. هو حدد سعرا مرتفعا لليوان بلغ ا ل6.7980 ولكنه اوحى - ترجيحا - للبنوك الوطنية بشراء الدولار وبيع اليوان، فاذا التداولات تجري بعيدا عن هذا المستوى ( 6.8275 ) وبغير ما يشتهيه الاميركيون.
الحركة هذه كانت رسالة معبرة قبل قمة العشرين مفادها: تحرير اليوان من الدولار لا يعني بالضرورة ارتفاعه. قد يعني تراجعه.
بالطبع الخطوة الاساسية المتمثلة بقرار التحرير التي اتخذت في العطلة الاسبوعية باتت بحكم المفهومة. انها بدورها رسالة الى الغرب قبيل بدء زيارة الرئيس الصيني لكندا ومشاركته بقمة العشرين.
اليوم رفض الناطق بلسان وزارة الخارجية الصينية تضمين جدول اعمال قمة العشرين موضوع اليوان. " خلال القمم الثلاثة الماضية لم تتم مناقشة امر اية عملة في القمة" قال " كين جانج " الناطق باسم وزارة الخارجية. واضاف : " في الظروف الحالية لا بد من تعاون الجميع بهدف دفع الاقتصاد العالمي والتاسيس لنمو صلب عوض التلهي باطلاق الاتهامات". هذا يُظهر بوضوح ان الموقف الصيني ثابت، وان الحركة الرمزية انتهت او كادت...