يقول ..سكارنيكا ..انه يؤمن انه لا توجد أوقات متشابهة فقط ..ولكن الأوقات التى
نعيشها هى أوقات عادية للغاية ..فعلى الرغم من وجود سوق اسهم كانت تترنح
لمدة خمس سنوات ..وعلى الرغم من أسعار البترول المرتفعة ..والصراعات فى
معظم البلدان ..والحرب على الارهاب ..والقلق بشأن صعود معدلات قائدة
الاحتياطى الفيدرالى ..والأمور المقلقة الأخرى ..فهناك أمور قليلة مستجدة او غير
عادية او مختلفة بشأن الظروف الحالية .
وقد قال ( ونستون تشرشل ) ..ذات مرة...انك كلما نظرت الى ماضيك ..تمكنت من
النظر الى مستقبلك ..
وفى أثناء الحرب العالمية الثانية ..فقد توقع أناس كثيرون أن الكساد الأقتصادى
سيصيبنا لفترة طويلة جدا من الوقت ..فقد كان الأعتقاد السائد هو ان الأقتصاد
سوف يتعرض ثانية للكساد بمجرد انتهاء الحرب ..كما كان الحال بعد الحرب العالمية
الأولى .فقد تعافى سوق الأسهم بعد معركة ( ميداوى ) فى عام 1942 ..الأمر
الذى ازال التهديد بالغزو اليابانى لكاليفورنيا ..وقد استمر السوق فى الصعود مع
توقعات بقدوم عهد اقتصادى أكثر ازدهارا سوف يتحقق بعد عودة الجنود من الحرب
..الا انه فى كل مرة كان السوق يدخل فى فترة ركود ..تثور المخاوف بأنها قد تكون
مجرد البداية لفترة كساد أخرى ..وفى تلك الاثناء ظل التضخم والبطالة عند معدل
منخفض بشكل ملحوظ ...كما هو الحال الان تقريبا ...وتجاوز سوق الأسهم حاجز
الخوف ..
يضيف ..عمنا سكارنيكا ...ويقول لنا ...انه فى الستينات من القرن الماضى كان
تهديد الاتحاد السوفيتى ( السابق) يحرقنا ...والحرب الباردة على اشدها ..ففى
ظل التهديد بزرع الصواريخ النووية على بعد تسعة أميال فقط من ساحل فلوريدا
كان اطفال المدارس يتدربون على اجراءات الأمان التى تتم فى حالة شن حرب
نووية .ولم يشعر الناس عموما بالأمان تماما .وفى منتصف الستينات من القرن
العشرين .أقنعت الرفاهية المستمرة خبراء الأقتصاد بأن عجلة العمل قد حركها
شخص يدعى ( جون ماينارد كينيز ) ..وقد اقتنع رئيسنا ان وجود اقتصاد نامى
سوف يخلق مناخا مناسبا لتقديم البرامج الأجتماعية للمنازل بشكل كبير ..وفى
نفس الوقت خوض حرب غير مرغوبة عبر البحار .
وقد انتهت السعادة غير العقلانية بسبب ارتفاع الأسهم نهاية غير متوقعة بأن وقعت
الولايات المتحدة فريسة التوتر والقلاقل فى الشرق الأوسط وحظر العرب تصدير
البترول فى عام 1973 .وزعم خبراء الأقتصاد ان الصناعة الغربية سوف تقع للأبد
فريسة للعرب اللذين يتحكمون فى مستقبلهم ..وتكرر التضخم ثلاث مرات نتيجة
استقالة الرئيس ...وكذلك حل ركود شديد وكسدت الأسواق فى العام التالى ..
وقد شعر الرئيس فورد ..ان كل شخص ينبغى ان يرتدى ( عباءة التضخم الان )
..وقد كان حديث الرئيس كارتر عن وجود ( قلق عام ) هو الذى استحوذ على
عقول الناس
ويستطرد ...سكارنيكا ..حديثه قائلا ...بينما كانت فترة السعينات من القرن
العشرين تمثل أوقاتا عصيبة على الأسواق المالية ..تمكن المستثمرون الذين
استمروا فى الأستثمار بشكل نظامى ..وركزوا على بناء حافظة استثمارية ذات
اسهما متوازنة داخلية وسندات وحصص خارجية ..واشتروا اسهما عادية ذات
جودة عالية حققت توزيعات أرباح جذابة وتماسكوا بشكل عام ..تمكنوا من احتلال
مكانة مرموقة فى سوق الأسهم المرتفعة التى بدأت فى عام 1982 ..وبالطبع لم
تكن فترة الثمانينات والتسعينات فى القرن العشرين خالية من المشاكل الداخلية
والتحديات الاقتصادية والصراعات السياسية او الانتكاسات المالية ففى معظم
فترة الثمانينات من القرن العشرين ..أنفقت الولايات المتحدة مبالغ ضخمة على
الدفاع من اجل الانتصار فى الحرب الباردة ..
كما ان الزيادة فى الانفاق مقترنة باستقطاعات الضرائب الضخمة قد أدت الى عجز
شامل فى الميزانية الفيدرالية ..فظن خبراء الاقتصاد ان الحكومة الفيدرالية سوف
تدفع قوى الشركات لأقتراض المال وتنبأوا بأن تصل معدلات الفائدة الى عنان
السماء ..
كما انتابهم القلق ايضا بشأن ضعف تنافسية الصناعة الأمريكية كما كما سيحدو
بالعديد من الأشخاص شراء كتب تصف الأسلوب اليابانى فى الادارة واساليب
التحكم فى الجودة ..ولكن الارتفاع القياسى ليوم واحد فى اكتوبر 1987 قد اقنع
العاملين فى مجال الاقتصاد بحدوث انهيار وشيك فى سوق الولايات المتحدة .
ثم يقول عمنا ..( سكارنيكا ) ...ان فى مطلع التسعينات من القرن العشرين ومع
تأرجح مؤشر ( داو جونز ) حوالى 3000 نقطة ..انتاب المستثمرين القلق من اعادة
انتخاب الرئيس بوش الأب لفترة رئاسية ثانية والصراع فى العراق ..وارتفاع اسعار
النفط ..ووجود اقتصاد ضعيف ..
ولكننا تخلصنا من أزمة العراق وخسر بوش الأب الانتخابات ...وانخفضت أسعار
النفط ...وازدهر الاقتصاد ..وانتهى عقد التسعينات نهاية سعيدة غير معقولة ..مع
ايمان المستثمرين بأن شبكة الانترنت قد خلقت مجالا اقتصاديا جديدا لايمكن فيه
تطبيق القواعد الاستثمارية التقليدية ..
نقطة ومن اول السطر