في خطوة تعزز وضع العملة الصينية في العالمماليزيا تشتري سندات صينية
في خطوة يتوقع أن تعزز وضع اليوان عملة دولية قام البنك المركزي الماليزي بشراء سندات مقومة بالعملة الصينية التي يقول المسؤولون في بكين بأنها تمثل منافسا على المدى البعيد للدولار الأميركي.
وقالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن الخطوة قد تكون في طليعة خطوات أخرى لتنويع الحكومات الآسيوية لاحتياطياتها من السندات.
وقال داريوسز كوالجيك المحلل الإستراتيجي ببنك كريديت أغريكول في هونغ كونغ "إن الخطوة تزيد الثقة في العملة الصينية إلى مستوى عال جديد، وسيكون لها أثر الدومينو على شركاء الصين التجاريين الآخرين في آسيا, كما ستنتشر عالميا تدريجيا".
وقد رفض البنك المركزي الماليزي التعليق على الخطوة، واكتفى بالقول إنه يرفض أن يناقش تركيبة احتياطياته التي وصلت إلى ما يعادل 95 مليار دولار في نهاية الشهر الماضي.
وقالت فايننشال تايمز نقلا عن مصادر على اطلاع بالصفقة إنها حدثت بالتزامن مع صفقات مشابهة أخرى من بعض البنوك المركزية الآسيوية أو إنها قد تلحقها صفقات أخرى لم تحدد بعد.
وطبقا لمصدر بمؤسسة عالمية على اطلاع بالسياسة الصينية والبنوك المركزية الآسيوية يعد شراء ماليزيا للسندات الصينية إنجازا كبيرا للعملة الصينية. لكن المصدر أضاف أن الخطوة لا تزال في مراحلها الأولى، إذ إن هدف الصين ليس إحداث انقلاب في النظام النقدي العالمي ولكن تعزيز وضع اليوان عالميا تدريجيا.
وكانت الصين فتحت في الشهر الماضي سوق سنداتها المحلية لبنوك مركزية أجنبية طبقا لصفقات متبادلة تم التوقيع عليها منذ العام 2008 ووصلت قيمتها إلى 120 مليار دولار أميركي.
ومن هذه بنوك في الأرجنتين وروسيا البيضاء وهونغ كونغ وآيسلندا وإندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية.
ورغم أنه لم يعرف حتى الآن بالضبط أي من الصفقات فعلت فقد أبلغت بنوك مثل أتش أس بي سي وسيتي غروب التي تحتفظ بكميات من العملة الصينية من خلال تعاملات دولية بأنها تستطيع الاستثمار في السندات الصينية, لكنها لم تتلق بلاغا رسميا حتى الآن.
وقالت فايننشال تايمز إن قرار بكين بالسماح لبعض البنوك المركزية بالاستثمار في السوق المحلية للسندات يعد جزءا من سياستها التي تستهدف توسيع الاستخدام العالمي للعملة الصينية.
ويعد التوسع في استخدام العملة الصينية في العالم مصدر تهديد لوضع العملة الأميركية، رغم أن الكثير من الاقتصاديين يعتقدون أنه لا يزال أمام اليوان أو الرنمنبي طريق طويل قبل أن يصبح عملة احتياط عالمية بسبب القيود المالية التي تفرضها الصين على أسواقها.
ويقول البعض إن هذه السياسة قد ترحب بها واشنطن، ففي حال بدأت الدول الأخرى شراء السندات الصينية فإن ذلك قد يضع ضغوطا على اليوان الذي سيزداد تدفقه في العالم. ويرى البعض أن ذلك سيعطي الفرصة للولايات المتحدة لشراء سندات مقومة بالعملة الصينية.
المصدر:فايننشال تايمز