قراءة للواقع الذى مرت به مصر منذ ثورة الخامس و العشرون من يناير
و التوصل للمؤامرة التى قادتها المخابرات العسكرية للتعامل مع الشعب
حينما تعاملت الداخلية مع المتظاهرين فى يوم 25 يناير و فشلوا و حاولوا ايضا فى جمعة الغضب و فشلوا و لما اشتد بأس الناس و نزلوا للشارع
هربت الشرطة و نزل الجيش كى يدير المشهد و خرج لنا مبارك بخطاب تلو الآخر مع تنازلات فى كل مرة و ايضا فشلوا و لأن مبارك كهلاً و تخطى الثمانين فإن مات فسيتحتم على الجيش ترك السلطة للشعب و لكنه قرر عمل سيناريو تنحى مبارك ليظهر كالبطل منذ حينها
حاول خليفته المشير تشتيت الناس بالاعلانات الدستورية و الاستفتاء و المماطلة من 6 شهور إلى سنة ثم اكثر ففشلوا
و حينها قرروا اختيار كبش فداء لكى يخرجوا من هذا المأزق بعدما اصبحت الشرطة متهمة امام الشعب و منكسرة
و كان الاخوان قرروا بعدم الزج بمرشح
انا واثق تماما انه شغل مخابراتى اقنع الاخوان بالزج بمرشح مثل مرسى بحجة انهم معهم برلمان و اغلبية و ربما لو لم يرشحوا احداً فحينها سيسحقهم المرشح الآخر و هنا خوفاً من فقدان السلطة صدروا مرسى للمشهد
و بدأ العمل المخابراتى فى التأثير على خطة مرسى بإقناعه بأن اى فصيل سياسى سيشاركه ممكن أن يتآمر عليه و فى نفس الوقت يقنعون الآخرين بعدم قبول العمل مع الاخوان
و ظلوا دائماً يقنعوه بأنهم كسلطة جيش من خلفه و لن يستطيع ان ينقلب عليه احد خصوصا ان مشاكل الدولة كثيرا و تحتاج وقت للإصلاح
فخططوا لمرسى كى يقصى التيارات الأخرى
و خططوا لحملة تشويه من تحت الترابيزة بحوادث القطارات و قتل الجنود فى رفح و البلطجة و السرقة و عدم نزول الشرطة و منع الكهرباء و البنزين
و اشعال الفتنة الطائفية بتسميم شباب الازهر و قتل الشيعة و محاربة الكنيسة
استخدامهم للاعلام الذى عمل على تشويه صورة مرسى بأقذع الأساليب
تم التخطيط لبدء حركة تمرد بالتوازى مع البرائات التى انهالت واحدة تلو الأخرى لأذناب النظام القديم
احراجه مع مؤسسة القضاء بالخطاب الأخير فى حضور السيسى
و التلاعب النفسى بمرسى بإقناعه بأنهم فى ظهره و ليس بعض الصبية سيسقطوه من عرشه
و من هنا اصبح الجميع يطالب بالنيل من مرسى سواء اعلام او شرطة او قضاء او حتى المواطن العادى الذى يحلم بالإضاءة و البترول و لعن اليوم الذى اتى به
و فى هذا الخطاء امام السيسى و وزير الداخلية و معاونيه و بعض الناس اللى بتصفق له بعد كل كلمة بدا واثقاً تماماً من نفسه و كأن هناك قوة شديدة تسانده الا و هى الجيش
و من الناحية الأخرى السيسى يتفق و يرتب الاحداث مع عصابته من شرطة و قضاء و الرموز التى باتت على مر الزمن تسلب هذا الشعب كل حقوقه
و حدث ما حدث بالإنقلاب العسكرى على السلطة و الاطاحة بمرسى و نزول الشرطة للشوارع بقوة و بأسلحة لم نراها من قبل و تم اغلاق القنوات و حملة اعتقالات و اغتيالات و اصبح هناك اعلام واحد فقط يحاول ان يشوه صورة الاخوان و اصبح عند الناس عقيدة بأنهم الطرف الثالث
و هاهم سيحاكمون على قتل الثوار و اهانة القضاء و الخيانة و قريبا موقعة الجمل و غيرها من القضايا
و هاهو الجيش عاد مرة أخرى يسيطر على كل شئ و قريبا سيعود اللواءات محافظين و اصحاب المؤسسات الكبرى
و عادت الشرطة مرة أخرى لأساليب القمع و تكميم الافواه و الاعتقال و لكن كل هذا الآن بحب الشعب و ارادته
و هاهو اصلح الجهاز الذى يدير مصر منذ اكثر من ستين عاماً مشاعر الناس تجاه حكمه
بعد ان كانو كارهين اصبحوا محبين و راضيين و يتمنون المزيد من القمع ضد الاخوان و غيرهم
و هنا تخلص تلاميذ مبارك من الاخوان بأحكام قضائية و ليس اعتقال سياسى بدون تهمة كما كان بالسابق
و سيعودون مرة أخرى لنهب ثروات هذا البلد البائس و ركوب الشعب و لكن بحب و رضاء عبيد البيادة
---------------------------------------
و السؤال هنا .... وضح ما الاختلافات بين خطاب مرسى الأخير و خطاب السيسى؟؟!!!
فكلاهما قالا بأنهم سينشئون حكومة إئتلافية تجمع كل الأطياف برلمان و تعديل دستور و مصالحة
و لكن الفرق يا عزيزى بأن مرسى حدد مهلة شهرين بعد انتهاء المحكمة الدستورية من قانون الانتخابات
و عندما تحدث السيسى عن الانتخابات
لم يحدد المهلة
و اعطى حق عمل اعلانات دستورية للرئيس الطرطور الجديد
و ستنهال علينا الاعلانات الدستورية و سيموت الامل عند الشباب و الثوريين
و عبد المجيد و تهانى هاينفخوا الاخوان اتهامات و احكام
و مصر ستعود أسوأ و أسوأ و أسوأ