يترقب المستثمرين اليوم قرار البنك المركزي البريطاني و الذي من المتوقع أن يبقي سياسته النقدية عند المستويات السابقة دون تعديلات على الرغم العديد من الأحداث السلبية التي حدثت الشهر الماضي، من تقرير التضخم البريطاني و حتى محضر اجتماع البنك المركزي البريطاني و أخيرا بتخفيض التصنيف الائتماني البريطاني الممتاز لأول مرة منذ 35 عاما.
من المتوقع أن يبقى البنك المركزي البريطاني سعر الفائدة المرجعي عند مستويات 0.50% الادنى منذ تأسيس البنك , و الابقاء على سياسة شراء السندات الحكومية عند مستويات 375 مليار جنيه دون تعديل منذ تموز العام الماضي.
لكن هذا الشهر الضغوط أصبحت أكبر و أكبر على البنك المركزي ليقوم بإضافة مزيد إلى برنامج شراء الأصول، أولها التخفيض الذي قام به البنك المركزي في تقرير التضخم البريطاني الأخير للتوقعات المستقبلية للنمو و التضخم خلال القترة القادمة، ناهيك عن انكماش الاقتصاد البريطاني خلال الربع الأخير من 2012 بنسبة 0.3%.
لم يقتصر الضغط عند هذه النقطة ، فقد جاء محضر اجتماع البنك البريطاني ليزيد الضغوط أكبر فقد انضم ميرفن كينج – رئيس البنك- و السيد بول فيشر إلى ديفيد مايلز لرفع قيمة البرنامج بنحو 25 مليار جنيه إسترليني ليصل إلى 400 مليار جنيه إسترليني، دعما لوتيرة النمو المتآكلة.
بقي مؤشر أسعار المستهلكين السنوي عند نفس المستوى في شباط الماضي 2.7% للشهر الخامس على التوالي ودون تغير عن القراءات السابقة، ويبقى بذلك المؤشر العام للتضخم عند أعلى مستوياته منذ مايو/أيار من عام 2012 وكذلك يبقى ثابتا دون تغير ضمن أطول مدة منذ بدء العمل بالبيانات في عام 1996، و هذا ما يعطي الضوء الأخضر للبنك للقيام بمزيد من التيسير النقدي.
جميع هذه العوامل السلبية بكفة واحدة ، و قيام مؤسسة موديز بسلب بريطانيا التصنيف الائتماني الممتاز بكفة أخرى، فقد أكدت المؤسسة بان المملكة المتحدة حرمت من التصنيف الائتماني الممتاز مع التوقعات المستقبلية السلبية للنمو، كان الجنيه الاسترليني أكبر المتضررين من هذا التخفيض إذ تراجع إلى مستويات 1.50 لأول مرة منذ 2010.
واصل الجنيه مقابل الدولار الأمريكي صباح اليوم الانخفاض إلى مستويات دنيا جديدة إلى 1.4972 و هذا مع استمرار التوقعات بان البنك المركزي البريطاني من المحتمل أن يضخ مزيدا من سياسة التخفيف الكمي، بتمام الساعة 07:43 بتوقيت غرينتش +2 يتداول الزوج حول 1.5002 و سجل الأعلى عند 1.5017 مقارنة بسعر الافتتاح عند 1.5017.
عزيزي القارئ، ان قيام البنك المركزي اليوم بتوسيع برنامج شراء الأصول بمقدار 25 مليار جنيه، و هذا بدوره ما سيدفع الزوج نحو مستويات دنيا جديدة، إلا أنه سوف يخفف الضغوط على البنك و سيعطي أسواق الأسهم الأوروبية القوة للتحسن و الارتفاع.
على الرغم من بعض التوقعات الرائجة في الأسواق المالية بان البنك سيتحرك، لكن دعونا لا نسى بأن ولاية ميرفين كينغ سوف تنتهي في حزيران القادم، ليأتي بعدها مارك كارني في تموز القادم و الذي تعهد في أكثر من مناسبة بأن سوف يضخ مزيدا من السيولة النقدية
منقول للافاده