2016-05-09
سجلت أسعار النفط خلال الثلاثة أشهر الماضية ارتفاعا بنسبة 70% تقريبًا، لتقفز من مستوى 27.1 دولار للبرميل إلى أعلى مستوى 46 دولارا للبرميل، إلا أن التكهنات تشير إلى أن الأسعار سوف تنخفض مجددا أدنى 40 دولارا.
وأشار تقرير نشره موقع "أويل برايس" إلى أن هذا الارتفاع الكبير في أسعار النفط جاء بسبب نشاط المضاربين، مع تذرعهم بالعديد من الشائعات والأخبار لتقديم عطاءات بأسعار أعلى، وهو ما لا يمثل أي انعكاس خاص بالأساسات الخاصة بالخام.
تأثير قوي للمضاربات
- رغم أن المضاربات يمكنها زيادة الأسعار بنطاق محدود على المدى القصير قبل أن تستعيد الأساسات قدرتها على التأثير في السوق، فإن سوق النفط شهد تكهنات ومضاربات هائلة خلال الفترة الماضية.
- قام العديد من المستثمرين والتجار بالدخول والخروج من مراكزهم الاستثمارية في سوق النفط عدة مرات في اليوم الواحد، وهو ما ساهم في التأثير على اتجاه الأسعار على المدى القصير.
- لا يشارك هؤلاء المضاربين الإنتاج أو الاستلام الفعلي للنفط، وإنما يكتفون بأنشطة المضاربة على عقود الخام المستقبلية على المدى القريب لحين انتهاء فترة العقد.
- استخدم منتجو النفط الارتفاع الكبير في أسعار الخام في تحوط بعض إنتاجهم خلال عامي 2016 و 2017، بحسب الرسم البياني الخاص بصحيفة "وول ستريت جورنال".
- رغم ذلك، أشارت "سيتي ريسيرش" إلى أن منتجي النفط قاموا بالتحوط لـ 36% من إنتاجهم المتوقع في عام 2016، مقارنة بـ 50% من الإنتاج في العام الماضي.
مخاوف ارتفاع الإمدادات
- في حال ارتفعت أسعار النفط لمستويات أعلى خلال الفترة المقبلة، فإن منتجي الخام لن يكتفوا بتحصين مزيد من الإنتاج فحسب، وإنما من المرجح أن يقوموا بزيادة الإنتاج، من أجل إصلاح موازنتهم العمومية.
- غطت شركة "بايونير ناتشر ريسورس" حوالي 50% من إنتاجها المتوقع من النفط لعام 2017، وكشفت نيتها إضافة ما يتراوح بين 5 إلى 10 منصات تنقيب عن الخام في حال صعود أسعار الخام لمستوى 50 دولارا للبرميل، ووجود آفاق إيجابية لأساسيات النفط.
- كما أشارت الكثير من شركات النفط الصخري في الولايات المتحدة إلى أنها سوف تتمكن من العودة لنشاطها مع عودة أسعار النفط لمستوى 50 دولارا للبرميل.
- تراجع عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة خلال الأسابيع الست الماضية، إلا أن الاتجاه الصعودي لها قد يكون قصير الآجل في حال ارتفاع الأسعار أعلى 50 دولارا للبرميل، حيث أن عدد المنصات سوف يرتفع مجددا، ما سيعكس اتجاه أسعار الخام للهبوط مجددا.
العودة لأساسات السوق
- توقع تقرير حديث لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية تراجع تخمة المعروض من النفط خلال النصف الثاني من العام الحالي، إلا أنه في حال واصلت أسعار الخام ارتفاعتها فإن الإنتاج قد يرتفع مجددا، ما سيضيف لوفرة الإمدادات.
- رغم تضرر إنتاج دول نيجيريا والكويت وفنزويلا بسبب عوامل مختلفة، إلا أن إنتاج "أوبك" سجل 32.6 مليون برميل يوميا، وهو مستوى قرب أعلى معدل على الإطلاق والمسجل في يناير/كانون الثاني.
- يرى "يوجين واينبرغ" المحلل لدى "كومرتس بنك" في فرانكفورت أن سوق النفط يشهد ارتفاعا في فائض المعروض بشكل كبير، معتبرا أن الارتفاع الحالي في الأسعار "غير مبني على أساس قوية".
- لا توجد أساسات قوية لسوق النفط يمكن الاعتماد عليها لمواصلة ارتفاع الأسعار، حيث أنه مع اقتراب السعر من مستوى 50 دولارًا للبرميل سوف تظهر إمدادات إضافية من الخام، بينما قد يفضل المشترون التراجع عن الشراء بالأسعار المرتفعة، ما سيحد من قدرة المضاربين على رفع الأسعار.
- يشير التقرير إلى أن المضاربات قصيرة الآجل أوشكت على الانتهاء، في حين سوف تظهر أثار أساسات السوق طويلة الآجل، ما سيعني تراجع الأسعار لمستويات تتراوح بين 36 إلى 38 دولارا للبرميل في المستقبل القريب.