2017-04-21
"قصص هونج كونج الكلاسيكية" هذا هو المصطلح الذي يستخدم للإشارة إلى الأشخاص الذين يصبحون في غمضة عين من أصحاب المليارات في سوق الأسهم بالمدينة الواقعة على ساحل الصين الجنوبي.
ولكن يوجد شيء غامض وراء هذا القدر الهائل من الثروات، وهو ما رصده التقرير الذي نشرته "بلومبيرج".
من دون سبب.. ارتفاع صاروخي لسعر السهم
- أحد الأمثلة هو "وونج وينج واه" الذي كان يعمل كصاحب محل لبيع الأسماك، قبل أن يبدأ شركة لخدمات الهندسة المدنية، ويطرحها للاكتتاب العام في العام الماضي، ليرتفع سعر السهم بنسبة 9800%.
اليوم تبلغ القيمة الصافية لثروة "وونج" وشريكه – اللذان يمتلكان معاً كل الأسهم المصدرة تقريباً – مليار دولار لكل منهما، على الرغم من أن شركتهما "لون ونج جروب" سجلت في العام الماضي أرباحا قدرها مليون دولار فقط.
- الأمر يبدو غير مفهوم، ما الذي يحدث هنا؟ والجواب يكمن في واحدة من أهم طرق التمويل في هونج كونج، وهي الأسهم الصغيرة.
- في السنوات الثلاث الأخيرة فقط، تجاوزت ثروات حوالي 12 مديراً تنفيذياً لشركات أغلبها من البر الرئيسي الصيني حاجز المليار دولار نتيجة لارتفاع أسعار أسهم تلك الشركات، وهو الارتفاع الذي يكون عادة من دون سبب واضح.
- لم يتم اتهام المديرين التنفيذيين أو الشركات بارتكاب مخالفات، ولكن هذه الظاهرة أثارت شكوك الجهات التنظيمية في هونج كونج، والتي حذرت بدورها من أن الأسهم عرضة للتلاعب خاصة عندما تكون نسبة قليلة من الأسهم المصدرة في أيدي العامة.
تركز الأسهم في أيدي قلة
- في بعض الحالات، لا تتجاوز نسبة الأسهم المملوكة من قبل العامة 1%، وهو ما يؤدي إلى تقلبات حادة في الأسعار، ليتسع الفارق بين سعري بيع وشراء السهم. وفي حالة " لون ونج" ارتفع الهامش بين سعري الشراء والبيع إلى 68%.
- في الحقيقة الكثير من هؤلاء الرجال هم أغنياء ولكن على الورق فقط، حيث إنهم إذا أقدموا على بيع أسهمهم، لن يكون بمقدورهم بيعها بتلك الأسعار، وذلك بحسب "فيليب اسبيناس" المسؤول السابق في شركة "نومورا هولدينجز".
مرارا وتكراراً – 124 مرة منذ عام 2009 – حذرت لجنة الأوراق المالية والعقود الآجلة من تركز الجزء الأكبر من أسهم الشركة في أيدي قلة، حيث اعتبرت أن تحقيق هؤلاء المستثمرين لأرباح عالية تزامناً مع انخفاض حجم التداول على تلك الأسهم هو أمر باعث للقلق.
- في أبريل/نيسان 2016 وبعد أن تم طرح "لون وونج" للاكتتاب العام، أوصت لجنة الأوراق المالية والعقود الآجلة الجمهور بـ"الحذر الشديد" قبل شراء أسهم الشركة، حيث إن 69% منها تم احتجازها من قبل مؤسسي الشركة و19 مستثمراً آخرين.
- يتداول سهم الشركة حالياً عند سعر أعلى 7500% من سعره وقت الاكتتاب العام، أما مكرر الربحية فقد وصل إلى 2450 مرة، وذلك في مدينة يبلغ فيها متوسط مكرر الربحية للأسهم الصغيرة 13 مرة.
مليارات على الورق فقط ولكن..
- القيمة السوقية العالية لهذه الشركات - التي تقدر بنحو 79.6 مليار دولار - تساعد مديريها على الدخول بسهولة في أعمال تجارية جديدة، والاستفادة من مصادر تمويل لم يكونوا ليحصلوا عليها أو يستفيدون منها في وضع مختلف.
- حتى ولو كانوا مليارديرات على الورق، فإنهم لا يزالون قادرين على الوصول إلى مئات الملايين من الدولارات التي ربما لا يستحقونها في صورة أموال حقيقية، يقول "دان ديفيد" المؤسس المشارك في شركة الأبحاث "جيوينفستينج".
- يتم تداول أسهم الشركات المملوكة لهؤلاء المليارديرات بسعر أعلى من قيمتها الدفترية من 5 إلى 355 مرة، على الرغم من أن النسبة تراوحت ما بين 1 و1.3 مرة بالنسبة لشركات هونج كونج العام الماضي.
تحركات غير مفهومة
- "يام يو" هو أحد هؤلاء الأشخاص الذي يملكون المليارات على الورق فقط، وذلك من خلال حصته البالغة 35.6% في شركة "إنترناشونال بيزنس سيتلمنت" والتي تقدر قيمتها بنحو 1.5 مليار دولار، على الرغم من أن تلك الشركة التي يعتبر هو أكبر مساهم فيها تستمر في تسجيل خسائر منذ أكثر من 9 سنوات.
- ارتفعت قيمة أسهم "يام" أكثر من 180 مرة خلال العام الماضي، وباع منها ما يساوي 2.3 مليار دولار هونج كونج (335 مليون دولار أمريكي) إلى "لوه فنج" الذي تم تعيينه لاحقاً رئيسا للشركة.
- استحوذ "يام" على حصته في عام 2007، وكانت الشركة تعمل في ذلك الوقت في الملابس النسائية، ومنذ ذلك الحين غيرت الشركة اسمها مرتين، بينما انتقلت إلى العمل بقطاعات مختلفة لا توجد لها صلة بالمجال الأصلي، شملت موزعات المياه والاستشارات والتجارة الإلكترونية وتطوير العقارات.
سقوط رابع أغنى أغنياء آسيا
- واحدة من أبرز الشركات التي حذرت منها لجنة الأوراق المالية والعقود الآجلة في الصين هي تلك المملوكة لـ" بان سوتونج" الذي جاء في السابق كرابع أغنى شخص في آسيا في ترتيب "بلومبيرج" للمليارديرات.
ارتفعت قيمة حصص "بان" في شركتي "جولدين بروبيرتيز هولدينجز" و"جولدين فينانشيال هولدينجز" إلى 27 مليار دولار في النصف الأول من عام 2015 قبل أن تنخفض إلى ما يقرب من عُشر ذلك الرقم.
- في مارس/آذار من العام الماضي رهن "بان" كامل حصته في "جولدين بروبيرتيز" مقابل الحصول على خط ائتماني، وهو ما أدى إلى انخفاض القيمة الصافية لثروته إلى ما دون عتبة مؤشر "بلومبيرج".
- تم تعليق أسهم "جولدين بروبيرتيز" من التداول لمدة أسبوع الشهر الماضي، قبل أن يعلن "بان" أنه يعتزم الخروج بالشركة من سوق الأسهم وتحويلها إلى شركة خاصة.
استبعاد من المؤشرات
- قامت مؤسسة فوتسي راسل البريطانية بإسقاط شركات هؤلاء المليارديرات على الورق من مؤشراتها، وذلك بعد أن أعلنت في عام 2015 أن الشركات التي صدر تحذير بشأنها من الجهات التنظيمية في هونج كونج لن تكون مؤهلة لكي تدرج في المؤشرات.