ألمانيا: حزب ميركل يحقق فوزا مهما في الانتخابات الإقليمية في رينانيا
2017-05-14
عزز المحافظون بزعامة أنغيلا ميركل الأحد موقعها كمستشارة في الانتخابات التشريعية في أيلول/سبتمبر عبر فوزهم في انتخابات إقليمية مهمة في مقاطعة تشكل معقلا للاشتراكيين الديمقراطيين، وفق استطلاعات.
وهزيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في رينانيا شمال فستفاليا (غرب) ذات دلالة خاصة لأن منافس ميركل على منصب المستشارية، الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي مارتن شولتز، يتحدر من هذه المنطقة.
وأظهرت توقعات بثتها قناتا "إيه آر دي" و"زد دي إف" العامتان قرابة الساعة 16:30 ت غ أن الاتحاد المسيحي الديمقراطي بزعامة ميركل فاز بنحو 34,55 في المئة من الأصوات، متقدما بأربع نقاط على الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي حقق أسوأ نتيجة في تاريخه في هذه المقاطعة.
وأوردت أسبوعية در شبيغل على موقعها "بالنسبة إلى أنغيلا ميركل، هذا النصر (على الاشتراكيين الديمقراطيين) إثر تقدم (في الاستطلاعات) يعني أنها تخوض بارتياح انتخابات أيلول/سبتمبر التشريعية".
وكان الاشتراكيون الديمقراطيون قد تقدموا بـ13 نقطة على حزب ميركل في 2012.
"لكمة موجعة"
وعلق رالف ستيغنر أحد قادة الاشتراكيين الديمقراطيين "أنه يوم أسود (...) تلقى الحزب الاشتراكي الديمقراطي لكمة موجعة لكنه لا يزال واقفا"، في إشارة إلى المعركة التشريعية المرتقبة والتي تبدو صعبة.
في المقابل، قال ميكايل غروس برومر المسؤول الكبير في الاتحاد المسيحي الديمقراطي "نخوض حملة الانتخابات التشريعية بثقة. لهذا السبب فإن (الانتخابات) في رينانيا شمال فستفاليا نجاح هائل".
وخلال تصويته الأحد، أقر شولتز بأن نتيجة هذه الانتخابات الإقليمية ستؤثر في فرص الحؤول دون تولي ميركل ولاية رابعة، علما بأنها في الحكم منذ 2005.
وقال "إنها انتخابات ستؤثر في الأجواء (تمهيدا للانتخابات التشريعية)، لا شك في ذلك".
وهذه الخسارة هي الثالثة للاشتراكيين الديمقراطيين في 2017 بعد خسارتين في مقاطعتي السار وشليسفيغ هولشتاين. وكان شولتز الذي تراجع في الاستطلاعات أمام ميركل، يحتاج إلى فوز لإعادة إطلاق حملته.
وسيتحدث كل من ميركل وشولتز الاثنين في مؤتمرين صحافيين منفصلين في برلين.
وكان الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي قد سجل تقدما كبيرا في استطلاعات الرأي مع إعلان ترشحه في مستهل العام.
أما الليبراليون حلفاء الاتحاد المسيحي الديمقراطي فحققوا نتيجة إقليمية تاريخية ناهزت 12 في المئة، تلاهم اليمينيون الشعبويون في حزب "البديل لألمانيا" بـ7,5 في المئة. وبذلك، يدخل هؤلاء برلمانا إقليميا جديدا هو الثالث عشر من أصل 16 برلمانا تضمها ألمانيا، ويعززون فرصهم في دخول البرلمان الفدرالي رغم تراجع شعبيتهم وخلافات داخلية.
يبقى أن حزب الخضر المتحالف مع الاشتراكيين الديمقراطيين في البرلمان الإقليمي، حصل على ستة في المئة من الأصوات.
وكانت حصيلة أداء حكومة المقاطعة التي يهيمن عليها الاشتراكيون الديمقراطيون شكلت محور جدل. فعلى الصعيد الأمني شدد الاتحاد المسيحي الديمقراطي على فشل السلطات المحلية في منع حدوث مئات الاعتداءات الجنسية التي تقول الشرطة إن مهاجرين قاموا بارتكابها ليلة رأس السنة 2015-2016 في كولونيا.
كما واجهت انتقادات لأنها لم توقف في الوقت المناسب الشاب التونسي أنيس العامري الذي قام باعتداء جهادي في برلين في كانون الأول/ديسمبر الماضي، مع أنه كان معروفا من قبل شرطة المنطقة التي عاش فيها.
وعلى الصعيد الاقتصادي والاجتماعي وبينما يشدد شولتز وأنصاره على ضرورة الإنفاق لمساعدة الأكثر فقرا، يتحدث المحافظون عن البطالة التي بلغت نسبتها 7,5 بالمئة، أي أعلى من المعدل الوطني بنقطتين ما يجعلها أقرب إلى النسبة المسجلة في مناطق ألمانيا الشرقية السابقة التي تواجه صعوبات اقتصادية.