ساكسو بنك: ارتفاع أسعار السلع مع تحول الأخبار السيئة جاء في مصلحة المخاطر
بيان صحفي - 09/09/2012
شهدت أسعار السلع ارتفاعاً بصورة عامة فيما شهد الدولار تراجعاً بعد حادثتين تنطويان على مخاطر رئيسية، أولهما المصرف المركزي الأوروبي وثانيهما تقرير العمل الأمريكي الشهري. في حين أن المركزي الأوروبي قدم ما كان متوقعاً من حيث المبادرات الجديدة للمحافظة على أسواق التمويل مفتوحة للاقتصادات التي تواجه مشاكل ، جاء تقرير العمل الأمريكي أضعف مما هو متوقع، وهو ما يثبت من جديد أن الأخبار السيئة جاءت لمصلحة السوق في ظل مساعدة ذلك في رفع سقف التوقعات بإمكانية الإعلان عن حافز إضافي في اجتماع لجنة السوق الحرة الاتحادية الأمريكية في 13 سبتمبر.
وصل مؤشر داو جونز يو بي أس للسلع إلى أعلى مستوى له منذ مارس في ظل تسجيل المكاسب في مجموعات المعادن والطاقة. وشهد قطاع الزراعة بعض عمليات البيع، التي حركها بصورة رئيسية القهوة والسكر، حيث وصل كلاهما إلى أدنى مستوى في سنتين. أما النحاس أحد السلع التي يشكل أداؤها مصدر دهشة للمراقبين فقد وصل إلى أعلى مستوى له منذ مايو في ظل ارتفاع الآمال بوجود حافز إضافي يساعد على تحريك النمو والطلب. كما سجل المازوت بدوره أرباحاً في ظل مساعدة إعصار اسحاق الأخير في هبوط مخزونات الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى لها في 33 شهراً في ظل اضطرار بعض المصافي على طول ساحل الخليج إلى إيقاف إنتاجها مؤقتاً.
الأداء الأسبوعي في حال كان هذا هو الخيار المفضل:
النفط الخام يتطلع إلى المحرك التالي
لقد ساعد تأكيد برنامج شراء السندات التابع للمركزي الأوروبي وضعف البيانات الواردة في تقرير العمل الأمريكي في انتعاش الأسهم ولكن تأثيرها جاء محدوداً على خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت في مواصلتهما التداول ضمن النطاق في ضوء رفض المتداولين رفع الأسعار في هذه المرحلة في ظل احتمالية التباطؤ في تحرير مخزونات البترول الإستراتيجية. إن سعر المازوت الأمريكية عالي السعر الذي يتداول بالقرب من أعلى مستوى له خلال السنة يثير أعصاب الإدارة الأمريكية وقد أُعلن عن أن اجتماعاً مع خبراء النفط كان قد انعقد لبحث تحرير هذه المخزونات، وربما بشكل أكبر مما شهدته الأسواق بعد الحرب الليبية في 2011.
مخاطرة الأسعار على المدى القريب تنحرف باتجاه الهبوط
أمضى خام برنت إلى الآن شهراً وهو يتداول ضمن نطاق يتراوح بين 111.65 دولار/للبرميل، الذي حدده متوسط الحركة اليومي له، ومستوى المقاومة عند 116.60 دولار/للبرميل. إن فشله في تحريك السعر باتجاه الارتفاع خلال الأسابيع الأخيرة، على الرغم من ترقب الحافز وضعف الدولار، مدعوماً بتراجع الزخم أدى بالمخاطرة على المدى القريب إلى التراجع بالنظر غلى حجم المشتريات عن طريق المضاربة التي شهدها خلال الأسابيع الأخيرة. سيجد عدد كبير من المستثمرين الذي وجدوا لأنفسهم مكاناً أخيراً في المراكز على المدى البعيد مضطرين لإعادة النظر في مراكزهم عند وصول المؤشر إلى ما دون متوسط حركة 200 يوم.
كما تشير سوق الخيارات إلى حاجة أكبر لحماية المخاطرة المتدهورة في ضوء ما يفرضه تقلُّب العقود الخيارية للبيع الخاسرة من ارتفاع تكلفها بحوالي أربعة بالمائة فوق العقود الخيارية للشراء الخاسرة بعد أن شهدت ارتفاعاً بنسبة خمسة بالمائة خلال الأسبوع الماضي.
النحاس يقفز في ظل تطلعات الصين
إن الميل في أسواق المعادن الصناعية المتراجعة شهد بعض التحسن مع وصول النحاس إلى أعلى مستوى له في أربعة أشهر مدعوماً بأخبار التي يمكن أن تساعد في تحسين الطلب إضافة غلى ضعف مستويات المخزونات المتاحة. تدور الآمال والتوقعات الآن حول تمكن أوروبا من البدء بالتعافي بعد المبادرة الأخيرة التي طرحها المركزي الأوربي وموافقة الصين على برنامج للبنية التحتية بمليارات الدولارات الذي حرك السوق نحو الارتفاع. هذه هي الأخبار التي كانت هذا القطاع المنكوب ينتظرها فيما كان المتداولون المضاربون منشغلين بتخفيض مراكزهم المالية الإجمالي على المدى القريب، حيث بقيت هذه المراكز بمستويات مرتفعة منذ مايو.
الذهب والفضة يواصلان الارتفاع في ظل الأخبار شبه المؤكدة عن توفر الحافز
واصل الذهب بناء قوته التي حققها مؤخراً وارتفع ليصل إلى أعلى مستوى له في ستة أشهر متخطياً حاجز 1700 دولار/للأونصة، مع اقتراب التسكين الكمي الإضافي في الولايات المتحدة بعد تقرير العمل الضعيف. وكعادته كانت قفزة الفضة هي الأعلى حيث وصل إلى أعلى مستوى له منذ مارش، حيث ساهم الانتعاش الذي حققه بنسبة 18 بالمائة خلال الشهر الأخير بجعله السلعة الأفضل أداء خلال هذه الفترة.
مع عودة الزخم الإيجابي الآن بعد عدة أشهر من التداولات الجانبية شهدنا صناديق التحوط وغيرها من المستثمرين أصحاب النفوذ يعودون للذهب والفضة، حيث ارتفعت المراكز طويلة الأمد خلال أسبوعين فقط بالنسبة للذهب بنسبة 40 بالمائة حيث تشعر هذه المراكز طويلة الأمد حالياً بالارتياح في المال، ولذلك لا تشكل أي خطر على المدى القريب فيما يتعلق بالتصفية بعيدة الأمد، وخاصة طالما أن متوسط الحركة لـ200 يوم عند 1,641 دولار/للبرميل لا يتهدده أي خطر. كان المتداولون في الخيارات يدفعون عن تقلب البيع إلى حين اجتماع المركزي الأوروبي، ولكن مع انتظارنا لاجتماع لجنة السوق الحرة الاتحادية الأسبوع المقبل فقد شهد تقلب العمليات الخيارية للبيع معظم المزايدة، وهو ما يشير إلى بعض التوتر على المدى القريب بشأن التصحيح المحتمل بعد الارتفاع القوي.
أسواق الحبوب تنتظر تقرير المحاصيل الأمريكي
تحول الانتباه في أسواق الحبوب إلى تاريخ 12 سبتمبر حيث ستصدر وزارة الزراعة الأمريكية تقديراتها الشهرية بالنسبة للعرض والطلب العالمي على المنتجات الزراعية. شهدنا خلال هذا الأسبوع تعرض سعر فول الصويا لبعض الضغط المعتدل في عمليات البيع بعد تسجيله رقماً قياسياً جديداً بعد التحسن في هطول الأمطار الذي شهدته الأجزاء الوسطى والغربية من الولايات المتحدة مؤخراً وهو ما ساهم في تحسين التوقعات بشأن موسم الحصاد.
أما أسعار القمح فقد تراجعت مبدئياً بعد الأخبار التي وردت فيما يتعلق بالصعوبات التي تواجهها الصادرات الأمريكية في منافسة الصادرات ذات المصدر الروسي، ولكن السوق بقيت غير مقتنعة أن روسيا ستتمكن من مواصلة التصدير على مدار هذه السنة بعد موجة الجفاف التي ضربتها هذا الصيف والتي أدت إلى انخفاض إنتاج الحبوب لهذه السنة مقارنة مع 2010، حيث تم تطبيق بعض القيود على الصادرات، وهو ما قالت روسيا أنه لن يحدث هذه السنة.
وكما هو الحال بالنسبة لفول الصويا تراجعت أسعار الذرة مؤخراً دون أن يكون هناك أي محاولات رئيسية لتقديم الدعم عند 7.85 دولار أمريكي/للبوشل. يتوقع أن يشير تقرير التقديرات الشهرية للعرض والطلب العالمي على المنتجات الزراعية إلى مزيد من الخفض في الإنتاج خلال 2012/2013 مقارنة مع تقديرات وزارة الزراعة الأمريكية في شهر أغسطس، وهو ما يواصل فرض مزيد من الضغط على الأسعار للارتفاع لضمان وجود أساس منطقي كافي للمحافظة على مستويات المخزونات العالمية.