تحليل- منطقة اليورو تتقدم في طريق مليء بالعقبات
أزالت أوروبا مزيدا من العقبات على طريق احتواء أزمة الديون السيادية وتحقيق الاستقرار بمنطقة اليورو بعدما وافقت المحكمة الدستورية الألمانية على صندوق إنقاذ دائم وصوت الهولنديون لصالح أحزاب مؤيدة للوحدة الأوروبية.
وبالإضافة إلى قرار البنك المركزي الأوروبي شراء السندات قصيرة الأجل للدول التي تطلب مساعدة وتلتزم بشروطها الصارمة ومقترحات أوروبية بتوحيد الرقابة على القطاع المصرفي بمنطقة اليورو فإن الحكم الصادر يوم الأربعاء يمهد الطريق لجهد منسق لوضع حد للأزمة.
لكن لا تزال هناك مخاطر على الطريق نحو اصلاح هيكل اليورو المليء بالثغرات ومازالت أوروبا لم تتوصل بعد لاستراتيجية لإنعاش النمو الاقتصادي تمكن الدول المثقلة بالديون من تخفيف أعباء الدين وتوفير فرص العمل للعاطلين.
ومن بين الدول التي حصلت على مساعدات انقاذ تتلمس ايرلندا طريق عودتها إلى أسواق رأس المال وتطبق البرتغال بقوة برنامج تقشف صارما وحصلت لتوها على عام إضافي لتحقيق اهدافها المالية.
وتظل اليونان التي بدأت منها الأزمة استثناء للشعور العام بالتفاؤل الحذر لكن الحديث عن إخراج أثينا من منطقة اليورو توقف في الوقت الحالي.
وقال الكسندر ستاب وزير الشؤون الأوروبية الفنلندي "بالنظر إلى الأسابيع القليلة المقبلة أرى أن هناك ضوءا في آخر النفق."
وعزا تفاؤله إلى قرار الأسبوع الماضي من المركزي الأوروبي بالاضافة إلى الاتحاد المصرفي المزمع وقرار المحكمة الألمانية وانتصار الأحزاب الموالية للوحدة الأوروبية في الانتخابات العامة الهولندية يوم الأربعاء.
وقال ستاب "لو سارت الأمور على ما يرام في الأسابيع القليلة القادمة فسنكون قد بدأنا صفحة جديدة."
وأظهر حماس السوق بعد الحكم الألماني وصعود السندات الاسبانية والايطالية والأسهم وتسجيل اليورو أعلى مستوياته في أربعة أشهر أن كثيرا من المستثمرين يعتقدون أن منطقة اليورو بدأت أخيرا السيطرة على الأزمة.
والعقبة التالية هي اسبانيا. يتعرض رئيس الوزراء ماريانو راخوي لضغط ليطلب برنامج مساعدة محدودا بما يتيح لصندوق الانقاذ شراء السندات الاسبانية عند صدورها وللبنك المركزي الأوروبي التدخل لخفض تكاليف الاقتراض قصيرة الأجل مع استمرار اسبانيا في أسواق رأس المال.
وأخذ راخوي خطوة أخرى هذا الأسبوع حينما قال إنه يدرس طلب مساعدة من المركزي الأوروبي ولن يعترض على تدخل صندوق النقد الدولي في الرقابة على المالية العامة لمدريد.
وسواء لأسباب تكتيكية أم لاعتبارات الكبرياء الوطني أو خوفا من العواقب السياسية فهو يؤخر تقديم مثل هذا الطلب ربما على أمل أن يتجاوز الانتخابات الإقليمية في 21 أكتوبر تشرين الأول وعقبة تمويلية في أواخر أكتوبر بدون مساعدة خارجية.
ويقاوم راخوي ضغط ألمانيا لوضع شروط اضافية متعلقة بالسياسة المالية لأي برنامج مساعدة رافضا فكرة خفض معاشات التقاعد وهي عقبة رئيسية أمام المالية العامة الاسبانية.
ولم يعد من المتوقع انهيار منطقة اليورو قريبا بعدما أعلن المركزي الأوروبي أنه سيشتري سندات الحكومات المتعثرة شريطة أن تحافظ على الانضباط المالي وتنفذ اصلاحات اقتصادية.
وقال نورييل روبيني الخبير الاقتصادي في جامعة نيويورك إن البنك المركزي الأوروبي يتيح الوقت للساسة لإصلاح عيوب تصميم اليورو.
ومعظم المتشائمين الآن هم من حماة السياسة التقليدية للبنك المركزي الألماني الذين يخشون ان تؤدي استراتيجية الانقاذ إلى مخاطر اخلاقية وتسيب في السياسة المالية وارتفاع التضخم وانهيار اليورو في نهاية المطاف وليسوا من منتقدي العملة الموحدة الانجلوساكسونيين.
وقال يورج كريمر كبير الاقتصاديين في كومرتس بنك "سيكون لدينا اتحاد في الالتزامات وهو ما سيغير شخصية الاتحاد النقدي ليصبح وحدة نقدية على النظام الايطالي. سيكون هناك نقاط تشابه بينه وبين ايطاليا السبعينيات والثمانينيات." وهذا تصريح يعكس وجهة نظر الكثيرين في المؤسسة المالية الألمانية المتحفظة.
ووقف البنك المركزي الألماني وحيدا في معارضة قرار المركزي الأوروبي بشراء السندات ورددت وسائل الاعلام الالمانية انتقاداته على نطاق واسع.
لكن أحد دروس الأسبوع الماضي هو أن أصحاب الانتقادات الحادة فشلوا في التأثير سواء على المستشارة الألمانية انجيلا ميركل التي ايدت المركزي الأوروبي بقوة أو قضاة المحكمة الدستورية وهم أعلى جهة رقابية في ألمانيا.
ويتزايد التأييد فيما يبدو للوحدة الأوروبية داخل المؤسسة السياسية في برلين بالرغم من تحذيرات شديدة من حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي بولاية بافاريا حليف ميركل الذي يخشى من رد فعل الناخبين في الانتخابات المقبلة بالولاية.
ويدعم حزبا المعارضة الديمقراطي الاشتراكي والخضر توثيق الاتحاد المالي والاقتصادي الأوروبي بما في ذلك اصدار سندات مشتركة لمنطقة اليورو في نهاية المطاف وهو ما يتيح لميركل شريكا بديلا محتملا في الائتلاف بعد الانتخابات العامة بألمانيا العام المقبل.
وربما شجع ذلك رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو المتحفظ عادة على الدعوة في خطاب له إلى قاعدة سيادية أوسع نطاقا للانتقال إلى اتحاد ديمقراطي للدول.
إلا أن فكرة التكامل السياسي لا تحظى بتأييد شعبي في كثير من الدول مثل فرنسا وهولندا التي صوتت بالرفض في استفتاءات على دستور أوروبي في 2005.
وهناك عقبات أخرى أمام التوصل لحل سلس لأزمة منطقة اليورو مثل فشل اليونان المتكرر في تحقيق الاصلاح المالي والاقتصادي المستهدف إلا انه لا يوجد ما يدل على أن الاتحاد الأوروبي أو صندوق النقد يستعدان لقطع المساعدات عن أثينا بالاضافة إلى المشاكل المالية التي تواجهها قبرص وسلوفينيا.
ويخشى الاقتصاديون أيضا أن تخفق فرنسا ثاني أكبر اقتصاد في أوروبا والمساهم المهم في صندوق الانقاذ في خفض الانفاق العام أو بدء اصلاحات اقتصادية هيكلية بدأت بالفعل في دول أخرى بمنطقة اليورو.
وفي الوقت الحالي مازالت باريس ملاذا امنا نسبيا بتكاليف اقتراض قياسية منخفضة حتى رغم ارتفاع الدين العام إلى 90 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي. لكن المعنويات بالسوق يمكن ان تتغير سريعا كما حدث مع اسبانيا وايطاليا.
ويخيم الغموض على مستقبل ايطاليا. وتنتهي فترة رئيس الوزراء ماريو مونتي في ابريل نيسان المقبل وقد تسفر الانتخابات العامة عن ازمة سياسية أو حكومة ضعيفة غير قادرة أو غير راغبة في الاستمرار في مسيرته الاصلاحية.
ومن غير الواضح أيضا إن كان دعم المركزي الأوروبي لاسبانيا بافتراض انها ستطلب المساعدة سيكفي لابقاء تكاليف اقتراض ايطاليا تحت السيطرة دون أن تضطر روما لطلب برنامج مساعدة خاص بها.
وقال هولجر شميدنج كبير الاقتصاديين في برنبرج بنك "ازمة اليورو لم تنته بعد. إنها تأتي على موجات. مازال امامنا مخاطر كبيرة."
وأضاف "لكن الحكومة والمحكمة الألمانيتين والبنك المركزي الأوروبي استطاعوا على مدى الاسابيع الست الماضية أن يجعلوا من المتوقع أكثر من ذي قبل أن تأتي الموجات القادمة أقل حدة من سابقاتها."
وجهة نظرى المتواضعة جدا ان ماحدث لليورو يتلخص بان شخص كان محكوم علية بالاعدام و بعد عدة التماسات خففت المحكمة
حكم الاعدام الى المؤبد بالسجن 25 سنة فبعد ان يفيق الرجل من فرحتة بتخفيف الحكم سيدرك ان علية ان يعيش 25 سنة
مكبل الحرية فهل يستطيع ان يتحمل ذلك هذا ما ستسفر عنة الايام القادمة