إن الجوانب التي تتطلب التربية والإصلاح في النفس البشرية من الاتساع والتعدد والتنوع ما يجعل تحصيلها في وقت وجهد أمرا عسيرا ومتعذرا. لذا فإن التدرج كان معلماً مهماً من معالم التربية النبوية: - فخوطب الناس ابتداءً بالاعتقاد والتوحيد، ثم أمروا بالفرائض، ثم سائر الأوامر. - وفي الجهاد أمروا بكف اليد، ثم بقتال من قاتلهم، ثم بقتال من يلونهم من الكفار، ثم بقتال الناس كافة. - ومثل ذلك التدرج في تحريم الخمر، وإباحة نكاح المتعة ثم تحريمه، وهكذا. لكن يبقى جانب مهم مع الإيمان بمبدأ التدرج.. ألا وهو أن ما نص الشرع على تحريمه لا يجوز أن نبيحه للناس وما نص على وجوبه لا يجوز أن نسقطه عن الناس.