أمريكا تشدد على حدود الدور العسكري في ليبيا
واشنطن (رويترز) - قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس يوم الاحد إن الليبيين انفسهم سيقررون مستقبل بلادهم وشدد على حدود التدخل العسكري الأمريكي هناك على الرغم من هجوم عنيف تقوده أمريكا على قوات الزعيم الليبي معمر القذافي.
وقال جيتس اثناء توجهه إلى روسيا إن الولايات المتحدة لن يكون لها "دور بارز" في الائتلاف الذي سيبقى على فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا وتوقع تسليم "المسؤولية الاساسية" عن المهمة لاخرين في غضون ايام.
وقد تتولى بريطانيا او فرنسا مسؤولية العملية الجوية او قد يتولى حلف شمال الاطلسي القيادة اذا تلاشت الحساسيات بين دول الجامعة العربية بشأن العمل تحت قيادة التحالف الغربي.
وتحدث جيتس وسط قلق متزايد بين الساسة الامريكية بشان مدى وطبيعة المهمة في ليبيا وبعد اعتراف الاميرال مايك مولن رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة بان الهجوم على قوات القذافي قد يؤدي الى طريق مسدود.
وتقول الولايات المتحدة ان التدخل الذي وافقت عليه الامم المتحدة يهدف الى اجبار قوات القذافي على وقف اطلاق النار وانهاء مهاجمة المدنيين الذين قاموا بانتفاضة اشهر الماضي.
ودعا الرئيس باراك أوباما في الاسابيع الاخيرة القذافي الى التنحي ولكن المسؤولين الامريكيين شددوا على ان هذا ليس هدف الامم المتحدة من اجازة الهجمات على ليبيا. وتحرص الولايات المتحدة على تفادي التشابه مع غزو العراق في عام 2033 والاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين.
واستردت القوات الموالية للقذافي الذي يحكم ليبيا منذ 41 عاما مساحات شاسعة من الاراضي من المقاومين قبل الهجمات الجوية التي ربما تعطي المقاومين فرصة اعادة تجميع انفسهم . ويقول محللون عسكريون انه لم يتضح مااذا كان باستطاعتهم فعل ذلك.
وقال جيتس "اعتقد ان هذا امر سيقوم الليبيون بشكل اساسي بحله بأنفسهم.
"مسألة ما اذا كانت هناك او لم تكن هناك مساعدة خارجية اضافية للثوار امر مازال لم يحدد ."
وقال مولن لقناة (سي.بي.اس.) التلفزيونية الامريكية ان العملية الجوية في ليبيا لها مدى واضح ومحدد.
ولكن مولن قال ان نتيجة العمل العسكري في ليبيا "غير مؤكدة الى حد بعيد". وعندما سئل عن ما اذا كانت العمليات قد تنتهي بحالة من الجمود مع القذافي قال "لا اعتقد انني المنوط بالاجابة. بالتأكيد اعرف ان هذا أحد الاحتمالات."
وقال جيتس ان الولايات المتحدة تريد ان تبقى ليبيا دولة موحدة موضحا ان تجزئة ليبيا الى اراض تسيطر عليها الحكومة في الغرب واراض تسيطر عليها قوات المعارضة في الشرق ستكون "صيغة حقيقية لعدم استقرار دائم."
وصرح مسؤول أمريكي بان الهجوم الجوي الذي شنته طائرات أمريكية وفرنسية وبريطانية اوقف تقدم وحدات القذافي المدرعة نحو مدينة بنغازي التي يسيطر عليها المقاومون كما سمحت مهاجمة الدفاعات الجوية ومواقع الرادار للتحالف الغربي اقامة وجود جوي "ثابت ومستمر" فوق ليبيا وفرض تطبيق منطقة حظر جوي.
وقال بيل جورتني مدير هيئة الاركان الامريكية المشتركة للصحفيين انه لا يوجد نشاط جوي ليبي جديد او انبعاثات رادار كما حدث تراجع ملحوظ في المراقبة الجوية الليبية منذ بدء الهجمات يوم السبت.
واضاف ان بنغازي ليست امنة بعد من التهديد ولكن قوات القذافي في المنطقة تواجه"محنة ملحوظة" و"تعاني من العزلة والارتباك" بعد الهجمات الجوية على مواقعها.
وحث كبار اعضاء الحزب الجمهوري اوباما على اعطاء مباديء واضحة للمهمة في ليبيا عاكسين بذلك القلق من احتمال تورط القوات الامريكية في عملية مكلفة تمتد لفترة طويلة وتفتقر الى اهداف محددة.
وقال جون بينر رئيس مجلس النواب الامريكي في بيان ان "على الادارة مسوؤلية ان تحدد للشعب والكونجرس الامريكيين ولقواتنا ماهي المهمة في ليبيا.
"اشعر بقلق من ان استخدام القوة العسكرية في غياب اهداف سياسية واضحة لبلدنا تخاطر بدخول الولايات المتحدة في مهمة انسانية لا يعرف مداها ومدتها."
واصر مولن على ان العمليات العسكرية الغربية تركز بشكل محدد على حماية المدنيين ومساعدة الجهود الانسانية.
وفي تأكيد للموقف الامريكي الحذر قال جورتني ان التحالف لا يستهدف القذافي نفسه وان الولايات المتحدة ستسلم قيادة العملية الى قوات التحالف في غضون ايام . ولم يحدد من الذي سيتولى المسؤولية.
وسيتحول الدور الامريكي بعد ذلك الى دعم العمليات بما في ذلك معلومات المخابرات والتشويش على الاشارات واعادة تزويد الطائرات بالوقود والجهود الانسانية.