شهدنا يوم أمس خلال جلسة نيويورك موجة من جني الأرباح في أسواق المعادن الثمينة أصبحت أكثر قوّة بعد صعود بيانات مطالبات العاطلين عن العمل و التي أظهرت انخفاضاً أكبر من المتوقع في مطالبات الأسبوع 28-2-2011، حيث أظهرت البيانات انخفاضاً من مستوى 388 إلى 368 ألف. هذه البيانات أعطت توقعات بأن نرى مؤشر التغيّر في الوظائف المستحدثة المنتظر صدوره هذا اليوم، يظهر إيجابية أكبر من المتوقع. بدأت موجة جني الأرباح بسبب عدم رغبة الكثير من المتداولين في الإبقاء على مراكزهم المالية في الأسواق المالية للسلع بعد الاتجاه الصاعد القوي الذي حصل خلال الأسبوع، و أصبحت أكثر قوّة مع بيانات يوم أمس.
خلال تداولات نيويورك يوم أمس، انخفض سعر الذهب بمقدار 1.42% ليغلق عند مستوى 1415.30 دولار للأونصة ليغلق أيضاً ما دون مستوى إغلاق لندن في السعر المثبّت عند 1421.50 دولار للأونصة. كذلك انخفض سعر الفضة بمقدار 1.30% لينهي تداولات نيويورك عند مستوى 34.23 دولار. نرى أيضاً بأن سعر البلاتين و قد انخفض بمقدار 1.24% لينهي تداولات نيويورك عند سعر 1825.00 دولار.
لكن، هذا اليوم نرى استقراراً في أسعار المعادن الثمينة مع بعض الارتفاع، إن هذا ناجم عن اتجاه بعض المتداولين لاستغلال الانخفاض في أسعار المعادن لدخول عمليات مضاربة جديدة خفيفة تتسم في الحذر، و إثر ذلك شهدنا بعض التداولات الإيجابية. و الارتفاع اليوم كان متركّزاً على الفضة و هذا ما يثبت أن الطلب اليوم خلال الجلسة الآسيوية اتسم في طلب مضاربي.
لا يجب إنكار وجود بعض طلبات الملاذ الآمن، إذ أننا نرى عودة الارتفاع في سعر برميل النفط و كذلك نرى بأن الأزمة الليبية ما زالت مستمرة و كذلك الأوضاع السياسية في بعض دول الشرق الأوسط ما تزال على المحك. القلق من تأثير ارتفاع سعر برميل النفط على النمو و التعافي في الاقتصاد الدولي يبدو واضحاً و جلياً لكن في نفس الوقت، أظهر السيد تريشيه توقعات إيجابية لنمو الاتحاد الأوروبي خلال عام 2011، رافعاً توقعات البنك المركزي الأوروبي من 0.7% إلى 2.1% لتصبح 1.3% إلى 2.1% مما يشير إلى بعض التحسّن في النظرة السلبية. أشار السيد تريشيه يوم أمس أيضاً بأن هنالك مخاطر لارتفاع مستوى التضخم، حيث يتوقع السيد تريشيه أن ترتفع مستويات التضخم خلال هذه السنة ليكون بين 2.00% إلى 2.6% و هذا التوقع صاحبه توقع لعام 2012 مشيراً إلى احتمال أن يكون التضخم بين 1.0% إلى 2.4%، و بذلك اشتق المتداولون من هذا احتمال أن يكون السيد تريشيه يتجه هو و أعضاء البنك الأوروبي لرفع الفائدة لمواجهة التضخم.
إن الارتفاع في سعر برميل النفط لنراه مستقراً فوق سعر 100.00 دولار للبرميل الواحد مقلقة فعلاً في وقت ما زال الاقتصاد الدولي ينفض عن نفسه غبار الركود فيما العديد من الدول مثل المملكة المتحدة مهددة فعلاً في أن تعود للركود. بذلك، لا يجب استثناء أن هنالك طلبات ملاذ آمن في أسواق المعادن الثمينة إلى جانب طلبات تغطية مخاطر التضخم. لكن كما نرى، فموجة جني الأرباح التي حصلت يوم أمس كانت واضحة بفعل الاتجاه نحو تحويل الأرباح المعوّمة إلى أرباح محققة في المحافظ قبل صدور البيانات الاقتصادية هذا اليوم و التي من المتوقع أن تسبب تذبذباً حاداً في الأسواق ينعكس إثرها على أسعار المعادن الثمينة.
نرى سعر الذهب اليوم يتداول في مستويات حول 1416.30 دولار بارتفاع طفيف لا يتعدّى 0.07% من إغلاق نيويورك يوم أمس، لكن استطاع سعر الفضة أن يحقق مكاسباً مقدارها 0.53% ليعود للتداول حول سعر 34.41 دولار بسبب الطلب المضاربي خلال الفترة الآسيوية استغلالاً لانخفاض الأسعار. بالنسبة للبلاتين، فقد عوّض اليوم جزء من خسائر يوم أمس و اكتسب 0.33% خلال الجلسة الآسيوية ليتداول في هذه اللحظات عند مستوى 1831.00 دولار للأونصة. هذه الأسعار كما هي في تمام الساعة 02:36 صباحاً بتوقيت نيويورك ( 07:36 بتوقيت غرينتش ).
تداولت مؤشرات الأسهم الأمريكية يوم أمس بإيجابية واضحة، و هذا أيضاً أحد أسباب انخفاض الطلب على المعادن الثمينة، و هذا اليوم أيضاً شهدنا تداولات إيجابية لمؤشرات الأسهم الآسيوية أغلق إثرها مؤشر نيكاي الياباني على ارتفاع مقداره 1.02% و أغلق مؤشر شنغهاي المركّب في الصين على ارتفاع 1.35%. إن الارتفاع اليوم في أسواق الأسهم الآسيوية لم يمنع طلب المعادن الثمينة للمضاربة و بعض طلبات الملاذ الآمن بسبب انخفاض أسعارها يوم أمس في نيويورك.
بيانات مؤشر معهد التزويد الصناعي الأمريكي كانت إيجابية، و كذلك يوم أمس أظهرت بيانات مؤشر معهد التزويد للقطاعات الغير صناعية نمواً أكبر من المتوقع ليرتفع المؤشر من مستوى 59.4 إلى 59.7، و هذا ما كان داعماً للبلاتين خلال الجلسة الآسيوية اليوم. لكن، سوف تتجه الأنظار لا شك إلى بيانات الوظائف الأمريكية و التي قد تكون سبباً لتذبذب هائل في الأسواق المالية ينعكس بالتأكيد على أسعار المعادن الثمينة.