نعاود الحديث عن الأوربيين ...فى الحقيقة منذ ان جاء هذا الفلكى الهندى الذى
يدعى كنكه الى الخليفة المأمون عام 772 ميلاديا ..
وتغيرت أشياء كثيرة فى علم الأرقام ...
لأن الأخ كنكه هذا كان يحمل معه كتابا لأحد كبار الرياضيين الهنود براهما جوبتا
وأمر الخليفة المنصور بترجمة هذا الكتاب وأختار له اسم سند هند ...
ثم أمر الخليفة المأمون..الخوارزمى بإعادة صياغته ودراسته ..فأكتشف
الخوارزمى ان هناك الكثير مما ضاع من الترجمة ومنها الرقم صفر ..
و قد ذكر اليعقوبي في تاريخه وصفاً للحساب و الأرقام الهندية
و ذكر الصفر بأنه دائرة صغيرة (ه) .
ومن هذا الكتاب عرف العرب نظام الأرقام والأعداد الهندية .
وشرح الخوارزمي في كتابه السند هند الصغير
طريقة استخدام نظام الأعداد والأرقام الهندية ، وترجم كتابه إلى الأسبانية
واللاتينية في القرن الثاني عشر الميلادي ..وعرف الأوربيين الرقم صفر
عندما تمت الترجمة لهذا الكتاب .
وبذلك علم الخوارزمي الغرب كتابة الأرقام والأعداد والحساب .
والجدير بالذكر أن الخوارزمي هو أول من استعمل كلمة الجبر
كما استعمل الحروف مكان الأرقام واستعان بالمعادلات الجبرية المتنوعة لحل المسائل الحسابية .
كما أنه أظهر للأرقام قيمتها ، ولولاه لبقيت الأرقام رموزاً مفردة لا قيمة عملية لها .
وقد نقل عنه الأوربيون قيمة الأرقام وسموها كما قلنا بالجورزم Algorism
نسبة إلى الخوارزمي ثم أوجريم Augrim
وكان الإنجليز يلفظونه صايفر .
كما عرف الخوارزمي الأعداد السالبة وجعلها في معادلاته
وتنبه إلى الكميات التخيلية .
ولولا الصفر لما استطعنا حل كثير من المعادلات الرياضية بسهولة
ولما تقدمت فروع الرياضيات التقدم الذي نشهده اليوم .
وأول من أدرك قيمة الصفر في الحساب كان الخوارزمي .
وظل الصفر بالنسبة للأوروبيين سراً غامضاً أتى إليهم
من الشرق
، لا معنى له بمفرده، لأنه لا شيء،
ولكنه، في الوقت نفسه لديه قوة سحرية
لأنه ينقل الرقم من الواحد إلى العشرة أو المائة أو الألف
وفي الوقت نفسه
يمكنه أن يتعامل مع عمليات الحساب جميعها،
كالجمع والطرح والضرب والقسمة.
وبقي الصفر حديث الساعة، وموضوعاً للجدل
، بين الأوروبيين، على مدى القرن السادس عشر .
وكان تفهّم الناس لمعنى الخانات
، وقيمة الأرقام في العشرات
والمئات أكبر مشكلة تواجه الراغبين في تعلم الأرقام العربية،
وركّزت عشرات من كتب الحساب جهودها لإفهام الناس
معنى الخانات وطرق استخدام تلك الأرقام.