اليورو وإيطاليا ورئيس وزرائها اللعوب
في مدينة لاس فيجاس يطلقون على المقامرين الكبار فعلاً – وهم المقامرون الذين تستطيع ثرواتهم أن تنشئ أو تهدم كازينو – لقب ''الحيتان''. وبالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي إيطاليا هي الحوت – البلد الذي يعتبر حجم اقتصادها وديونها كبيراً لدرجة أن مصير العملة الواحدة والاتحاد الأوروبي نفسه معلق على مستقبلها.
في الأسبوع الماضي، أصبحت البرتغال آخر بلد يستسلم لأزمة الديون الأوروبية وتتقدم بطلب لإنقاذها. لكن البرتغال بلد صغير نسبياً، وقوبل الطلب الذي تقدمت به لإنقاذها بترحيب فعلي من قبل سلطات الاتحاد الأوروبي. إن إنقاذ إسبانيا إذا ما كتب له أن يحدث سيكون أكبر بكثير – رغم أن الاتحاد الأوروبي ربما يتمكن من أن يتدبر أمره مع ذلك، لكن إيطاليا أكبر من أن يتم إنقاذها.
في الوقت الذي تقدمت فيه البرتغال للحصول على قروض طارئة، كانت إيطاليا منشغلة بأمور أخرى. ففي صباح يوم ربيعي جميل في مدينة ميلانو، تم تقديم رئيس وزراء البلد، سلفيو بيرلوسكوني، للمحاكمة بتهمة ممارسة الجنس مع عاهرة قاصرة.
وتعتبر هذه المحاكمة الأحدث في محاكمات عديدة تعرض لها بيرلوسكوني. وهناك ثلاث محاكمات في الطريق وحالات لا تحصى في الماضي، طويَ كثير منها بسبب قانون التقادم في إيطاليا. إن الافتراض واسع النطاق، القائل إن بيرلوسكوني سيتفادى هذه الرصاصة القضائية الأخيرة، بدا مؤكداً عندما تم تأجيل قضية الجنس إلى أيار (مايو). ورئيس الوزراء نفسه في مزاج مرح – أطلق أمام كاميرات التلفزيون أخيرا نكاتا حول مغامراته النسائية.
إن بعض الإيطاليين يقابلون حماقات بيرلوسكوني بالضحك، بينما يشعر آخرون بالفزع منها. وبعدئذ، هناك مجموعة من الناس الذين يخشون أن تحول مهزلة بيرلوسكوني اهتم