على بريدي
ـــــــــــــــــــ
تصريحات كلينتون ووزير الخارجية الأردني ناصر جودة بعد لقائهما
(See attached file: Friday.htm)
Inline Attachment Follows: Friday.htm
504
تصريحات كلينتون ووزير الخارجية الأردني ناصر جودة بعد لقائهما
()
بداية النص
وزارة الخارجية الأميركية
مكتب المتحدث الرسمي
26 كانون الثاني/يناير 2011
تصريحات
وزيرة الخارجية هيلاري رودام كلينتون
ووزير خارجية الأردن ناصر جودة بعد اجتماعهما
26 كانون الثاني/يناير 2011
قاعة المعاهدات
واشنطن، العاصمة
الوزيرة كلينتون: مرحباً بالجميع، وأهلاً بكم في وزارة الخارجية. وأرحب خاصة بصديقي وزميلي وزير الخارجية الذي كان لي حظ لقائه عدة مرات خلال السنتين الأخيرتين لمناقشة مجموعة من القضايا الجدية والهامة جداً.
قبل أن أبدأ الحديث حول اجتماعنا اليوم، أريد أن أقول كلمة عن الاحتجاجات الجارية في القاهرة وفي مدن مصرية أخرى. فإننا إذ نراقب الوضع بدقة بالغة، ندعو كافة الأطراف إلى ضبط النفس والامتناع عن ممارسة أعمال العنف. إننا ندعم الحقوق العالمية للشعب المصري التي تشمل حقوق حرية التعبير والاجتماع والتجمع. ونحث السلطات المصرية على عدم منع المظاهرات السلمية أو حجب مواقع الاتصالات، بما في ذلك مواقع شبكات وسائل الإعلام الاجتماعية.
ونحن نؤمن بقوة بأنه تتوفر للحكومة المصرية فرصة هامة في هذه اللحظة من الزمن لتنفيذ إصلاحات سياسية، واقتصادية، واجتماعية تستجيب للاحتياجات والمصالح المشروعة للشعب المصري. وإن الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل مع مصر ومع الشعب المصري في سبيل تقدم هذه الأهداف. وكما قلت مؤخراً في الدوحة، يسعى الناس في مجمل الشرق الأوسط مثل الناس في كل مكان للحصول على فرصة للمساهمة والقيام بدور في عملية اتخاذ القرارات التي تؤثر على مجرى حياتهم. وكما قال الرئيس في خطابه حول حالة الاتحاد مساء أمس، فإن الولايات المتحدة تدعم الطموحات والتطلعات الديمقراطية لجميع الشعوب.
عندما كنت مؤخراً في المنطقة، قابلت مجموعة كبيرة من جماعات المجتمعات الأهلية واستمعت منها مباشرة إلى أفكارها التي تهدف إلى تحسين الأوضاع في بلدانها، ومنح حيز أكبر وصوت أعلى لطموحاتهم من أجل المستقبل. ولقد كنا نثير باستمرار مع الحكومة المصرية على مدى سنوات عديدة، كما مع حكومات أخرى في المنطقة، ضرورة إجراء إصلاحات وتوفير الانفتاح والمشاركة الأوسع من أجل تأمين حياة أفضل ومستقبل أفضل للناس.
بالنسبة لي، كانت محادثاتي مع وزير الخارجية الأردني تُشكِّل دائماً تجربة خاصة نظراً لجميع الأعمال التي يجري تنفيذها في الأردن. وفي كل فرصة كنا نتقابل فيها، كانت هذه المحادثات تعكس صداقتنا الطويلة الأمد وأهدافنا المتبادلة التي نتشاطرها بين الأردنيين والأميركيين. وأنا اقدّر واحترم مشورته بشكل خاص. ظلت للولايات المتحدة علاقة طويلة الأمد ووثيقة مع الأردن طوال عقود عديدة. ونحن نقدر إرشادات الأردن في المنطقة، وقد تكلمنا مطولاً اليوم حول العديد من القضايا.
لقد تكلمنا حول لبنان وعبّرنا عن آمالنا بأن يكون الشعب اللبناني بالذات، وليس قوى خارجية، هو الذي يحافظ على استقلال وسيادة لبنان. وأنا أعرف أن وزير الخارجية وصاحب الجلالة يشاركاننا هاجسنا حول السلام والاستقرار في المنطقة. وأثني على الدعوة التي وجهها إلى لبنان للمحافظة على وحدته الوطنية، وأمنه، واستقراره.
لقد طور الأردن علاقات هامة مع العديد من البلدان الهامة وبنى لنفسه مركزاً فريداً ومحترماً كوسيط للسلام بين أطراف مختلفة. وكان الأردن لاعباً حاسماً في تصميم مبادرة السلام العربية عام 2002 التي جمعت سوية 57 دولة مسلمة من اجل الدعوة إلى سلام شامل بين إسرائيل وجميع الدول العربية. كما خدمت قوات حفظ السلام الأردنية في أماكن نائية حول العالم شملت هايتي، والسودان، وساحل العاج. وفي وقت سابق من هذا الشهر، قام رئيس الوزراء الأردني ومعه وزير الخارجية ناصر جودة بأول زيارة يقوم بها رئيس حكومة للاجتماع بأعضاء الحكومة المنتخبة حديثاً في العراق.
وبالنسبة لدولتينا، يبقى السلام الدائم في الشرق الأوسط أولويتنا الأولى. ولذا تركّز قدر كبير من مباحثاتنا اليوم حول وسائل الاستمرار في العمل على حل الدولتين الذي يضمن الأمن لإسرائيل ويحقق الطموحات المشروعة للشعب الفلسطيني في أن تكون له دولة خاصة به. يعتقد الأردن، كما الولايات المتحدة، أن مثل هذا الاتفاق لن يحقق السلام والازدهار للذين تأثروا مباشرة فحسب بل سيشكل أيضاً خطوة رئيسية باتجاه قيام عالم خالٍ من التطرف. إن الدبلوماسية الأردنية التي لا تكل كانت ولا تزال تُشكِّل جهداً لا غنى عنه في هذه العملية.
والآن، لقد تحدثنا حول العديد من الأمور الأخرى: شح المياه، ارتفاع أسعار المواد الغذائية وأسعار النفط، وضرورة مواصلة اعتماد إصلاحات اجتماعية واقتصادية. وقد اتخذ الأردن خطوات حاسمة في هذا السياق بالذات. وكنت فخورة جداً بأن يكون وزير الخارجية هنا عندما أعلنا منحة شراكة تحدي الألفية. فقد لبّى الأردن المعايير العالية لشراكة تحدي الألفية بالنسبة لهذه المؤشرات الاجتماعية والسياسية ونظام الحكم. والتزم ذلك الاتفاق بتقديم مبلغ 275 مليون دولار للتنمية المستدامة، وتوفير فرص عمل، وتأمين مياه الشرب النظيفة. وشكل ذلك تصويتاً بالثقة للمسار الذي يتبعه صاحب الجلالة. وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، دعت الحكومة مراقبين دوليين لمراقبة الانتخابات النيابية وأعلن هؤلاء المراقبون أن العملية كانت سلمية، ونزيهة، وشفافة.
يضرب الأردن مثالاً عظيماً ونعتز بأن يكون بلدنا شريكاً وصديقاً لكم. لقد أدت ستون سنة من الاحترام المتبادل، والمصالح الأمنية المشتركة والقيم المشتركة إلى بناء علاقة متينة ودائمة، ونحن سنستمر في التطلع إلى الأردن لقيادة مزيد من التقدم في المنطقة في الوقت الذي نواجه فيه التحديات الماثلة أمامنا.
وشكراً جزيلاً لك أيها الوزير.
وزير الخارجية جودة: شكراً جزيلاً لك السيدة الوزيرة لكلماتك الودودة، ولصداقتك، وللشراكة التي نتمتع بها بين بلدينا. ,إنها لسعادة وشرف لي حقا أن أكون هنا في وزارة الخارجية مرة أخرى اليوم، وأود أن أشكرك على استقبالك الحار وعلى المباحثات البناءة والمهمة التي أجريناها اليوم حول جهود السلام، والقضايا الإقليمية، وعلاقتنا الثنائية الممتازة، وطرق وأساليب تعزيزها والبناء عليها.
إن جهود السلام في الشرق الأوسط، كما قلتِ، السيدة الوزيرة، وصلت مفترق طريق حاسم. فهناك شعور متنامٍ وملح بالحاجة للاستعجال في استئناف المفاوضات المباشرة التي تعالج جميع المسائل الأساسية للحدود، والأمن، والقدس، واللاجئين، والمياه في المستقبل القريب جداً، وذلك بالترافق مع السياق الملائم والفعال الذي يضمن استمرار تلك المفاوضات دون انقطاع إلى ان تنتهي باتفاق يحقق حل الدولتين ضمن الإطار الزمني المتوقع الذي حددته اللجنة الرباعية بفترة 12 شهراً عندما جرى استئناف المباحثات المباشرة في الثاني من أيلول/سبتمبر 2010.
لقد ناقشنا، الوزيرة كلينتون وأنا، الوسائل التي يمكن من خلالها استئناف المفاوضات المباشرة الإسرائيلية-الفلسطينية بسرعة. واتفقنا سوية على أن الجمود الحالي غير مقبول بكل بساطة كما أن له مضاعفات خطيرة على أمن واستقرار المنطقة. وقد ظل جلالة الملك يشدد دائماً على أن حل الدولتين هو الحل الوحيد للنزاع الفلسطيني- الإسرائيلي الذي يُشكِّل صميم النزÃع العربي-الإسرائيلي. ليست هناك أية بدائل لهذا الحل، وكما حذّر جلالة الملك، مع التغير في الديموغرافيا والجغرافيا، ومع ما يتم من تحول في الديناميكيات السياسية الناتجة عن المستوطنات وغير ذلك من الإجراءات التي تتخذ من جانب واحد والتي هي غير قانونية وغير شرعية، فإنها تسبب تآكل جهود صنع السلام، كما أن البديل سوف يكون مدمراً للمنطقة بأكملها.
يؤمن الأردن إيمانا راسخا انه من أجل ان يتمتع الشرق الأوسط والعالم بالاستقرار والازدهار والأمن يجب ان يتحقق حل الدولتين، بحيث تنشأ بموجبه دولة فلسطينية مستقلة سيادية وقابلة للحياة، وتكون أراضيها متصلة وفق خطوط عام 1967 عاصمتها القدس الشرقية، وتعيش جنباً إلى جنب بسلام وأمن مع جميع بلدان المنطقة، بما فيها إسرائيل، ضمن مفهوم إقليمي يتبنى السلام الشامل ويستند إلى شروط وأحكام متفق عليها دولياً والى مبادرة السلام العربية. هذا هو المدخل الوحيد الذي يمكننا من التعامل بصورة أكثر فعالية مع التحديات والتهديدات الأخرى.
ولقد ناقشنا الوضع في لبنان كما ذكرت الوزيرة، واتفقنا على وجوب بذل كافة الجهود كي يسود السلام، والاستقرار، والأمن، والاحترام التام من جانب كافة الأطراف للعملية الدستورية والأعراف والتقاليد السياسية العميقة الجذور في لبنان لأن ذلك يُشكِّل الطريق الوحيد لاستمرار المحافظة على قابلية الحياة، والاستقرار، والأمن، والسلام. ويدعم الأردن بصورة لا لبس فيها سيادة لبنان، وتلاحمه الوطني، واستقلاله، ويشدد على أهمية احترام السيادة بشكل تام وتنفيذ الالتزامات والتعهدات التي تقدم بها المجتمع الدولي إلى لبنان والعكس بالعكس.
كما ناقشنا أيضاً علاقاتنا الثنائية الممتازة وسبل توسيعها. وأطلعت الوزيرة على التقدم الذي حققته الحكومة في تنفيذ أجندة الإصلاح الشامل التي وضعها جلالة الملك عبد الله الثاني، والتي تشمل البرلمان الجديد- مجلس النواب، الذي جاء كنتاج لانتخابات عامة حرة ونزيهة، كما شهد بذلك المراقبون الأميركيون والدوليون، الذين وُجهت إليهم الدعوة لمراقبة الانتخابات، كما ذكرت ذلك الوزيرة.
والآن، أصبح البرلمان في موقعه الصحيح. والإصلاحات وأبعادها الاقتصادية تشكل تحديات ولها تأثيرات اجتماعية، ونحاول من جهتنا أن نفعل كل ما بوسعنا للمضي بثبات في تنفيذ أجندة الإصلاح السياسي والاقتصادي، وفي نفس الوقت تخفيف الصعوبات الاقتصادية الناجمة عن ارتفاع أسعار النفط والمواد الغذائية دولياً الأمر الذي يؤثر على الاقتصاد الأردني. كما نستمر بثبات، وبمساعدة أصدقائنا هنا في الولايات المتحدة وفي أماكن أخرى من العالم، في تنفيذ أجندة الإصلاح الاقتصادي وفي تخفيف حدة الصعوبات الاقتصادية التي تنجم عن الوضع الاقتصادي حول العالم وفي معالجتها.
ونحن، كما كنا دائماً، ملتزمون بذلك. صاحب الجلالة ملتزم بذلك، ونحن ملتزمون بمواصلة حوارنا ومشاوراتنا معكم في جميع الأوقات، أيتها السيدة الوزيرة. وشكراً جزيلاً لك.
الوزيرة كلينتون: شكراً لك يا صديقي.
السيد كراولي: كيريت راديا من محطة إي بي سي.
سؤال: شكراً جزيلاً لك. السيدة الوزيرة، أود ان أعقب على ما جاء في تصريحك الافتتاحي حول مصر. في تونس، عملت الولايات المتحدة بسرعة على دعم طموحات المتظاهرين. فهل ستدعم الولايات المتحدة طموحات المتظاهرين المصريين؟ السيد الوزير، هل ان الأردن قلق بشأن احتمال انتشار هذه المظاهرات في مكان آخر من المنطقة؟ السيدة الوزيرة، هناك تقارير تقول بأن مصر أغلقت مواقع تويتر وفيسبوك. هل تنوين إثارة هذا الموضوع مع الحكومة المصرية بصورة مباشرة؟
وإذا جاز لي البقاء في المنطقة نيابة عن زميل لي، والذهاب إلى مسافة أبعد قليلاً إلى الجنوب (ضحك)- إلى السودان، إلى لقائك المرتقب في وقت لاحق في هذا اليوم مع وزير خارجية السودان. هل ان الولايات المتحدة مستعدة عند هذه النقطة لأن تخرج السودان من قائمة الإرهاب؟ وشكراً.
الوزيرة كلينتون: آمل بأن أكون متيقظة بدرجة كافية لكي أتذكر جميع هذه الأسئلة.
وزير الخارجية جودة: أنا أتذكر السؤال الموجه لي.
الوزيرة كلينتون: جيد، جيد. (ضحك).
حسناً، أولاً، دعيني أقول بوضوح أن الولايات المتحدة تؤيد طموحات كل الشعوب للحصول على حرية أكبر، وعلى الحكم الذاتي، وعلى حقوق التعبير عن أنفسهم، وفي حقوق الاجتماع والتجمع، وفي أن يكونوا جزءاً من العملية الكاملة والشاملة لمجتمعاتهم. وبالتأكيد يشمل ذلك الشعب المصري. وأعتقد أن ما قاله الرئيس في الليلة الماضية في خطابه حول حالة الاتحاد لا ينطبق على تونس فحسب، ولا ينطبق على مصر فحسب، بل وأيضاً على الجميع. ونأمل بصورة خاصة أن تغتنم الحكومة المصرية هذه الفرصة لتنفيذ إصلاحات سياسية، واقتصادية، واجتماعية تستجيب للمصالح المشروعة للشعب المصري. ونحن ملتزمون، كما كنا سابقاً، بالعمل تجاه تحقيق ذلك الهدف مع المجتمع المدني المصري، مع الحكومة المصرية، ومع شعب ذلك البلد العظيم.
ولذلك أعتقد أننا سنتوجه إليك.
وزير الخارجية جودة: شكراً جزيلاً لك. أعتقد أن سؤالك كان: هل نحن قلقون من احتمال انتشار هذه المظاهرات؟ لا أستطيع أن أتكلم نيابة عن بلدان أخرى. ولكنني أستطيع أن أتكلم عن الأردن، ويسعدني أن افعل ذلك، ولقد عالجت هذه المسألة بصورة علنية.
لدينا في الأردن صعوبات اقتصادية. لدينا حقائق اقتصادية نقوم بمعالجتها. لدينا أجندة إصلاح سياسي واقتصادي بادرها جلالة الملك وتحاول الحكومة تنفيذها. يأتي ذلك، بالطبع، ومعه اعتبارات اجتماعية. ونعم، نحن نستورد نسبة 90 إلى 96 بالمئة من طاقتنا. ونعتمد على السلع المستوردة. وعندما يحصل ارتفاع في أسعار النفط على المستوى الدولي أو ارتفاع في أسعار الأغذية على المستوى الدولي، فإن ذلك يؤثر على كافة القطاعات في الأردن. وتحاول الحكومة بذل قصارى جهودها، من خلال اتخاذ إجراءات اقتصادية للتخفيف من حدة الصعوبات التي يشعر بها الشعب الأردني.
وفي حين ان هناك في نفس الوقت حرية تعبير في الأردن، حيث تملي المظاهرات ذلك، فمن المحتمل أنها ستحدث في كل مرة تبرز فيها قضية، ولكننا في الأردن نعتز بأن المتظاهرين يتظاهرون بطريقة منظمة ولديهم قضايا يتظاهرون من أجلها، وبالتأكيد فإن أصواتهم مسموعة.
وأنا أريد فقط أن أقول انه حصل عندنا احتجاج حول أسعار الوقود وأسعار الأغذية يوم الجمعة الماضي ويوم الجمعة الذي سبقه. واعتقد بأنكم تتذكرون جميعاً انه في يوم الجمعة الماضي كان رجال الشرطة يقدمون الماء والعصير للمتظاهرين. وبدأ المتظاهرون في وقت محدد وانتهوا في وقت محدد وقد أعلنوا عن مظاهرتهم قبل موعدها بكثير، قبل أسابيع.
لذلك أعتقد أن علينا أن نميز بين الصعوبات الاقتصادية و- تلك التي تمر بها بلدان عديدة حول العالم. لا يعيش الأردن في فقاعة. إنه جزء لا ينفصل عن نسيج تلك الاقتصادات الدولية- وبين الاستقرار السياسي الذي ننعم به في الأردن بفضل القيادة الهاشمية، جلالة الملك، الذي بادر إلى تنفيذ الإصلاح من الداخل، كما ذكرت سابقاً.
لذلك أستطيع أن أتكلم باسم الأردن وأستطيع أن أقول لكم بأن لدينا حقائق اقتصادية يتوجب علينا التعامل معها، ولكن لدينا نظاماً سياسياً يوجهه جلالة الملك يعزز الحرية والانفتاح وحرية التعبير.
الوزيرة كلينتون: فيما يتعلق باجتماعي في وقت لاحق من بعد ظهر هذا اليوم مع وزير خارجية السودان، فإنني أتطلع بشوق كبير للتشاور معه حول التقدم الذي تم تحقيقه حتى هذا التاريخ. فالولايات المتحدة ودول عديدة أخرى شجعها التنفيذ السلمي للاستفتاء في الجنوب ونأمل بأن نستمر في العمل مع الحكومة في الخرطوم حول المسائل المتبقية، وهي عديدة، بغية التطبيق التام لبنود اتفاقية السلام الشامل، ومن اجل تحقيق حل نهائي للوضع في آبيي وقضايا الجنسية. لا زلنا نركز اهتمامنا إلى حدٍ كبير على المشاكل الجارية في دارفور ولذلك لدينا أجندة طافحة بالمسائل التي يتوجب مناقشتها.
السيد كراولي: (غير مسموع) من –
سؤال: شكراً، بي. جاي. السيدة الوزيرة، يبدو انك تعنين ضمنياً بأن الحكومة المصرية قادرة على إصلاح نفسها وتلبية توقعات الشعب. غير أن المزاج في شوارع القاهرة اليوم يناقض ذلك، ويطالب الناس بإدخال تغيير راديكالي، إزاحة الحكومة وعدم ترشيح الرئيس مبارك نفسه لفترة رئاسية أخرى. هل أنت غير متأكدة مما يجري في القاهرة؟
وإذا جاز لي القول، لقد جعلت التركيز - المسألة الإسرائيلية- الفلسطينية جعلتها محور تركيز لدى هذه الحكومة. ولكن أهم خطاب ألقاه الرئيس في الليلة الماضية يبدو أنه أهمل الإشارة إلى هذا الموضوع حتى ولو بكلمة عابرة. هل تخليتم عن القضية الإسرائيلية-الفلسطينية؟
بسرعة كبيرة، إذا جاز لي- (ضحك) - بما اني املك – نفس الحقوق كالأميركيين-
الوزيرة كلينتون: نعم. إنك تملك ذلك. نعم تملك ذلك (ضحك). نحن نؤمن بحقوق متساوية للجميع (ضحك) للأردنيين، وللأميركيين، وللنساء والرجال. نؤيد الحقوق المتساوية حتى للمراسلين (ضحك).
وزير الخارجية جودة: يرجى التأكد من ألا يكون السؤال الموجه إلى طويلاً كهذا. (ضحك).
سؤال: كلا. بسرعة كبيرة- لقد تكلمت حول إعادة إشعال العملية. كيف تقترح أن يتم كسر جمود المأزق؟
وزير الخارجية جودة: إعادة إشعال ؟
سؤال: الإسرائيلي-الفلسطيني-
وزير الخارجية جودة: نعم، ضمن السياق الإجمالي لما نتحدث عنه حول إعادة الإشعال (غير مسموع). (ضحك)
سؤال: نعم، أنا اخترت الكلمة.
الوزيرة كلينتون: هل تريد الإجابة على هذا السؤال ومن ثم أجيب أنا عليه؟ (ضحك)
وزير الخارجية جودة: إعادة إشعال العملية؟
سؤال: نعم. كيف –
وزير الخارجية جودة: حسناً.
سؤال: شكراً لك.
وزير الخارجية جودة: بالنسبة لمركزك، السيدة الوزيرة، أعني، أعتقد أن مناقشتنا هذا اليوم تركزت حول ما يجب أن نفعله بصورة جماعية. المأزف الحالي في عملية السلام، مثل - أنا دائماً أستعمل عبارة "النزاع العربي الإسرائيلي، الذي في صميمه الفلسطينيون (غير مسموع). المأزق الحالي يثير القلق، جداً، جداً، يجب إيجاد حل له. وأنا أعرف أن الوزيرة طمأنتني اليوم بأنهم لا يزالون ملتزمين بذلك. نقول دائماً أن الولايات المتحدة ليست فقط وسيطاً صادقاً، الولايات المتحدة هي شريك كامل في هذا.
ولقد قيل سابقاً إن – من قبل الرئيس أوباما، ومن جانب وزيرة الخارجية، من جانب السناتور متشل الذي سوف أقابله في وقت لاحق - إن هذه المسألة هي مصلحة قومية للولايات المتحدة. فهذا ليس مجرد نزاع محلي أو إقليمي. انه نزاع حافل بتداعيات عالمية. لقد قلنا ذلك من قبل. وهو مصلحة قومية أميركية، تماماً كما هو مصلحة قومية لجميع الأطراف المعنية، أصحاب المصلحة، في التوصل إلى حل لهذا النزاع الذي استمر طويلاً. يحق للفلسطينيين الحصول على دولتهم ويحق لإسرائيل ولكل المنطقة الحصول على الأمن والاستقرار.
عندما نتكلم عن الصعوبات الاقتصادية، اعتقد أن علينا الاحتفاظ في ذهننا أن السلام سوف يقود إلى الفرص التي تأتي مع السلام- الفرص الاقتصادية، وليس فقط السلام السياسي، بل السلام الاقتصادي، والتكامل وإعادة التكامل للمنطقة بأسرها، والإمكانيات الهائلة التي يمكن إطلاقها من عقالها في هذه المنطقة. لا تنس أن أكثرية الناس الذين يعيشون في منطقة الشرق الأوسط هم من الشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة. وهم بحاجة إلى فرص. في هذا اليوم والعصر، انك تشير إلى تويتر وفيسبوك، وأنا بنفسي موجود على تويتر (ضحك) - كما تعرف الدبلوماسيات الفتيات (ضحك). نعم إنهن الدبلوماسيات الفتيات، ألا تعرف ذلك؟(ضحك). يرون هذه الفرصة ...
الوزيرة كلينتون: حاول ان تخرج نفسك من هذه المشكلة (ضحك).
وزير الخارجية جودة: حسناً، إنهن كذلك. (ضحك). يشرون إلى أنفسهن على أنهن ...
سؤال: (غير مسموع).
الوزيرة كلينتون: نعم. أوه، ممتاز.
وزير الخارجية جودة: نعم. (ضحك).
على أي حال، هذا بعض – الوضع حيث يرى الناس الفرص المتوفرة في جميع أنحاء العالم ويرغبون في الحصول على نفس الفرص، وهكذا هناك مكاسب اقتصادية للسلام أيضاً. واني أعتقد أن الوقت قد حان لحشد جهودنا بصورة جماعية كي نضمن أن الأسابيع القليلة المقبلة سوف تشهد استئنافاً للمفاوضات وفقاً للشرعية الدولية، ضمن المعايير التي نتفق عليها جميعاً، ومبادرة السلام العربية، والأطر الزمنية التي أعلنا عنها.
الوزيرة كلينتون: حسناً، أؤيد بالتأكيد كل شيء قاله ناصر للتو. فيما يتعلق بخطاب الرئيس، لم تذكر فيه أجزاء عديدة من العالم ولم تذكر فيه مسائل عديدة خطيرة جداً، لان ذلك، كما يمكنك ان تتبين من مضمون الخطاب، كان مركزاً بدرجة كبيرة على الاجندة الأميركية والتعامل مع تحدياتنا الاقتصادية الخاصة- تأمين فرص عمل أكثر، تنمية الاقتصاد، الابتكار، التعليم، إعادة البناء، ولكن لا تخطئ، فإننا ملتزمون تماماً بالعملية. ونحن نعتقد ان اتفاقية إطار العمل التي تحل المسائل الأساسية لا تبقى ممكنة فحسب، بل انها ضرورية.
وكما قال وزير الخارجية، سوف يقابل في وقت لاحق جورج متشل. لدينا حوار متواصل مع العديد من أصدقائنا وشركائنا في المنطقة وحول العالم. ونبقى ملتزمين بحل الدولتين. ونحن مستمرون قطعاً بعملنا. وسوف أتوجه إلى ميونخ بعد أسبوع من يوم السبت للمشاركة في اجتماع اللجنة الرباعية الذي سيعقد هناك وحيث سنناقش الطريق الماثل أمامنا باتجاه تحقيق هدفنا المشترك. وهكذا يوجد – من الأعلى لدى الرئيس أوباما وأنا، ونزولاً عبر جميع دوائر هذه الحكومة، نبقى ملتزمين تماماً ونركز اهتمامنا على ما يجب القيام به.
في ما يتعلق بالحكومة المصرية، أعتقد فعلاً بأن من الممكن أن تحصل إصلاحات، وهذا هو ما نحث عليه وندعو إليه. وهو شيء أعتقد أن كل واحد يعرف انه يجب أن يكون على أجندة الحكومة ليس لأنها تستجيب إلى مطالب الاحتجاجات فحسب، بل وهي تنظر إلى الأبعد لتقرر ما هو الشيء اللازم للقيام به، اقتصادياً، واجتماعياً، وسياسياً. ويوجد في مصر عدد كبير من قادة المجتمع المدني جيدي الإطلاع والناشطين الذين عرضوا أفكاراً محددة للإصلاح، ونحن نشجعهم ونحث الحكومة المصرية على أن تستجيب لهذه الأفكار.
وشكراً جزيلاً لك.
وزير الخارجية جودة: شكراً جزيلاً لك.
نهاية النص
****