* عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء جبريل إلى الرسول صلى الله عليه و سلم ذات يوم وهو جالس حزين قد خضب بالدماء (أي ملأت الدماء رأسه) من ضربة بعض أهل مكة فقال له: ما لك؟
قال: فعل بي هؤلاء وفعلوا
فقال له جبريل: أتحب أن أريك آية؟
فقال: نعم
قال: فنظر إلى شجرة من وراء الوادي فقال: ادع تلك الشجرة فدعاها
قال: فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه
فقال: مرها فلترجع فأمرها فرجعت إلى مكانها
فقال الرسول صلى الله عليه و سلم: حسبي (أي يكفيني اطمئنانًا) . أخرجه أحمد
* عن ابن عباس أن فضالة بن عمير بن الملوح أراد قتل النبي صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالبيت عام الفتح فلما دنا منه قال الرسول صلى الله عليه و سلم: أفضالة؟
قال: نعم فضالة يا رسول الله
قال: ماذا كنت تحدث به نفسك؟
قال: لا شيء كنت أذكر الله
قال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: استغفر الله ثم وضع يده على صدره فسكن قلبه
فكان فضالة يقول: والله ما رفع يده عن صدري حتى ما من خلق الله شيء أحب إلي منه.
أخرجه ابن هشام في السيرة
* عن صهيب قال: قال الرسول صلى الله عليه و سلم: أريت دار هجرتكم سبخة بين ظهراني حرة فإما أن تكون دار هجر وإما أن تكون يثرب. قال: وخرج الرسول صلى الله عليه و سلم إلى المدينة ومعه أبو بكر رضي الله عنه وكنت قد هممت بالخروج معه فصدني فتيان من قريش فجعلت ليلتي تلك أقوم لا أقعد فقالوا: قد شغله الله عنكم ببطنه ولم أكن شاكيًا فناموا فخرجت فلحقني منهم ناس بعدما سرت بريدًا (البريد: ثلاثة فراسخ) ليردوني فقلت لهم: هل لكم أن أعطيكم أواقي من ذهب وتخلوا سبيلي وتوثقون لي الله؟ ففعلوا فسقتهم إلى مكة
فقلت: احفروا تحت أسكفة الباب فإن تحتها الأواقي واذهبوا إلى فلانة فخذوا الحلتين وخرجت حتى قدمت على الرسول صلى الله عليه و سلم قباء قبل أن يتحول منها فلما رآني قال: يا أبا يحيى ربح البيع ثلاثًا فقلت: يا رسول الله ما سبقني إليك أحد وما أخبرك إلا جبريل عليه السلام.
* عن أنس رضي الله عنه أن رجلاً كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم وكان قد قرأ البقرة وآل عمران وكان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران عز فينا يعني عظم فكان الرسول صلى الله عليه و سلم يملي عليه غفورًا رحيمًا فيكتب عليمًا حكيمًا فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: اكتب كذا وكذا فيقول: أكتب كيف شئت ويملي عليه: عليمًا حكيمًا فيكتب سميعًا بصيرًا فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: اكتب كذا وكذا فيقول: أكتب كيف شئت
قال: فارتد ذلك الرجل عن الإسلام فلحق بالمشركين وقال: أنا أعلمكم بمحمد وإني كنت لا أكتب إلا ما شئت فمات ذلك الرجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الأرض لا تقبله قال أنٍس: فحدثني أبو طلحة أنه أتى الأرض التي مات فيها ذلك الرجل فوجده منبوذًا فقال أبو
طلحة: ما شأن هذا الرجل؟ قالوا: قد دفناه مرارًا فلم تقبله الأرض .. جزاءا لكذبه على النبي. أخرجه أحمد و البخاري
يتبـــع ...