الفيدرالي الأمريكي وقود جديد لنيران أسعار المعادن الثمينة
تتوالى الأسعار القياسية للذهب و الفضة تقترب من أعلى مستوياتها تاريخياً فيما البلاتين يتداول بإيجابية كذلك. انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي و الارتفاع في سعر برميل النفط عوامل شجعّت الارتفاع في أسعار المعادن الثمينة يوم أمس، لكن في الحقيقية نرى بأن تصريح السيد برنانكيه يوم أمس الذي تبع قرار الفيدرالي الأمريكي كان له تأثير كبير إيجابي على أسواق المعادن الثمينة.
بالرغم من أن السيد برنانكيه محافظ البنك الفيدرالي الأمريكي أشار إلى أن مستويات التضخم قد تعود للانخفاض و أن الارتفاع في التضخم بتأثير من ارتفاع سعر النفط و العديد من السلع، إلا أن المتداولون اتجهوا لتوقع أن يبقى سعر الفائدة في الولايات المتحدة الأمريكية منخفضاً لفترة طويلة حتى لو تم إيقاف سياسة التخفيف الكمي الثانية في موعدها المقرر شهر حزيران المقبل. أشار الفيدرالي الأمريكي إلى أن توقعاته للنمو خلال هذه السنة خفّضت من مستوى 3.4% - 3.9% إلى مستوى 3.1% - 3.3%، و هذا سببه توقعات الفيدرالي بنمو ضعيف خلال الربع الأول.
بعد قرار الفائدة و مع تصريح السيد تريشيه، ارتفع سعر الذهب نحو مستوى قياسي جديد، و شهدنا يوم أمس إغلاق تاريخي لسعر الذهب عند سعر 1527.30 دولار للأونصة بارتفاع مقداره 1.34%. بالنسبة للفضة، شهدنا ارتفاعاً حاداً آخر و اكتسب سعر الفضة بمقدار 4.76% عندما أغلق السعر تداولات نيويورك عند مستوى 47.77 دولار للأونصة. بالنسبة للبلاتين، فقد استطاع أيضاً اكتساب العزم الصاعد مستفيداً من السيولة التي تدفقّت لأسواق المعادن الثمينة و حقق إغلاقاً عند مستوى 1824.00 دولار للأونصة مكتسباً خلال جلسة نيويورك 1.11%.
لم يتوقف سعر الذهب و الفضة عن الارتفاع هذا اليوم، بل نرى بأن الإيجابية قائمة و الذهب يتداول قريباً من أعلى مستوياته القياسية و كذلك سعر الفضة يتداول بإيجابية واضحة. لكن، بيانات اليابان التي أشارت إلى انخفاض حاد في الإنتاج الصناعي لشهر آذار مقداره 15.3%، سبب قلقاً من انخفاض الطلب على المعادن المرتبطة في الصناعة مما أدّى اليوم لانخفاض سعر البلاتين.
في هذه اللحظات، و في تمام الساعة 01:51 صباحاً بتوقيت نيويورك( 05:51 بتوقيت غرينتش)، نرى سعر الذهب اليوم يتداول حول مستوى 1529.90 دولار للأونصة بارتفاع مقداره 0.17%، كذلك شملت التداولات الإيجابية الفضّة و اكتسب سعر أونصة الفضة 0.57% ليتداول حول مستوى 48.04 دولار للأونصة. بالنسبة للبلاتين، فقد انخفض اليوم بمقدار 0.44% ليتداول سعر البلاتين الآن عند مستوى 1816.00 دولار للأونصة بعد أن تلقّى صعقة البيانات اليابانية التي مع أنها كانت متوقعة، إلا أن قيمة الانكماش في الإنتاج الصناعي كانت أكبر من المتوقع.
مزيج ضعف الدولار مع ارتفاع سعر برميل النفط فوق 113.00 دولار مرّة أخرى سببان آخران يزيدان الإقبال على المعادن الثمينة مضاربياً. لا نستطيع إنكار أن قوى المضاربة تعتبر مؤثراً واضحاً في أسواق المعادن الثمينة، فقد يشير البعض إلى أن أسعار المعادن الثمينة أعلى من القيمة العادلة لها، لكن عندما تتدخّل قوى المضاربة نرى بأن مفهوم الـ " القيمة العادلة " أو " السعر العادل " يجب أن يتغيّر ليناسب متغيّر الرغبة في الطلب من قبل المضاربين.
هنالك جهات أشارت سابقاً إلى أن أسعار المعادن الثمينة فوق السعر العادل، و أشرنا لذلك وقتها. لكن في الحقيقة مثل هذه الجهات لا تأخذ بعين الاعتبار مستويات المضاربين المستهدفة أو الرغبة في الطلب لمجرّد المضاربة بتحفيز من متغيرات اقتصادية و غير اقتصادية. و تصريح السيد برنانكيه يوم أمس كان أحد أهم الأسباب التي تدفع المضاربين نحو المضاربة في المعادن الثمينة مما يزيد الإيجابية.
لا يجب أن ننسى بأن التذبذب الكبير محتمل، فكما شهدنا بداية الأسبوع من انخفاض حاد في المعادن الثمينة تركّز على الفضة بعد ملامسة مستويات قريبة من 50.00 دولار للأونصة، فهذا من المتوقع أن يكون محتملاً عند ظهور بعض الإشارات تستدعي جهات من المضاربين لجني أرباحهم. لكن بشكل عام لا توجد متغيرات كافية حالياً لتغيير اتجاه أسواق المعادن الثمينة بشكل جذري.