(رويترز) - رفض كبار أعضاء التكتل المحافظ الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم السبت رؤية ”الولايات الأوروبية المتحدة“ التي طرحها الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي يأمل تكتل ميركل تشكيل حكومة ائتلافية معه.
وقال مارتن شولتس زعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي يوم الخميس إن حزبه لن يحصل على الدعم إلا بطرح رؤية واضحة لأوروبا ودعا إلى إقامة الولايات الأوروبية المتحدة بحلول عام 2025. وكان الحزب الديمقراطي الاشتراكي قد حقق أسوأ نتائج له خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية في سبتمبر أيلول.
وخسر التيار المحافظ بزعامة ميركل ناخبين لصالح اليمين المتطرف بسبب سياسته الليبرالية الخاصة بالهجرة وهو يريد أن يوافق الحزب الديمقراطي الاشتراكي على إقامة تحالف معه بعد انهيار محادثات تشكيل حكومة ائتلافية مع حزبين أصغر.
ومن المقرر بدء المباحثات الخاصة بالإبقاء على الائتلاف بين المحافظين والحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي يحكم ألمانيا منذ عام 2013 يوم الأربعاء ولكن من المتوقع على ما يبدو حدوث صدام بين الحزبين بشأن قضية أوروبا التي من المرجح أن تلعب دورا رئيسيا في المحادثات.
وقال السياسي المحافظ البارز فولكر كودر إن اقتراح شولتس الخاص بأوروبا يشكل ”خطرا على الاتحاد الأوروبي وعلى موافقة المواطنين على أوروبا“ وقال بيتر التمير كبير موظفي المستشارية الألمانية إن هذه الفكرة ولاسيما إطارها الزمني غير واقعية.
ووجد استطلاع أجرته مؤسسة إمنيد لحساب صحيفة بيلد أن أقل من ثلث الألمان أو 30 في المئة يؤيدون فكرة شولتس في الوقت الذي يرفضها نصف الألمان تقريبا بنسبة 48 في المئة.
وقال كودر لصحيفة تاجس شبيجل إن من الضروري تعزيز أوروبا ولكن من المهم أيضا إدراك أن الناس في الوقت الحالي يرغبون في ”المصداقية التي يرون أن بإمكانهم أن يجدوها في الدول الوطنية“.
وقال التمير إن اقتراح شولتس أدهشه وإنه سيكون من الأفضل معالجة مشكلات محددة في أوربا مثل البطالة وحماية الحدود الخارجية وتنسيق السياسة الخارجية.
وأضاف “النقاش حول ما إذا كان يجب أن تصبح أوروبا اتحادا كونفدراليا أو ولايات متحدة أمر يتعلق بالأكاديميين أو الصحفيين وليس السياسة الخارجية الألمانية.
”إقامة ولايات أوروبية متحدة سيحول سيادة الدول الأعضاء إلى بروكسل ولن تكون هناك أغلبية لهذا في كثير من دول الاتحاد الأوروبي“.
وأبدت ميركل تشككها أيضا وقالت يوم الخميس إنها ستركز بدلا من ذلك على زيادة التعاون في مجال الدفاع بحلول 2025 وعلى التوظيف والابتكار.