31/12/2012
مع استمرار العد التنازلي، حيث لم يتبق إلا ساعات قليلة على بدء سريان تدابير تلقائية لخفض الإنفاق ورفع الضرائب بأكثر من 600 مليار دولار ستكون كفيلة بالضغط على الاقتصاد الأمريكي والزج به إلى براثن الركود بدا وكأنه لا جديد على الساحة الأمريكية مع عدم التوصل إلى أي اتفاق بين الجمهوريين والديمقراطيين.
وكان الرئيس "أوباما" قد أكد في حديث لقناة "ان بي سي" التلفزيونية مساء أمس الأحد على ضرورة الاتفاق بأن رفع الضرائب على الطبقة المتوسطة من شأنه الإضرار بالاقتصاد الأمريكي، وأنه لا أحد من الديمقراطيين أو الجمهوريين يرغب في ذلك رغم الخلافات الحزبية.
ويرى متابعون إن "دراما الميزانية" الأمريكية بدت متشابهة كثيرا مع الصبغة التي تتمتع بها أفلام عديدة لـ"هيوليود" مع قدوم البطل في "اللحظة الأخيرة" لإنقاذ العالم من ويلات تنتظره، وهو ما حدث بالفعل سابقا في محادثات رفع سقف الدين العام الماضي.
"أوباما" يخشى على التأثير السلبي المتوقع على الأسواق المالية حال عدم التوصل إلى "صفقة"، والجمهوريون يواصلون الضغط للحصول على أكبر قدر من التنازلات لتحسين صورتهم بعد فشلهم في دخول البيت الأبيض من خلال "رومني" في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني.
هذا بالإضافة إلى فشل آخر قريب لحق بخطة رئيس مجلس النواب" الذي سعى إلى التصويت على مشروع قرار برفع الضرائب على من تزيد مداخيلهم السنوية عن المليون دولار، والذي لم يلق التأييد الكافي.
يأتي هذا بينما يصر "أوباما" على أن يكون الاستثناء في رفع الضرائب على من تقل مداخيلهم عند 250 ألف دولار سنويا مع تمديد العمل باستحقاقات إعانة البطالة.
"الآن الكونجرس تحت الضغط كي ينجز" على حد قول "أوباما" أمس، لكن الضغط سيكون أكبر على الجمهوريين بالتحديد كما فعل الرئيس نفسه في حوار "ان بي سي".
هذا ومن المقرر ان يكون مجلسا الشيوخ والنواب في حالة انعقاد ليلة رأس العام الجديد مع امكانية التوصل إلى "اتفاق اللحظة الأخيرة"، التي تتمنى الأسواق أن يأتي ولو منقوصاً حتى لا تعيش اضطراباً مربكاً.