لم يعرف خارج نطاق المال والأعمال عن جورج سوروس إلا القليل قبل أحدا ما سُمي ب الأربعاء الأسود في العام 1992 حيث تمكن ربح مليار دولار من خلال المضاربة فقط وبالاعتماد على حسن توقعاته فقط. إلا أن سوروس لم يبق ذلك الرأسمالي الذي لا يهمه سوى المال, بل أن, كما يتحدث, مرّ بتحول منذ نهاية السبعينات في حياته تغيرت حياته على أثره وأصبح ميالا للتأثير في المجتمع والعالم. إبتدأ بشراء آلات حاسبة لبلده الأم المجر في الثمانينات وكان يأمل من ذلك تشجيع الديمقراطية. وسوروس الذي عاش تجربتين مريرتين كانت أولاهما أنه نجى من معسكرات الاعتقال النازية بسبب إدعاء أبيه أنهم مسيحيون وثانيتهما هي تجربة العيش في ظل النظام الشيوعي الدكتاتوري. كل ذلك أكسبه ضميرا عالميا مؤثراً. ان سوروس اليوم معروف بكونه من محبي عمل الخير ومن المؤثرين في مجرى العالم بأسره ولم يقبل بدور ملياردير تقليدي يرعى الفنون ويتبرع لبناء المتاحف, بل آثر أن يكون له رأياً في العالم. حصل سوروس على جائزة دكتوراه من جامعة أوكسفورد. يعتبر مثالا حيا للملياردير الذي يعرف قدر نفسه ويريد أن يجعل من حياته أهم من مجرد شراء الطائرات الخاصة أو تربية الخيول وسباقات الهجن الخ. علما أنه كان تبرع ضد الاجتياح الصربي لمدينة سراييفو في التسعينات.