فتوى (هيئة كبارالعلماء) في تكفير القذافي حاكم ليبيا
بيان من هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية بشأن القذافي
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد وآله وصحبه ومن اقتدى بهديه وبدعوته وبعد:-
فإن مجلس هيئة كبار العلماء بدورته التاسعة عشرة المنعقدة في الفترة ابتداء من يوم 11- 5- 1402هـ . قد اطلع على بعض ما نشرته إذاعة حكومة ليبيا في برنامجها المحدث المسمى ( أعداء الله ) وما تعرض فيه لأئمة الدعوة السلفية رحمهم الله في هذه المملكة العربية السعودية من علماء وحكام بالطعن الكاذب ومحاولة التشكيك في عقيدتهم التي اعترف فيها ؛وأنها تجديد للدعوة الإسلامية بحق أهل العدل والإنصاف في كافة أرجاء العالم الإسلامي . بل اعترف بفضلها المنصفون من علماء الغرب ولم يحاول أحد من أعدائها التشكيك بأصالة القائمين بها حتى قام عقيد ليبيا القذافي الذي أفسح المجال لإذاعته ووسائل إعلامه بلا عقل ولا حياء ولا دين إذ تتجراء حتى على مقام رب العالمين وتستهزئ به سبحانه وتعالى عما يقوله الظالمون علواً كبيراً . وتنكر شطراً عظيماً في شريعته وتتحدث عن الله جل جلاله بكل وقاحة وجرأة بشعر حديث وكلام فاحش ولكن الله يملي للظالم لا يهمله .
ورغبة في بيان حقيقة الأمر بمن لا يعرف بوضوح ما أثبته بتوفيق الله جهود حماة هذه الدعوة وقادتها وأئمة القرآن في بلادها من آثار لم يتوفر مثلها في بقية العالم الإسلامي.
أعرب المجلس بعض ما من الله به على هذه المملكة من النعم العظيمة اعلاها وأجلها كتب الإسلام والدعوة إليه قولاً وعملاً وتحكيم شريعة الله في الدماء والأموال والأعراض والمحافظة على ما قرره أهل العلم أنه من الضروري لقيام المجتمعات السليمة مما يسمي بالضروريات الخمس مما عاد على هذه البلاد بحمد الله بالطمأنينة والأمن والرخاء والاحترام العالمي العام للترابط بين الحاكم والمحكوم مما كان له أحسن الأثر في نفوس أهل الصلاح والإصلاح والتقوى والفضيلة والعدل والإنصاف في مختلف أنحاء العالم يضاف إلى ذلك ما تتمتع به هذه البلاد من نهضة علمية وثقافية واجتماعية واقتصادية وعمرانية وما تقوم به حكومتنا في سبيل الدعوة إلى الله والوقوف بجانب المسلمين من بعض الدعاة إلى الله في أنحاء العالم وإقامة المساجد والمراكز الإسلامية والمستشفيات وغير ذلك مما جعلها محط أنظار الجميع ورمز احترامهم وتقديرهم.
لقد استعرض المجلس ذلك كله كما استعرض الاتجاهات العدائية التي تقوم بها صحائف منحرفة في اتجاهاتها وعقائدها يحدوها الحقد والحسد ويسيّر اتجاهاتها الآثمة المنحرفة عناصر ذات مشارب متشابهة في رداء الإسلام والمسلمين ترى في هذه البلاد القاعدة الكبرى للإسلام والمسلمين وفي طليعة هذه الطوائف المنحرفة والموجهة طاغية ليبيا معمر القذافي ذلك الرجل الذي نذر نفسه لخدمة الشر وإشاعة الفوضى وإثارة الشغب والتشكيك في الإسلام .
لقد استعرض المجلس أطوار هذا الرجل وسرعة استجابته لعناصر الشر والكيد والحسد حيث صار يهذي في أجهزة إعلامه يما يستحي من ذكره من له ذوق سليم أو عقل مستقيم , يتضح ذلك في أقواله وأفعاله وتقلباته في جميع ميادين عمله داخل بلاده وخارجها وفي مقدمة ذلك تعرضه للعقيدة الإسلامية . فلقد أقبر هذا الرجل السنة النبوية وسخر من الحج إلى بيت الله الحرام ومن المسلمين الذين يقفون في عرفات وصدرت بتفنيذه فتاوى شرعية من هيئات ومجالس إسلامية عليا ومع ذلك لا يزال هذا المسكين يتخبط في متاهات من الزيف والضلال تعطي القناعة التامة إنه ضال ملحد .
إن مجلس هيئة كبار العلماء وهو يستنكر تمادي هذا الدعي على الإسلام والمسلمين ليقرر ويؤكد أنه بإنكاره لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واستفتاءه بالحج واستهانته ببعض التعاليم الإسلامية واتجهاته الآثمة الباطلة يعتبر بذلك كافراً وضالاً مضلاً .
فضلاً عن ظلمه وطغيانه واجرامه وتجريح عباد الله ورميه إياهم زوراً وبهاتاً بالصفات الذميمة مما يصدر عن عاقل يعتبر نفسه عاقلاً وانسانياً ومن ذلك تجريحه دعاة الإسلام وعلماءه الذين قاموا بنصرة هذا الدين والدعوة إليه وبذلوا نفوسهم وأموالهم في سبيل اعلاء كلمة الله وعلى رأسهم الإمام محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب رحمهما الله وأنصارهما واتباعهما من الدعاة إلى الله والهادين إلى سبيله .
وإنا لله وإنا إليه راجعون وهو حسبنا ونعم الوكيل ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله وسلم على نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين .
التواقيع
1- رئيس الدورة محمد بن علي الحركان .
2- عبد الله خياط .
3- عبد العزيز بن عبد الله بن باز .
4- عبد الله بن محمد بن حميد .
5- سليمان بن عبيد .
6-عبد العزيز بن صالح .
7- عبد الرزاق عفيفي .
8- راشد بن حميد .
9- محمد بن جبير .
10- إبراهيم بن محمد آل الشيخ .
11- عبد بن غديان .
12- صالح بن غصون .
13- عبد المجيد حسن .
14- عبد الله بن قعود .
15- عبد الله بن منيع .
16- صالح بن اللحيدان .
الرياض في 22 جمادي الأولى 1402هـ