كما وأصدر البنك المركزي الكندي بيانه على هامش قرار الفائدة، مشيرا فيه أن الاقتصاد الكندي يواصل تعافيه من الأزمة المالية الأسوأ منذ عقود، في حين ألمح البنك بأن مرحلة تعافي الاقتصاد الأمريكي - الاقتصاد الأكثر التصاقا بالاقتصاد الكندي - بدت وأنها فقدت بعضا من عزمها خلال الفترة الأخيرة، الأمر الذي أثر على أداء الاقتصاد الكندي في خضم هذا الالتصاق.
وبالإضافة إلى ذلك فقد أفصح البنك المركزي عن توقعاته الجديدة بخصوص معدلات النمو ليشير في هذا البيان أنه من المتوقع أن تنخفض معدلات النمو خلال العام الحالي لتصل إلى 3.0% مقارنة بالتوقعات السابقة التي بلغت 3.5%، في حين يتوقع البنك المركزي بأن النمو سيصل إلى 2.3% خلال العام 2011 مقابل 2.9%، أما بالنسبة للعام 2012 فإن البنك يتوقع وصول النمو إلى 2.6% مقابل 2.2%.
مضيفا البنك المركزي أيضا أن تعافي الاقتصاد العالمي بدا وأنه دخل حقبة جديدة مؤخرا، في حين أن الاقتصاد الكندي سيعتمد في نموه على الاستثمارات المحلية، إذ يسعى البنك المركزي إلى تعزيز هذا الجانب لدى القطاعات الرئيسية في الاقتصاد ككل، واضعين بعين الاعتبار أن البنك المركزي أكد ضرورة التحلي بالحذر في مسألة اتخاذ أي إجراء بالنسبة للاقتصاد الكندي.
في حين أشار البنك المركزي الكندي إلى أنه ارتأى رفع أسعار الفائدة خلال قراراته السابقة وسط التوقعات التي بدأت بالظهور في الساحة الاقتصادية بخصوص أسعار التضخم، حيث يعتقد البنك المركزي أن معدلات التضخم قد ترتفع بأعلى من 2.0% وهو بأعلى من المتوقع وذلك كما أشار البنك خلال قراره السابق.
وفي نفس الوقت طمأن البنك المركزي الكندي المستثمرين مجددا بأن مفتاح تعافي الاقتصاد الكندي يبقى بيد الاستثمارات وذلك بالرغم من مسألة عدم وضوح التطلعات المستقبلية للاقتصاد الكندي، ولكن من المتوقع أن يصل الاقتصاد إلى مرحلة الاستقرار الجزئي بحلول العام المقبل، كما أشار البنك المركزي الكندي إلى أن التعافي العالميي لا يزال يواجه التحديات، وبالتالي قلص البنك المركزي توقعات نمو الاقتصاد الكندي.
وبالانتقال إلى الاقتصاد الأكبر في العالم - الاقتصاد الأمريكي - فقد صدر اليوم عنه، وبالتحديد عن قطاع المنازل الأمريكي تقرير المنازل المبدوء إنشائها لشهر ايلول مشيرا التقرير إلى ارتفاع المؤشر إلى 610 ألف وحدة سكنية أو بما نسبته 0.3% مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 608 ألف وحدة سكنية أو 10.5%.
في حين انخفض المؤشر الذي يعد مقياسا لمستويات الطلب على المنازل الأمريكية لفترة مستقبلية مؤشر تصريحات البناء عن شهر أيلول أيضا، حيث انخفض بنسبة 5.6% أو بمعدل سنوي يصل إلى 539 ألف وحدة مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 571 ألف وحدة أو بارتفاع بنسبة 2.1%.
مشيرين إلى ان معدلات البطالة المرتفعة إلى جانب أوضاع التشديد الائتماني لا تزال تلقي بظلالها السلبية على النشاطات الاقتصادية في القطاع، واضعين بالاعتبار أن قيم حبس الرهن العقاري أصبحت موضوعا أخر ومهم يجب طرحه على طاولة المباحثات من قبل الحكومة الأمريكية، حيث أن ارتفاع قيم حبس الرهن العقاري أثقلت كاهل النشاط في قطاع المنازل الأمريكي لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ 26 عام، حيث أن التوقعات تشير إلى أن أكثر من 3.0 مليون منزل معروض للبيع نظرا لفشل المستهلكين في سدادهم للقروض أو الدفعات المستحقة.
حيث أن قطاع المنازل يواصل تقدمه، ولكن فقط نظرا للدعم الحكومي الذي قدم مسبقا، ولكن من الجانب الآخر نشير إلى أن المخاوف والقلق بدأت بالتراود بين الكثيرين سرعان ما بدأت الحكومة الأمريكية بسجب تلك الخطط والبرامج التحفيزية، واضعين بعين الاعتبار أن برنامج الإعفاء الضريبي ساهم كثيرا في تحفيز المبيعات المنازل خلال الفترة الماضية.
ومن المحتمل أن قطاع المنازل الأمريكي سيواصل إظهار تباين في نشاطه الاقتصادي خلال النصف الثاني من العام الجاري، حيث أن معدلات البطالة لا تزال تقف عند المستويات الأعلى لها منذ 26 عام، ناهيك عن الأوضاع الشديدة في الشروط الائتمانية، كما أن البنك الفدرالي يتوقع بقاء معدلات البطالة حول تلك المعدلات خلال عام الجاري، لهذا أشار البنك الفدرالي إلى أن الاقتصاد الأمريكي سيواصل نموه ولكن بوتيرة "معتدلة"...