ستيف جوبز: الرجل الذي غير العالم
استكمال : ستيف جوبز يواصل رحلته مع Next و Pixar ثم Disney :
رغم كون جوبز قائد رائع لشركة أبل، إلا أنه لم يكن محبوبا من بعض الموظفين الذين نظروا إليه كشخص متقلب الأوضاع، و بحلول منتصف العام 1985 بدأ صراع قوى داخل شركة أبل أدى في النهاية إلى قرار طرده من الشركة التي أسسها. هذا كان نتيجة لإنخفاض شديد في حجم مبيعات الشركة في العام الذي سبقه. علاقة جوبز كانت تسير في طريق مسدود مع Sculley و بالتالي قرر الأخير الإستغناء عن خدماته نهائيا. صحيح أن عزله من الشركة كان قرارا من الصعب هضمه، لكن ستيف جوبز ليس من النوع الذي يستسلم أمام أول عقبة بل بالعكس هذا دفعه إلى الأمام و واصل تألقه بتأسيسه شركتين جديدتين ستعيده إلى عصر النجاحات. و لم يخفي جوبز ذلك حيث قالها أمام طلاب جامعة ستانفورد في 2005 :وقتها اجتمعنا مع أعضاء مجلس الإدارة وكانوا جميعهم في الصف معه (Sculley). طردت من الشركة التي أسستها و أنا بعمر الثلاثين. كل ما كنت أعمل عليه في مرحلة شبابي اختفى. بقيت شهور عديدة لم أعرف فيها ما أفعل [...] وقتها حاولت الهروب من وادي السيلكون. لكن شيئا ما بداخلي بدأ بالظهور ببطء، مازلت أحب ما أفعله [...]
كونه شخص مبدع و شغوف، كان من الصعب أن يقف ستيف مكانه دون طموح جديد، و أسس ستيف شركة NeXT Computer ليضيف إلى العالم تجارب جديدة كما كان يفعل مع أبل. الأجهزة التي قدمها ستيف من خلال NeXT كانت غالية الثمن، و ذلك بسبب التقنيات المتقدمة المدمجة فيها. في النهاية قام ستيف ببيع هذه الأجهزة على القطاع الأكاديمي و العلمي لأنهم ربما الوحيدين القادرين على توفير ثمنها.
لاحقا قام ستيف بتقديم مفهوم جديد ينوي به ثورة تقنية جديدة و هو “interpersonal” كمبيوتر. بإختصار شديد هي فكرة تتيح للناس التواصل فيما بينهم بحرية أكبر مما سبق. في وقتها كان البريد الإلكتروني يقتصر فقط على الحروف و النصوص، ثم قدمت NeXT فكرة دخول الصور المرئية و الصوتيات ضمن البريد الإلكتروني أي أن NeXT قدمت جهاز الإنترنت قبل 6 سنوات من ظهورها. و رغم هذا لم تستطع هذه الأخيرة التحليق في عالم المعلوماتية لتنتقل الشركة لاحقا للتركيز على البرمجيات فقط.
شركة Pixar :
لكثير منكم يعرف استوديو Pixar الشهير، فهو منتج فلم حكاية لعبة “Toy Story” من ديزني. قبل ذلك و تحديدا في 1986 كان الفريق جزئا من شركة Lucasfilm و قام ستيف جوبز بالإستحواذ عليه مقابل 10 مليون دولار و لم تكن Pixar تعني شيئا للعالم، قبل ظهور أول فلم كرتوني في العالم Toy Story بعد تسع سنوات من مجيء ستيف. الشركة الأصلية كان من المفترض أن تكون شركة لتصنيع الحواسيب المخصصة للجرافيكس، و لكنها توقفت بعد سنوات من “اللاربحية”، لتصبح لاحقا شركة لإنتاج الرسوم الكرتونية الحاسوبية بالتعاون مع ديزني التي ساعدت في تمويل مشاريعها.
بدأت Pixar في تحقيق نجاحات كبيرة بعد حكاية لعبة، و أصبحت مشهورة على النطاق العالمي بشكل كبير جدا. العقد مع ديزني شارف على الإنتهاء مع نهاية العام 2004، و ستكون خسارة كبيرة لديزني فقدان هذا الأستوديو الكبير. جوبز لم يستطع الإتفاق مع رئيس ديزني حينها و هو مايكل ايسنر، و بائت المفاوضات بالفشل في نهاية المطاف. لقد بدأ جوبز فعليا بالبحث عن طرف آخر ليتعاقد معه في نشر أفلام الأستوديو. في أكتوبر 2005 عين بوب ايجر مكان ايسنر في قيادة شركة ديزني، و بالتالي قام بوب بإستئناف المفاوضات فورا مع جوبز. هذه المفاوضات انتهت بإقتناء ديزني استوديو بكسار كاملا بشراء جميع أسهمه. المثير بالأمر أن هذا القرار أدى لوصول جوبز الى مكانه كبيرة في ديزني، و هي تحول جوبز بعد الصفقة إلى المالك لأكبر نسبة من أسهم ديزني، بنسبة 7% من أسهم الشركة. حتى روي من عائلة ديزني لا يملك أكثر من 1% من أسهم الشركة. جوبز بهذا أصبح جزءا من مجلس إدارة شركة ديزني، و أصبح يدير أعمال رسوم ديزني و علاقاتها مع الأستوديوهات المختلفة.