من بين القناعات التي رسوت على أن تكون ذات أولوية لكل مجهود خير أن يضع الإنسان أمام عينيه و بين تفاصيل فعله حقيقة أن " تعميم الخير نوع من ممارسة لا واعية للشر " .
خذ مثال لهذا السوق يقاس عليه بشكل أكثر تعميما منسحب على مجمل الحياة
افترض أن هناك شخص له أسلوب متاجرة منطلق من فهم عميق لحقيقة الحركة في السوق وهذا الإنسان ذو طبيعة خيرة وأراد أن يفيد الغير وفي نظره أن هذا لوجه الله وواجب بمعنى أنه لا يتقاضى حتى مقابل لتلك الخدمة وهو أساسا ليس بحاجة للمقابل المادي كونه مستغني عن ذلك ... إلى هنا الصورة جميلة مثالية ولكن هل فكر هذا الشخص بأن بعض المستفيدين من خدمته آخر ما يجب أن يكسبوه هو المال خصوصا أن الأرباح في سوق كهذا عالية وأن الأوجب من المال هو أن يكتسبوا الأخلاق الحميدة .
صديقنا هذا ما يفعله دون إدراكه بأنه قد يسهم في تغذية شر كامن في نفس أحدهم لن يظهر إلا بعد أن يكون مكتفيا ماديا أو غني ماديا أو ماليا فيتحول من كائن إلى آخر وغيره ربما كان متعاطي مخدرات مثلا وهذا المال جزء منه سوف يستخدمه في ممارسته تلك ....الخ
الأمر أكثر من مجرد نظرة شاعرية للحياة
نعم .. تعميم الخير وجه آخر لتعميم الشر عن غير وعي .
وأنا نفسي كمثال عندما أكون حريصا على أن أفيد بما قضيت سنين طويلة في دراسته وتطوير جانب مهم منه وأقسم بالله العلي العظيم ولو أن هذا لا يفترض أن يقال خدمت ولوجه الله ما أعجز عن عدهم من الناس من مختلف البلدان و الجنسيات وعلى حساب راحتي ووقتي والى هنا لا بأس وسعيد لكل من أفدته بما يعلم ولكن عندما تبادر بنية طيبة فهذا لا يعني بالحتمية أنها في محلها ولن أستشهد بقول الشاعر
ومن يصنع المعروف في غير أهله ** يكن حمده ذما عليه ويندم
بل المراد بهذا الحديث هو أنه حتى من باب الحكمة و الذي قد يبدو ظاهريا مخالف أو مناقض لمفهوم الحكمة ذاتها أن تدع الخلق للخالق .. ليؤمن من شاء بما يشاء ويقتنع من شاء بما يشاء وفي ما قدمته سابقا ولم يكن في أكبر قدر منه عبر المنتدى ما يكفي لأن يكون اهتمامي اليوم موجه بعناية بمعنى انتهاج المفاضلة أن شئتم في التعامل مع البشر .
كانت هذه الأسطر نتاج استغراق في تأمل دام لفترة طويلة وله خلفياته الشخصية كما المرتبطة بالآخرين وربما ألخصه بكونه صراع ربما أصفه بالمستعر ما بين طبيعة محبة للخير لكل البشر وبين حقيقة البشر و للموضوع تفاصيل وتفاصيل وتفاصيل لن يحتويها بضعة أسطر .
أقدم اعتذاري للجميع فهذا آخر ما أخطه هنا مكتفيا بما سبق نشره داعيا الله بالسلامة و الصحة و الأمن لكل الخيرين .
و الشكر الجزيل لكل المحترمين الأفاضل من أعضاء ومشرفين .