تقرير: الإنفاق في الإجازة الصيفية يضعف سوق الأسهم في شهر رمضان
«الاقتصادية» من الرياض
توقَّع تقرير حديث، أن تسجل أحجام وقيم الأسهم أدنى مستوياتها في العام خلال شهر رمضان، حيث يؤدي التغير في نمط الحياة الذي يسود خلال الشهر إلى تحول اهتمام كثير من المستثمرين بعيدا عن السوق، وأدى ذلك إلى تقليص ساعات التداول في الماضي.
ويشبه نمط التغير الأسبوعي في حجم التداول إلى حد كبير نمط مؤشر تاسي، حيث تبدأ أحجام التداول في الانخفاض أسبوعين قبل بداية رمضان وتواصل التراجع خلال الأسابيع القليلة الأولى قبل أن تبدأ في الارتفاع في أواخر الشهر، وتقفز خلال الأسابيع التي تلي استئناف التداول (بعد إجازة العيد).
وعادة ما ترتفع أحجام التداول الأسبوعية بأكثر من الضعف في المتوسط خلال ثاني أسبوع تداول بعد إجازة العيد، مقارنة بأدنى مستوى تداول في رمضان وإلى أكثر من ثلاثة أضعاف خلال الأسبوع الخامس.
وأشار تقرير "جدوى للاستثمار" إلى أن الاستنتاجات بشأن أداء قطاعات السوق خلال رمضان يعوقها عدم توافر بيانات لفترات سابقة طويلة، حيث إن 11 من قطاعات السوق الـ 15 تم تكوينها لأول مرة عند إعادة تصنيف قطاعات السوق في منتصف عام 2007؛ لذا لا تتوافر لهذه القطاعات بيانات سابقة إلا لثلاث سنوات فقط، وقد تكبدت جميع تلك القطاعات خلال واحدة من تلك السنوات (عام 2008) خسائر ضخمة بسبب انهيار الأسواق العالمية.
في مايلي مزيد من التفاصيل:
يبدو أن حركة أسعار الأسهم تأخذ نمطاً معيناً خلال رمضان، حيث نلاحظ تفوق أداء قطاع الاتصالات على بقية قطاعات السوق وتسجيل أحجام التداول بصفة عامة أدنى مستوياتها خلال العام.
ويمكن ملاحظة أن مؤشر تاسي سجل تراجعا سلبيا بلغ 0,8 في المائة كمتوسط لشهر رمضان خلال السنوات العشر الماضية بينما سجل ارتفاعاً شهرياً بلغ 1,9 في المائة في المتوسط في بقية شهور العام خلال الفترة نفسها.
ويلفت تقرير حديث لـ "جدوى للاستثمار" إلى أن مؤشر تاسي منذ عام 2000 حتى الآن قد انخفض في المتوسط في أربعة من كل عشرة أسابيع بينما ارتفع في الأسابيع الستة الأخرى، و"هو نمط نتوقع أن يستمر مع استمرار ارتفاع السوق بمرور الزمن.
أما التداول خلال رمضان فقد جاء مختلفاً بصورة واضحة عن ذلك النمط".
وفيما يلي مجمل التقرير:
يتبين من خلال التحليل وجود نمط تداول معين لمؤشر تاسي خلال رمضان يتسم بالآتي: انخفاض خلال الأسبوع السابق لرمضان: انخفض تاسي ست مرات في الأسبوع الذي يسبق رمضان خلال السنوات العشر الماضية وبلغ متوسط الانخفاض كنسبة مئوية خلال ذلك الأسبوع نحو 0,9 في المائة.
ونعتقد أن هذا الانخفاض ناتج عن تضافر عاملين هما بيع بعض المستثمرين للأسهم التي بحوزتهم لاستيفاء منصرفات شهر رمضان الكبيرة ولجوء البعض الآخر إلى بيعها لجني المكاسب مستبقين انخفاض أسعار الأسهم خلال رمضان.
تواصل الانخفاض خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من رمضان: تراجع المؤشر خلال الأسابيع الثلاثة الأولى بعدد مرات أعلى من المتوسط التاريخي، حيث هبط خلال الأسبوع الثاني من رمضان في سبع من السنوات العشر الماضية.
كما نلاحظ أن تاسي يختتم الأسبوع الثالث من رمضان منخفضاً نحو 2,5 في المائة في المتوسط عن مستواه عند بداية الشهر ويكون هذا التراجع مصحوباً بانخفاض كبير في أحجام التداول.
وربما يعزى هذا التراجع على الأرجح إلى نفس العوامل التي تؤدي إلى الانخفاض في الفترة السابقة لرمضان وكذلك إلى انصراف المستثمرين عن السوق كلما تقدم الشهر ما يؤدي إلى قلة استثماراتهم.
انتعاش السوق خلال الأسبوع الأخير من رمضان: ارتفع تاسي خلال الأسبوع الأخير من رمضان في ثمان من السنوات العشر الأخيرة، لكن ليس بالحجم الذي يمحو الخسارة التي تكبدها المؤشر منذ بداية الشهر.
ويبدو أن هذا الارتفاع يعكس توقعات المستثمرين لطفرة ما بعد عطلة العيد.
وننوه بأن أسبوع التداول الرابع في رمضان عادة ما يأتي أقصر من بقية الأسابيع، حيث لم تتعد أيام التداول في الأسبوع الأخير من رمضان عام 2001 يوماً واحداً على سبيل المثال.
ارتفاع متواصل في الأسابيع التي تعقب عيد الفطر: ارتفع تاسي في ثمان من السنوات العشر الماضية في أربعة من أسابيع التداول الخمسة التالية لعطلة عيد الفطر.
ويعود هذا الارتفاع على الأرجح إلى التحسن في مزاج المستثمرين نتيجة لعودة التداول والنشاط الاقتصادي عموماً في أعقاب الركود الذي يسود خلال رمضان.
وقد تزامن رمضان في بعض السنوات مع اضطرابات الأسواق العالمية، حيث شهد انهيار بنك ليمان براذرز الذي عمق من الأزمة المالية العالمية عام 2008، كما تواصلت طفرة سوق الأسهم في عام 2004 طوال شهر رمضان وتراجع المؤشر بنفس الزخم خلال رمضان عقب انفجار فقاعة الأسهم عام 2006.
لكن إذا استبعدنا هذه الأحداث نجد أن نمط الأداء التاريخي الذي أشرنا إليه يظل ثابتاً إلى حد كبير.
من الجدير بالانتباه أن التذبذب في المؤشر يبلغ أعلى مستوياته خلال العام نحو الأسبوع الأول عقب عيد الفطر عندما يجهد تاسي في اللحاق بآخر تطورات الأسواق العالمية.
وكانت السوق قد سجلت مكاسب تربو على 5 في المائة في الأسبوع الأول بعد العيد من عامي 2004 و2009 بينما خسر 22 في المائة دفعة واحدة عام 2008 عندما انحدرت الأسواق العالمية خلال عطلة العيد.
كذلك تميل حركة المؤشر إلى التذبذب بأكثر من المعتاد في الأسبوعين الثاني والثالث عقب عيد الفطر والأسبوع الأول من رمضان.
نعتقد أن النمط المعتاد للتداول في رمضان سيتأثر هذا العام نتيجة توقيت الشهر، حيث يتفاوت توقيت رمضان من عام إلى آخر بسبب أن السنة الهجرية تقل عن السنة الميلادية بنحو 11 يوماً.
وسوف يتزامن رمضان هذا العام 2010 ولعدة أعوام قادمة مع فترة الصيف التي يتراجع فيها نشاط التداول في سوق الأسهم السعودية بصورة ملحوظة نتيجة لسفر العديد من المستثمرين إلى الخارج في العطلة السنوية.
ولتغطية نفقات العطلات يلجأ الكثير من المستثمرين الأفراد (الذين شكلت تداولاتهم 88 في المائة من إجمالي تداولات يونيو الماضي) إلى تسييل محافظهم، ما يؤدي إلى خلق ضغوط كبيرة على أسعار الأسهم.
لذا نتوقع أن يؤدي تزامن متطلبات الإنفاق على الإجازة الصيفية مع تكاليف شهر رمضان والعيد إلى إضعاف أداء سوق الأسهم هذا العام بأعلى من المعتاد.
أحجام التداول
عموماً تسجل أحجام وقيم الأسهم المتداولة أدنى مستوياتها في العام خلال شهر رمضان، حيث يؤدي التغير في نمط الحياة الذي يسود خلال الشهر إلى تحول اهتمام الكثير من المستثمرين بعيدا عن السوق وقد أدى ذلك إلى تقليص ساعات التداول في الماضي.
نمط التغير الأسبوعي في حجم التداول يشبه إلى حد كبير نمط مؤشر تاسي، حيث تبدأ أحجام التداول في الانخفاض أسبوعين قبل بداية رمضان وتواصل التراجع خلال الأسابيع القليلة الأولى قبل أن تبدأ في الارتفاع في أواخر الشهر وتقفز خلال الأسابيع التي تلي استئناف التداول (بعد إجازة العيد).
وعادة ما ترتفع أحجام التداول الأسبوعية بأكثر من الضعف في المتوسط خلال ثاني أسبوع تداول بعد إجازة العيد مقارنة بأدنى مستوى تداول في رمضان وإلى أكثر من ثلاثة أضعاف خلال الأسبوع الخامس.
أداء القطاعات
الاستنتاجات بشأن أداء قطاعات السوق خلال رمضان يعوقها عدم توافر بيانات لفترات سابقة طويلة، حيث نجد أن 11 من قطاعات السوق الـ15 تم تكوينها لأول مرة عند إعادة تصنيف قطاعات السوق في منتصف عام 2007، لذا لا تتوافر لهذه القطاعات بيانات سابقة إلا لثلاث سنوات فقط، وقد تكبدت جميع تلك القطاعات خلال واحدة من تلك السنوات (عام 2008) خسائر ضخمة بسبب انهيار الأسواق العالمية.
ويبين الجدول التالي أداء القطاعات التي لها تاريخ أطول:
ويقارن الجدول بين الأداء خلال رمضان ومتوسط الأداء لبقية شهور العام، حيث يكشف الجدول عن تباين كبير في الأداء بالنسبة لقطاعي التأمين والاتصالات مقابل فرق ضئيل بالنسبة لقطاعي البنوك والأسمنت.
ويعود تفوق أداء قطاع الاتصالات في رمضان على بقية العام على الأرجح إلى حقيقة أن رمضان والعيد يمثلان مصدر إيرادات ضخمة لشركات الاتصالات حيث يزور الكثير من المعتمرين المملكة خلال هذه الفترة ما يؤدي إلى زيادة إيرادات التجوال لتلك الشركات فضلاً عن زيادة التواصل الأسري والاجتماعي عموماً، كما أن تقليل ساعات العمل والسهر حتى ساعة متأخرة يؤديان إلى المزيد من المكالمات والوقت المستخدم في التطبيقات الأخرى.
وقد جاء أداء قطاع التأمين ضعيفاً في رمضان مقارنة ببقية العام إلا أن حدة هذا الضعف تفاقمت بسبب نتائج عام 2008 عندما هبط القطاع بنسبة 32 في المائة خلال ذلك الشهر، لذا نجد أن قطاع التأمين انخفض بنسبة 1 في المائة في رمضان منذ عام 2005 إذا استبعدنا تلك السنة.
يميل قطاع البنوك إلى تحقيق أداء أفضل خلال رمضان مقارنة ببقية شهور السنة وذلك على ما يبدو بفضل ارتفاع الإنفاق الاستهلاكي الذي يتم تمويله غالباً بالاقتراض.
وجاء تراجع الأداء بالنسبة لقطاع الأسمنت طفيفاً وهو تراجع يعود على الأرجح إلى انخفاض الطلب نتيجة لانخفاض ساعات العمل، وهو ذات السبب الذي يقود كذلك على الأرجح إلى تراجع أداء قطاع التشييد والبناء خلال رمضان.
بالمقابل من شأن مستويات الاستهلاك المرتفعة خلال رمضان أن تنعكس إيجابا على قطاعي الزراعة والأغذية والتجزئة وإن كانت لا تتوافر بيانات كافية للجزم بهذه النتيجة.