اليوم الأول من حزيران يكشف النقاب عن بيانات قطاع الصناعة في القارة الأوروبية
يطل على المستثمرين أول أيام شهر حزيران مع سيطرة التفاؤل على الأجواء, و التي نشرتها تصريحات جون كلود يانكر بإمكانية قيام القادة الأوروبية بإعداد حزمة مساعدات ثانية لليونان بنهاية حزيران, مما يدحض التوقعات بإعادة جدولة الديون التي سيطرت على الأسواق خلال الأسابيع القليلة الماضية, و بات الحديث عن البيانات الاقتصادية أقل أهمية بعد سلسة الأزمات التي سيطرت على الاقتصاديات على مر الأربعة أعوام الماضية, إلا أننا اليوم على موعد مع قراءات مؤشر مدراء المشتريات الصناعي في القارة الأوروبية.
صرح رئيس الوزراء الماليين في منطقة اليورو جون كلود يانكر مساء الاثنين بأن الاتحاد الأوروبي ينوي إعداد حزمة إنقاذ ثانية لليونان, في سباق من أجل الإفراج عن قروض ضرورية الشهر القادم وتفادي خطر عجز الدولة العضو بمنطقة اليورو عن الوفاء بالتزاماتها المالية.
من ناحية أخرى طالبت المعارضة اليونانية بخفض الضرائب كشرط للتوصل إلى اتفاق سياسي مع الحكومة الاشتراكية بشأن تطبيق مزيد من إجراءات التقشف التي تراها بروكسل ضرورية لحصول أثينا على أي مساعدات جديدة.
تسارعت خطى سد فجوة تمويلية تلوح في الأفق لعامي 2012 و2013 بعد أن قال صندوق النقد الدولي الأسبوع الماضي انه لن يفرج عن الشريحة التالية من المساعدات المقرر صرفها بنهاية حزيران ما لم يقدم الاتحاد الأوروبي ضمانات بتلبية احتياجات أثينا من التمويل في العام القادم.
يترقب المستثمرين اليوم على الأجندة الاقتصادية بيانات قطاع الصناعة خلال شهر أيار في كلا من منطقة اليورو و المملكة المتحدة, حيث تدور التوقعات بتباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي في القطاع, بعد أن كان هذا القطاع الداعم الأول و الأساسي لمستويات النمو في القارة الأوروبية مستفيدا بشكل أساسي من ارتفاع الصادرات بعد تراجع اليورو و الجنيه بشكل ملحوظ على مر الثلاثة أعوام الماضية.
من المتوقع أن تبقى القراءة النهائية لمؤشر مدراء المشتريات في منطقة اليورو خلال أيار ثابتة عند المستويات السابقة بقيمة 54.8 , و في المملكة المتحدة يقدّر أن تسجل القراءة الفعلية للمؤشر 54.3 مقارنة بالقراءة السابقة عند 54.6.
تأثرت القطاعات الاقتصادية في القارة الأوروبية بأزمة الديون السيادية و التي دفعت الحكومات لإقرار تخفيضات في الإنفاق العام و المتضمنة رفع الضرائب و تخفيض أجور العاملين في القطاع العام أو حتى تسريحهم للتوفير في التكاليف, و هذا ما كان له الأثر السلبي الواضح على أداء جميع القطاعات الاقتصادية نتيجة لتقلص مستويات الإنفاق الاستهلاكي لدى الأفراد.
عزيزي القارئ, تقف المنطقة الأوروبية في الوقت الراهن أمام معضلة كبيرة, فصانعي القرار في الاتحاد الأوروبي لا بد لهم من إيجاد حل لأزمة الديون في اليونان بنهاية حزيران الجاري كما كانت الوعود, و إلا فأن البلاد ستقف أمام خطر الإفلاس, وهذا ما سوف يسمح للأزمة بالانتشار لبلدان أوروبية أخرى تقف على شف الوقوع في الأزمة.