يا جماعة الخير القصة كلها عبارة عن لعبة مرسومة ومدروسة، ويجري تطبيقها على مراحل،فما حصل عندنا في الأردن قبل عدة سنوات يبدو أنه سيطبق في مصر، واللعبة كالتالي:
* في البداية يكون هناك تحذير من الفوريكس عبر الصحف والمجلات وغيرها من وسائل الإعلام، لماذا يا ترى؟!!الجواب بسيط لأنه كل ممنوع مرغوب، فيهرع الناس لمعرفة ما هو هذا الفوريكس،فتكون المفاجأة أن سوق الفوريكس طريق للثراء الفاحش، وبرأس مال بسيط، وبزمن قياسي،والإنترنت مليء بمثل هذه الاعلانات،فيقوم الكثيرون بفتح حسابات ويبدأ العمل وتتوالى الخسائر لأن معظم الذين سيدخلون لا يملكون العلم والخبرة في هذا المجال، وبنفس الوقت تفتح المكاتب الاستثمارية أبوابها ، وتعد الناس بأرباح خيالية.......إذا الخطة نجحت باقتدار وأصبح هناك ملايين بل مليارات الدولارات تدور في هذا الفلك.
* بعد ذلك يبرز الصراع الشرعي بين المجيزين للتعامل بالفوريكس (والذين سيتساهلون في كل شيء) وبين المحرمين (والذين لا يعرفون من الفوريكس الا اسمه)،وسيكون هناك جدالات ونقاشات ومحاورات بين الناس حتى على مستوى الجلسات والزيارات العائلية،مما سيضطر البعض بايداع امواله في هذه المكاتب الاستثمارية بالسر خوفاً من الملامة.
*( اللي بالي بالك) تعرف أن معظم هذه المكاتب الاستثمارية نصابة، وأن ما يقومون به مجرد تلبيس طواقي،ولكن هذا ما تريده، لذلك سيظهر ممثلون عنها في القنوات التلفزيونية يطمئنون الناس أن الوضع طبيعي جداً وأن الأمور تحت السيطرة والمراقبة،فتتضاعف الإيداعات.
* بعد فترة وبعد أن تيقنت (اللي بالي بالك) أن الغلة أصبحت وفيرة وكبيرة ودسمة، تصدر قانوناً ينظم التعامل بالفوريكس،فتفرض رسوم ترخيص على المكاتب او الشركات الاستثمارية(مثلاً نصف مليون دولار كما حصل عندنا في الأردن) وتأمين مالي(مثلاً 5 مليون دولار كما حصل عندنا في الأردن) ورأس مال(مثلاً 15 مليون دولار كما حصل عندنا في الأردن)- شيء مضحك ومخجل بنفس الوقت- طبعا هذه شروط تعجيزية وهي مبررات الانقضاض على الفريسة.
* تبدأ المكاتب والشركات الاستثمارية باغلاق أبوابها-وتلفوناتها من باب أولى- حتى المكاتب الصادقة والنظيفة على فرض وجودها يكون حالها بالمثل، وهنا يتم الحجز على أموال هذه المكاتب وتجميد أرصدتها من قبل (اللي بالي بالك) وطبعاً بشكل قانوني 100%
* بعد الفوضى التي ستحصل من قبل المودعين، تقوم (اللي بالي بالك) بتطمين الناس أنها ستتخذ الاجراءات المناسية، وتطلب من المودعين مراجعة الدوائر المختصة لتسجيل اسمائهم فيها،ومع مرورالوقت تهدأ النفوس، فتقوم (اللي بالي بالك) بتوزيع الفتات على هؤلاء المودعين، فيقبلون ذلك آخذين بمقولة (الرائحه ولا العدم).
*أخيراً تقوم مجموعة (اللي بالي بالك) بتقسيم الغنائم بينها،ومن ثم ايداعها في البنوك السويسرية.وهكذا تكون اللعبة قد انتهت (Game Over)
وصحتين وعافية